أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


يا عيال هاذي لحيتي...
05-01-2012 08:34 AM
كل الاردن -


alt

وعد الكريدي (ألشيخ المُعمم ودولة المعالي)
الدكتور.بسام الهلول
نقولها في محكينا عندما يصل الأمر بالأب أن خلفاً له ميئوس منه فيصب جام غضبه على زوجته فيمسك بلحيته ويقول لها : (هاذي لحيتي إن طلع من عيّلكي شي).
دخل علينا ألمُعلم عبدالفتاح ليعلمنا كيف نُمسك بالقلم مثلما نُمسك (بالماوس) أليوم وهي عند الفلاسفة تُسمى (القدرة على القبض) ويُحسب عُمر الأمة الحضاري بمقدار قبضها على أشياءها وأفكارها وجغرافيتها مثلما يقول (شبنجلر الفيلسوف الانجليزي).....مثلما تقبض البدوية على مغزلها.
بدأ المُعلم عبد الفتاح يُعلمنا ألدرس الأول في الحساب إلى أن وصل معنا إلى رقم (سبعه) وما دريتُ أن أهل أثنا وأخوة اليمن إذ ينطقونه (ألسبوع) تجنباً لشؤمه إلا عندما وقفت أصابعي عنده ولم أستطع كتابته، وما دريت أن أطفال الحجارة والربيع العربي حولوه بأصابعهم إلى إشارة النصر(V- victory) وهُزمتُ أمامه إلى أن عيرتني الوالدة بأنني لم أستطع رسمه على السفينة أي ألدفتر، ولطالما كان مثلاً سياراً عند أمهاتنا في الأردن أنها تدخر البيضة كي يشتري أمثالي في كل قرى الأردن سفينة وقلم تقية لؤم التاجر (مفلح) كي لا أسأله (إلحاحاً) والصوابُ إلحافاً.
نفذ صبر المُعلم عبد الفتاح حيال عياءِ تلميذه وعجزه، مثلما أعييته بالأمس في درس التلاوة، إذ كانت لساني عاثرة في قراءة إنا أعطيناك الكوثر، فكنت أقرأها (إنا اطعيناك الكوثر) مثلما تُصر دولتنا على قراءة هذا الشعب .... فشكوت الأمر للوالدة، فصكت وجهها وقالت يا خسارة البيضة فيك، فما كان منها أن حملتني في يومٍ باكرٍ إلى شيخٍ مُعمم كان يُلقب بالكريدي في مادبا ككثيرٍ من الأمهات أللآتي كُن ينشدن الفأل عنده، وكان مُعمماً بعصابةٍ خضراء كأهل الطُرق الصوفية يجوب الشوارع بفرقته ومُريديه على صوت الطبل ينشدون ( ألله حي...ألله حي) وكما تفعل فرقة (ألعيساوه) في مدينة مِكناس في المغرب.
فعرضت الوالدة حال أبنها على هذا الشيخ المُعمم، وكان المُعمم بصيرا لا يرى (أعمى) وكانت فاتحة العداد عنده عشرة قروش ينظر من خلالها بعينه العمياء غيباً ويتنبأ بمُستقبلٍ، وكم كانت هذه القروش العشرة تقتات بها العائلة قبل أن يُصيب نقدنا اليوم (التضخم) أو بلغة العرب (الحبوط – ورم الناقة لمرضٍ يصيبها فيخال صاحبها أنها السمنة) فوضعها على عينه فقال: الولد (معيون) أي مُصاب بالعين ووصف لها أن تضع (حجاباً أو حرزاً) مثلما رأيته وقرأته في كتابٍ يتكئ عليه المشعوذون اليوم ويُسمى (شمس المعارف) ....وامتطينا حمارنا لنمر بعدها بدكانٍ تباع فيه ( الراحةالحلقوم) وأحذية الخيل والبغال لنشتري من عنده حافظة فضيه على شكل مثلث لنحفظ فيه ألحرز كي لا تصل إليه عفن رطوبة العرق أو كما يقول المحققون في التراث ألا تصل إليه ألأكلة فأودعته الوالدة فيه ولطالما يذكرنا هذا الشكل برأسه الذي يذكرنا بغار حراء وقاعدته جبل المقطم وجبال هملايا، ولقد تخذت بعض الدراسات الباطنية هذا الرمز ليعم نور غار حراء على قاعدته فعلقته في رقبتي لأباهي به الطلبة الأذكياء وان كنت آخرهم لكني سآتي بما لم تأت به ألأوائل.
