أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


في ذكرى رحيل المشير حابس المجالي ..... موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
22-04-2019 05:53 PM


في مثل هذا اليوم الموافق 22 نيسان من كل عام، تطل علينا ذكرى رحيل فقيد الوطن معالي المشير حابس المجالي، رفيق الملوك الثلاثة عبد الله الأول، وطلال، والحسين، رحمهم الله جميعا. ذلك المقاتل الذي كان مع رفاقه مشاريع شهادة في حرب 1948. فقدموا أرواحهم دفاعا عن المسجد الأقصى وما حوله من الأراضي التي بارك الله بها. كانت معاركهم مع اليهود حاسمة على جبال اللطرون وباب الواد وغيرها من المواقع، حيث كبدوه خسائر بالغة بالأرواح والمعدات.

حابس ( 1910 – 2001 ) . . ذلك الرمز الوطني الذي يحظى باحترام كافة الأردنيين والفلسطينيين حيا وميتا، خير ما نحيي به ذكراه هو أن نقدم للجيل الذي لم يعش زمانه، نبذة عن مواقفه البطولية التي كان لها دور كبير في الحفاظ على الضفة الغربية في حينه، والتي أضاعها اليوم من يسمون أنفسهم زورا بالقيادات الوطنية. لقد كان حابس رجلا شجاعا ونموذجا للرجولة والتضحية والإخلاص للوطن، أثبتها فعليا في الحروب التي مرت بالأردن وفلسطين في الأعوام ، 1948، 1967 وأحداث عامي 1956 و 1970، وفي غيرها من الأحداث العسيرة التي مر بها الأردن، مساهما بسلامته واستقراره.

حابس الذي نذر نفسه للجندية، كان أول ضابط أردني يتولى قيادة كتيبة في الجيش العربي الأردني. وهو من واجه القوات اليهودية في ساحات القتال في فلسطين، وردهم على أعقابهم خاسرين في العديد من المعارك، التي جرت في اللطرون وباب الواد. تلك المعارك التي شهد العدو قبل الصديق ببسالة قادتها وشجاعة جنودها في الدفاع عن الأرض المقدسة، وسأورد تاليا معلومات موجزة عن معركة اللطرون الخالدة.

في الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم 25 أيار هاجمت قوات البلماخ اليهودية ( 6500 جندي وضابط ) مواقع الكتيبة الرابعة ( 1200 جندي وضابط ) التي يقودها حابس المجالي في اللطرون. وتمكنت القوات المهاجمة من الوصول إلى مسافة 100 ياردة عن الخطوط الأمامية للكتيبة. ولكن بتصميم وشجاعة رجال الكتيبة الرابعة جرى صدّ ذلك الهجوم وأجبر العدو على التراجع . وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم، كرر العدو هجومه واستمر القتال خلالها لمدة 15 ساعة متواصلة، أدى إلى تراجع العدو أمام شدة المقاومة، بعد أن خسر 800 قتيل عدا عن الجرحى وأسر عدد كبير من بينهم شارون.

لم يرضخ العدو لهذا الفشل والإخفاق الذي جرى في الهجومين، لأن بن غوريون الذي كان يوجه العمليات العسكرية، يعتقد أن مصير الحرب كان متوقفا على نتيجة القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأردني، إذ قال : ' إما أن يخترق الجيش العربي مثلثنا، أو نقوم نحن باختراق مواقعه. فإن نجحنا نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب. الجبهة الرئيسية هي المنطقة التي يتمركز فيها الجيش العربي : القدس وجبال القدس، وليس النقب أو الجليل. إنني احترم الجيش العربي إلى أقصى حد '.

وفي 28 أيار شكل بن غوريون أكبر قوة يهودية يقودها العقيد الأمريكي دافيد ماركوس، وهي مؤلفة من ثلاثة ألوية، وأمره بالاستيلاء على اللطرون وباب الواد وفتح الطريق إلى القدس. ولكن هذه القوة واجهت مقاومة عنيفة عند هجومها على مواقع الكتيبتين الثانية والرابعة، مما أدى إلى فشل الهجوم ووقوع خسائر كبيرة بها.

بتاريخ 1 حزيران قام الملك عبد الله الأول بزيارة تفقدية لموقع المعركة، واستمع إلى شرح لتفاصيلها، ثم التفت إلى المقدم حابس المجالي قائد الكتيبة الرابعة قائلا : ' إنك وجنودك تدافعون عن أرض سبقكم للدفاع عنها قادة عظام، من أمثال عمرو بن العاص وصلاح الدين. ومن سماك حابس ما أخطأ، لأنك حبست العدو وحلْتَ دون تقدمه. إن كتيبتك الرابعة هي الكتيبة الرابحة بإذن الله '.

