03-01-2012 08:08 AM
كل الاردن -
رجم الشامي الشرقي قرية وادعة كباقي قرى أردننا الحبيب، تقع في الإطراف الجنوبية الشرقية لمدينة عمان وتكاد ان تكون ملتصقة بمدينة صناعية كبيرة تتبع لمؤسسة المدن الصناعية، أنشأت هذه المدينة في منصف الثمانينات وبقرارات عشوائية لحكومات سابقة لم تأخذ في استراتيجياتها كيفية بناء المدن الصناعية، وأخلت بأبسط شروط إقامتها والمتمثل بالبعد المناسب عن التجمعات السكانية، ومع هذا تقبل سكان هذه المناطق إقامة المدينة على مضض لعدم قدرتهم على صد القرارات الحكومية في تلك الفترة، حيث لم يكن في تلك الحقبة من الزمن ما يسمى حاليا الربيع العربي ، واعتبرت في حينها قدرا لا سبيل له إلا التعايش معه بعد ان اخذوا من الوعود ما يكفي عشرات السنيين من الأولوية بالتوظيف وخدمة المجتمع المحلي للنهوض تنمويا واقتصاديا بهذه القرى التي تعاني من الفقر والبطالة عدو الإنسانية الأول، وبعد فقدان الأمل بهذه المكتسبات التي أصبحت حلما بلا شك دق ناقوس الخطر بالتلوث البيئي والناتج عن البنية التحتية للمدينة، والتي خططت لاستيعاب عددا محدود من المنشات الصناعية وبعد عمليات البيع للأراضي الصناعية بدلا من الإيجار والبناء العشوائي للمصانع الجديدة ازدادت المأساة ولم تعد محطة التنقية تستوعب الأحمال الثقيلة والذي ما زالت تعمل وفق النظام القديم (التجفيف) بالإضافة الى ان المؤسسة لم تعد تسيطر على المصانع والتحقق من شروط السلامة العامة، وخاصة ان هناك مصانع كبيرة للمواد الكيماوية والبلاستيكية والمجاورة لمدرسة أساسية، حيث يعمد أصحاب المصانع على عدم استخدام الفلاتر لزيادة الإنتاجية وتوفير الطاقة مما اثر سلبا على البيئة المحيطة، وازدادت الإمراض المستعصية وأصبح كثيرا من الأطفال يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي نتيجة للدخان والغبار المتصاعد والروائح الكريهة، حتى أصبحت كارثة بيئية على علم ودراية بها كافة المسؤولين بالمؤسسة ورغم الشكاوي المتكررة ما زال مدير المؤسسة يقوم بتخدير المواطنين بوجود خطط تطويرية للمحطة والسيطرة على المصانع الا انه ومن خمسة عشر عام ومدير المؤسسة على رأس عملة لم يستطيع حل المشكلة والسبب الرئيسي معرفتهم الجيدة بان سكان هذه المنطقة هم مواطنون مسالمون لديهم من الولاء والانتماء لهذا البلد ما يمنعهم من القيام باعتصام او مسيرة او إغلاق المؤسسة امام التجار والمستثمرين خشيتا من التأثير على البيئة الاستثمارية التي اصبحت تهمنا اكثر من مدراء المؤسسات أنفسهم ، ومن هنا نطلق هذا النداء والرجاء الأخير للمسؤولين، وخاصة معالي وزير البيئة، وليعلم كافة المسؤولين في هذه المؤسسة بان الصبر قد نفذ ولدينا من الإجراءات والملفات ما قد لا يسر