كما يُعلقُ هذا الشعب آماله على ناصية بطاقة الانتخاب ألمرقومة بالوعد والموعود، ونراه مكتوباً وممجوجا على صحائف الورقية والألكترنية مما يَصدُرُ يومياً على ألسنة ألناطق الرسمي بأسم الحكومة لتكن حرزاً لهذا الشعب في أيامه وليله البهيم يمتطونه في تعاليلهم السياسية وصالوناتهم، والوعد كتابة (سبعة) وما كان منها أن رمت قطعة البخور من الشيخ المُعمم في النار في موقدنا المتهالك فتشكلت منها (عيناً)...وكما قال الكريدي - ألله يطول عمره ويحفظه - مثل زرقاء اليمامة في حكوماتنا الرشيدة إذ تُرينا على الدوام سبيل الرشاد ...فولولت الوالدة: (حسبي الله على بنات الحرام عيونهن فارغه).
كُنتُ أستعجل الصباح ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لتمنيت أن لا يطلع ألصباح، وذهبت إلى المدرسة بعزم الفارس والبدوي بناقته الصفراء، وجاء المعلم ودرس الحساب فأخرجني لكتابة (من واحد إلى سبعه) فما كان مني هذه المرة أنني وقفت عاجزاً عن كتابة رقم سته ....فقال المعلم وهو يُصغي لشكوى الوالدة وتأففها من الحسد فقال لها كم بحاجة إلى قلائد يعلقها في رقبته ليكافح غبائه وكم أنت بحاجة إلى عشرات القروش يحصدها الكريدي ،....غبائنا مفتاح رزقٍ لكل من يُعلق في رقابنا من وعدهم ....فما كان منه إلا أن أمسكَ بلحيته وقال :(هاذي لحيتي إن أفلحت!).
تأتي هذه القصة في معرض الوعد الذي بنته ألصالونات السياسية في تعاليلنا ...الجميع صمتٌ لأنه موعود بالاصطفاف والاصطفاء السياسي، فتذكرت قول ربي سبحانه وتعالى :( استخف قومه فأطاعوه) ....أكذبوا ما شئتم فلقد سبقكم من قبل من سرق من صواع أخيه، لن نعجب من أمركم عندما تقرأون في عشرات القروش رغم عمى بصركم .... أكذبوا ما شئتم فإننا سنأخذ الحصى من قدركم عندما يظهر الفجر الصادق ويبين وعدكم الكاذب.
أيهذا القارئ الملول مهلاً ... بعض ما قاله ألنواتي لأشرعته قلتها ليلة عيد الميلاد أو ما يُسمى في الغرب ليلة اليقظة : تتقاطر مراكب العمر وصهيل النهر جنوباً، إذ لا زلنا نئن تحت سياط ألوعد ومغاليق مراتيجه وأحسب أن خاب الفأل في ما مضى من سنين قضت فلعل في مفتتحك، أيهذا ألربيع يقين جهينة، وآمل أيهذا الشعب المسكين المخدوش وجهه ألا يطول انتظارك عند شباك تذاكرهم وعد كي لا تعاف ألتذكر، وأن يكون في ربيعنا العربي ألمُكتمل دورته هدأته ووجيبه.
holol74@hotmail.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-01-2012 06:16 AM

قال تعالى ( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) التاجر مفلح لن يفلح مع الرقم س ب ع ه0

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012