في ليلة 8 / 9 حزيران زحفت قوات العدو تحت ستر الظلام، وتمكنت بعد قتال عنيف من الوصول إلى مسافة 70 ياردة عن مركز قيادة الكتيبة الرابعة. فأمر قائد الكتيبة حابس بتجميع آخر قوة متوفرة لديه، للقيام بهجوم معاكس على العدو وطرده من الموقع الذي وصل إليه. والموقع عبارة عن مرتفع إذا استطاع العدو أن يحتله على قمة الجبل وعلى موقع معاذ بن جبل، فإن مواقع الكتيبة تصبح تحت سيطرته وتحت تأثير نيران أسلحته، وسيكون الموقف خطيرا، وعلى المدافعين طرده أو تلقي الهزيمة.

وعلى مسافة قريبة من قائد الكتيبة حابس المجالي، كان يقف طبيب الكتيبة الدكتور يعقوب أبو غوش، فسأله حابس : كم رصاصة في مسدسك ؟ أجاب الطبيب 6 رصاصات. فقال حابس : في مسدسي أيضا 6 رصاصات، وصمت لحظة ثم قال : سنبقى هنا . . وإذا وصل جنود العدو إلينا . . سيطلق كل واحد منا 5 رصاصات عليهم . . أما السادسة فسنطلقها على أنفسنا..! وفي هذه الأثناء فُرضت اتفاقية الهدنة الأولى بين العرب واليهود، ليسري مفعولها ابتداء من تاريخ 11 حزيران 1948، والتي لم يقتنع بها حابس وطلب من رئيس الأركان الإنجليزي رفضها، ولكن دون استجابة له.

بمثل تلك التضحيات من قبل حابس المجالي ورفاقه الضباط والجنود الأشاوس، المؤمنين بالله وبحقهم في الدفاع عن المقدسات، استطاع ذلك الرعيل الأول الحفاظ على جزء كبير من أرض فلسطين، وهو ما سمي بعد نهاية الحرب بالضفة الغربية، حيث انضمت إلى شرق الأردن إثر مؤتمر أريحا، وحملت اسم المملكة الأردنية الهاشمية.

أولئك الرجال وعلى رأسهم حابس المجالي، لم يفكروا بمكسب دنيوي، أو تحقيق مصالح خاصة، أو انتظار أعطيات تؤمن لهم القصور والعقارات، ولم تتلوث سمعتهم باستغلال مناصبهم، أو اختلاس أموال الدولة، ليصبحوا أثرياء الغفلة. لقد كانوا مثالا للحفاظ على شرف الجندية، والتضحية بالنفس، ونكران الذات، سواء خلال خدمتهم الفعلية أو ما بعدها.

ومن الجدير بالذكر، أن حابس احيل على التقاعد  وهو يحمل دينا لمؤسسة الإقراض الزراعي، يبلغ 15000 دينار، ولكنه لم يطلب خلال حياته أن يسددها عنه أحد، إلى أن عرف جلالة الملك حسين - طيب الله ثراه – بالموضوع، فأمر بتسديدها عنه دون علمه.

تمر البوم ذكرى وفاة ذلك القائد العظيم معالي المشير حابس المجالي، أحد رموز الأردن الشرفاء، الذي وهب نفسه للدفاع عن الأردن وفلسطين، دون منّة أو انتظار شكر أو جزاء. فنرجو الله أن يتغمده مع جميع رفاقه بواسع رحمته وأن يسكنهم جنات الخلد، على ما قدموا جميعا لوطنهم وأمتهم من تضحيات . . !

التاريخ : 22 / 4 / 2019


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2019 06:14 PM

صدقت إنه رمز يحظى باحترام الاردنيين .

2) تعليق بواسطة :
22-04-2019 07:47 PM

دائما مبدع في سردك للتاريخ الجميل والوفاء للكبار ربنا يوفقك وسلم لسانك وقلمك باشا

3) تعليق بواسطة :
22-04-2019 10:10 PM

كم رجل يعد بالف رجل وكم رجل يمر بلا عداد رحم الله المخلصين من ابطالنا الذى دافعوا عن دينهم ومقدساتنا واوطاننا من طمع اعداء العرب والمسلمين سيعود حابس وابطال اخرون باسماء اخرى لتحرير الارض والمقدسات وربما اقرب مما نتصور وان غدا لناظره قريب

4) تعليق بواسطة :
23-04-2019 01:28 PM

يسلم قلمك ابو ماجد العزيز الوفي الوطني صادق التعبير.
رحم الله ابا سطام واسكنه فسيح جنانه. هكذا الاحرار الوطنيين يذكرهم التاريخ ويحبهم الجميع فلروحه الطاهرة الف تحية ولرفاق دربه هزاع ووصفي رحمهم الله جميعاًُ

5) تعليق بواسطة :
24-04-2019 12:11 AM

سيبقى هولاء الكبار في قلوبنا , رحم الله الكبار هزاع ووصفي وحابس

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012