12-01-2012 08:23 AM
كل الاردن -
عبدالله الهريشات
لقد قرات عن قتل المطارنة لنفسه وآلمني ذلك كثيرا وقد سمعنا عن مثل هذه الظاهرة في وطننا وان هذا مؤشر وجرس انذار لكل ذي لب ولكل مسؤل وعلى الدولة ان تقوم بواجباتها من اجل حفظ النفس والنسل والمال وحفظ الامن والسلم النفسي والمجتمعي وتوفير الكرامة وسبل العيش الكريم الحلال، وقد كانت ظاهرة البوعزيزي في تونس الشرارة التي فجرت ثورات التغيير والربيع العربي فقد طورد في لقمة عيشه وصفعته شرطية تخويفا واذلالا وهو الذي حصل على درجة علمية ولم يستطع ان يحصل على عمل ولم توفر له دولته فرصة عمل فذهب لكسب قوته وعائلته ببيع الخضار على عربة يجرها من زنقة الى زنقة. وها هو المطارنة يفعل فعلة البوعزيزي ولقد تالمت لما فعله وشعرت بمسؤلية ما واغضبني ما رايت من تعليقات على احد المواقع من كلام لا يجوز لمن يحمل امانة الكلمة ان يعلق به من ظلم لرجل ميت مسحوق هو الان بين يدي الله وكاني بالمعلقين يعملون قضاة او في دار الفتوى وننسى ان الظلم ظلمات وان الجوع كافر وننسى الانسانية والرحمة والمودة بيننا واننا بشر .
اولا : المطارنة الله يرحمه لانه لازال مسلم ولم يكفر وان اخطأ فهو يلقى الله ، وانا لا ابرر فعلته ولكن البشر مختلفون والايمان يزيد وينقص وعلينا دراسة مثل هذه الظاهرة ، لكن اولئك المفتون والقضاة الذين يتألهون على الله ويحكمون بالنار وكانهم رب البشر فهو الان عند رب عادل كريم رحيم وليس عند بشر ظالم لئيم امثالكم .
ثانيا: الجوع كافر وعمر يقول ( لو كان الفقر رجلا لقتلته) ويقول (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لايخرج شاهرا سيفه) ولو خرج المطارنة بالسيف عليكم وعلى اولي الامر ومن ظلموه لقلتم انه خارجي وارهابي ايضا واقمتم عليه حد الحرابة وعمر يقول (لو ان بغلة تعثرت بالعراق لسئل عنها عمر لم لم يسو لها الطريق) والمطارنة هذا بشر وليس بغلة يا بشر فاينك يا عمر؟ .
ثالثا: ان هذه الظاهرة ليست انتحارا بالمعنى الدقيق للانتحار كما ترون انما هو احتجاج وتضحية بنفسه من اجل اهله ومن اجل الجياع والمظلومين المسحوقين ولانه عجز عن اخذ حقوقه وسدت الاذان والسبل في وجهه.
وقد تكون هذه الظاهرة مثلها مثل العنف المجتمعي الذي نراه يزداد بين العشائر والطلاب يوميا وانه ليقلقنا مثل هذه الظواهر.
ورابعا: ينبغي دراسة مثل هذه الظواهر وتحليلها ومعرفة اسبابها لتجنبها وايجاد الحلول لها وتوفير المتخصصين لها من مرشدين ونفسيين واجتماعيين واهل امر بمعروف ونهي عن منكر.
لاننا ولربما بعضنا مر و يمر و سيمر بما مر به المطارنة وغيره وقد تفعلون حينها ما فعل ان سدت في وجوهكم السبل ولم تجدوا اذانا صاغية لكم على الاقل .
فقد سبق للمطارنة الشكوى لاولي الامر وكتب في ذلك وظلم وطلب من ملك البلاد ان ينصفه ولم يجد اذانا صاغية ، انا اعجب لم لم يخرج رشاشا ويرش به من ظلموه فاتقوا الله ودعوه وترحموا عليه فهو عند رب كريم وليس عند انسان ظالم لئيم .
ان من يتحمل دمه ويسأل عنه يوم القيامة الرعاة الا كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته فمن اجبره على مثل هذا الفعل الفظيع هو مسؤل وينبغي محاسبته ولو ان هذا المقتول اراد اخذ حقه بنفسه ممن ظلموه لحاكموه وحاسبوه فهلا يحاسبون من كان سبب قتله ومن اجبره على هذا الامر الفظيع.
http://ahraraltafilah.blogspot.com