أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024


ترتيب " البيت الأردني " بات ضرورة وطنية قصوى !. بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
22-03-2019 03:45 AM


إختيار جلالة الملك لمحافظة ' الزرقاء ' تحديدا كي يعلن لشعبنا وبصراحة إقتضتها الظروف الإقليمية والدولية موقف المملكة الأردنية الهاشمية من قضايا مفصلية مصيرية , لم يكن إختيارا عفويا أو عاديا بالضرورة .

ففي الزرقاء مدينة ومحافظة الجيش , توجد مختلف المكونات الإجتماعية الأردنية بكل تفاصيلها , ومن هنا كان حديث جلالته سياسيا أكثر من أي أمر آخر , ووضعا للنقاط على حروف كثيرة كانت تتطلب ذلك حتما, مع إقتراب نذر ما تسمى بصفقة القرن , وما يرافق ذلك من توقعات وتسريبات وتكهنات وإشاعات تضع الناس في متاهة الفهم والإستيعاب , لا بل وحتى المخاوف مما قد يأتي ! .

في الزرقاء وعلى مسمع ومرآى شعبنا والعالم , حدد الملك الموقف الوطني الأردني من قضية فلسطين والقدس والوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات وفزاعة الوطن البديل التي تشغل بالنا جميعا أردنيين وفلسطينيين , ولم يتردد عن الإشارة وبوضوح إلى ما يتعرض له الأردن كدولة وكوطن وجلالته شخصيا من ضغوط للقبول بما لا يمكن أن يقبل .

القضايا المصيرية الكبرى التي تناولها الملك مؤكدا أن شعبه كله معه في إتخاذ الموقف الحق والمشرف منها , باتت تقتضي وبإلحاح , ترتيب البيت الأردني سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وعسكريا وأمنيا وعلى كل صعيد , خاصة ونحن نرى ونسمع في كل لحظة , إصرارا من مجموعة الصفقة على تنفيذها كاملة وقريبا , لا بل وزادت عليها اليوم تصريحا يؤكد حتمية إخضاع هضبة الجولان السورية للسيادة الإسرائيلية ! , بمعنى هم يرسمون شرق أوسط جديدا , ولا ندري بماذا سيغردون غدا أو بعد غد !.

ترتيب البيت الأردني وحشد شعبنا كله مع الوطن ومع الملك والقدس وفلسطين , يتطلب ترتيب بيتنا الأردني حكوميا وبرلمانيا وحزبيا ونقابيا وطلابيا وشعبيا عشائريا وعائليا , بحيث نكون شعارا وممارسة صفا صلبا قويا واحدا كلمته واحده وموقفه موحد , إزاء كل ما طرحه جلالة الملك وأعتبره خطوطا حمراء لا مجال للسماح بتجاوزها تحت أي ظرف كان .

هذا وبكل صراحة , يستدعي إجراءات وقرارات عليا مدروسة وذات أثر تسهم في إشراك شعبنا الأردني الموحد كله , في الوفاء للوطن والعرش , وفي الدفاع عنهما وعن القدس ومقدساتها وعن فلسطين وقضيتها , بهمة ونخوة شعب عظيم ما تخلف ولا تردد يوما وعبر التاريخ , عن هكذا وفاء ودفاع صادقين رجوليين مقدسين .

نتقف حيارى أمام الأصرار على تطبيق صفقة قرن ظالمة خلافا لمقتضيات القانون الدولي , وخلافا لشرعة حقوق الإنسان وإرادة ليس شعوبنا وحدها , لا بل وإرادة المجتمع الدولي الذي يصمت حاليا بإنتطار أن يسمع صوت دولنا وشعوبنا العربية والإسلامية , بإعتبارنا المستهدفين بالصفقة اللغز التي يضعها الغير نهج حياة لنا دون الأخذ برأينا أو حتى إيلائه أدنى إهتمام أو تقدير ! .

نعم , نقف نحن الشعوب وبالذات في دول جوار فلسطين مشدوهين مسكونين بالمخاوف والشكوك , لا بل ونرى كما لو أن الصفقة اللغز والأحجية بمثابة حرب ساكنة تشن علينا دون أدنى إعتبار لوجودنا ولحقوقنا , فالوجود والحقوق هي فقط لإسرائيل التي بات إعلامها ' يبشرنا' بخارطة جديدة رسمت وستنفذ قريبا لعالمنا العربي كله ! .

جلالة الملك : شعبنا كله معك , في رفض دولة فلسطينية ناقصة عن خطوط الرابع من حزيران , ورفض مؤامرة ما يسمى بالوطن البديل , ورفض أي تجاوز على الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات , ورفض أي مساس بدولتنا الأردنية تحت أي مسمى كان , ورفض أي تجاوز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقوق الأردن كاملة غير منقوصة .

نعم جلالة الملك , نحن معك قلبا وقالبا مهما كان الثمن ولطالما دفعنا وما زلنا أغلى الأثمان وليست ذكرى كرامة الكرامة عنا ببعيدة أبدا , بل هي بين أيدينا ! , لكننا نرى ونعتقد أن بيتنا الأردني الواحد بحاجة إلى ترتيب عاجل قبل أن تفاجئنا المطامح والمطامع والمؤامرات ! .

نأمل في ذلك , وأنتم جلالتكم خير من يقدر الظروف أكثر منا بآلاف المرات , ولن نتردد عن الخروج إلى الشوارع سلميا في قرانا ومدننا وبوادينا ومخيماتنا لنقول لجماعة الصفقة , لا وألف لا , وشعوبنا العربية والإسلامية كلها معنا بإذن الله , وسيكون العالم كله معنا حتما , فنحن شعوب مسالمة لا تريد أكثر من حقها وسلميا .

أما أن يفرض علينا حل يحتل المزيد من أرضنا وحقوقنا ويعيد تقسيم بلادنا كما يتمنى محتلوها وغاصبوها بسطوة سيف أعوانه , فذلك هو ذل فوق ذل لا يرضى به عربي حر شريف , ولا حتى إنسان مكتمل الأنسانية على هذا الكوكب أيا كان عرقه وجنسه ودينه , والتاريخ لن يرحم من يتهاون أو يساوم , وما على الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين إلا أن يطلق إشارة الرفض الثورية السلمية , وسيكون طوفان العرب والمسلمين كلهم معه . والله من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-03-2019 08:23 AM

نُثني ونثنّي على على طروحات الكاتب المحترم الاستاذ شحاده.
نعم نحن بحاجه لترتيب البيت الداخلي، ليصبح قويا بوجه الصفقه ويشد من ازر سيدنا.
ولعل من اولويات التصدي لهذه المرحله الحرجه البدء فورا باصلاحات ملموسه على كافة الصعد، فالاصلاحات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ستزيد من التفاف الشعب حول قيادته.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012