أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024


عبدالهادي راجي المجالي يكتب : مجرد مسلسل

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
17-06-2019 06:03 AM


البعض مستاء جدا , من مسلسل أردني قيل أنه يخدش الحياء العام ..وأنا بصراحة شاهدته ....
أنا أصلا لا أحب متابعة (نتفلكس) , ولا حتى إنتاج (هوليود) ..ولكني تابعت مسلسلا فلسطينيا مؤخرا , أسمه (رامبو فلسطين) وهو لشاب من الضفة الغربية , إسمه عمر أبوليلى عمره (19) عاما , قتل (3) ضباط إسرائيلين وأوقع الكثير من الجرحى ومن ثم امتطى الجيب العسكرية , وغادر بها ....وظلت إسرائيل تطارده , إلى أن استشهد .
لدي سؤال ..هل يختلف الزيت الذي غمسه عمر أبو ليلى مع الزعتر عن زيتنا ؟ هل تختلف الصلاة هناك عن صلاتنا ؟ وهل الخبز الفلسطيني يحتوي على خميرة أكثر من خميرتنا ؟ ..وهل الحب هناك ليس مثل حبنا ...لماذا إذا تنتج تلك الأرض شابا مثل عمر أبوليلى ..ونحن ننتج مسلسلات تثير حفيظتنا ؟
كان بإمكانه أن يعشق أحلى بنات فلسطين , وكان بإمكانه أن يحصل على (فيزا) إلى أمريكا , ويذهب إلى ولاية (تكساس) ويبني مطعما ويتزوج من شقراء , وبدلا من مقاتلة ألالوية الصهيونية ..يستسلم للألوية الشقراء في (تكساس) ..كان بإمكانه أيضا , أن يأتي هنا إلى الأردن , ويذهب مع أبناء عمومته إللى مقاهي عمان , ويدخن الأرجيلة ...كان بإمكانه أن يعشق ألف صبية , وينتج ألف قبلة , ويشاهد ألف جديلة ....لكنه رفض كل ذلك , واحترف النضال ...لماذا فلسطين الملاصقة لنا والتي يتوحد دمنا مع دمها , وجذور زيتونها تلاصق جذور زيتوننا , وأهلها من طين أهلنا ..لماذا تنتج أفلاما في النضال والتضحية ونحن نحترف مسلسلات القبلات الساخنة ...ومشاهد الترف المفرط , وذوبان الهوية ..
عمر أبو ليلى ..أنتج فيلما يضاهي فيلم (عمر المختار) ..هو أصلا لايقل بسالة عنه , وأجزم أن المجاهد الكبير والشهيد النبيل عمر المختار احتضنه حين صعد إلى السماء , فهما من العروبة ...والقاتل واحد , وأجزم أن دلال المغربي هي الأخرى احتضنته , ففي الجنة يحق للشهيدة أن تحتضن ابن وطنها ..وأن توحد دمها مع دمه , ودلال سقطت على أرض فلسطين وعمرها (19) عاما فقد قادت عملية دير ياسين , ومن قتلها هو : (ايهود باراك) ...وهناك قبل دمها تراب الجليل وبحر يافا ...وقال لها الزمن اشبعي من القبل , فالشهداء ...يطهرون الأرض حين يقبلونها .
فلسطين تواجه أكبر غزو عسكري , تقبع تحت أقسى احتلال , واسرائيل أنفقت المليارات ..حتى تشوه القيم والعادات ..وقد حاولت اختراق القلب والعقل الفلسطيني , وقدمت للجيل الجديد هناك كل الإغراءات في السفر , في الوظيفة ..في النساء ..وأنتجت لهم ألف مكان للهو ...ومع كل ذلك , كان الرد الفلسطيني هو عمر أبو ليلى ..
ماذا ينقصنا ...حتى يكون الجيل الجديد لدينا , مثل وجه عمر ..مثل نبضه , مثل بسالته ..ماذا ينقصنا؟ فبلادنا لاتعيش في الربيع وضوء القمر ..هي متعبة ومهددة , والخبز فيها صار صعبا , وتخوض معركة صفقة القرن ومعركة القدس ...ونحتاج لجيل مقاتل , جيل يجيد الدفاع عن التراب والحلم والهوية ..
لا تلوموا الناس حين تغضب على توجه أولادنا , لا تلوموهم أبدا ...فالجنرال المقاتل عمر أبو ليلى , علمنا أن الشباب هم الجنرالات الحقيقيون ..في عالم عربي ينام على الهزيمة ويصحو على الهزيمة .
Abdelhadi18@yahoo.com
منع من النشر

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-06-2019 10:06 AM

الزميل عبد الهادي تحية كبيرة :ـ في الكتابة انا لا يعجبني العجب لكنك ابهرتني وابكيتني وابشر ان مقالتك الفريدة الممنوعة ستكون الاكثر انتشاراً.حقيقة ثابتة اذا انهارت القيم انهار كل شيء لانها حجر الاساس ونقطة الارتكاز،ومن لا يستملح المليح ويستقبح القبيح فهو قبيح ومعطوب الذائقة.دمت ودام حبرك النقي الطهور

2) تعليق بواسطة :
17-06-2019 10:25 AM

ينفصنا امثال اللي ربوا ابو ليلى مع فائض من المستغربين.

3) تعليق بواسطة :
17-06-2019 10:39 AM

يا سيدي الرائع عبد الهادي راجي المجالي .. يوجد في الأردن من يحق لكل إخواننا أهل الأردن أن يفتخروا به .. يوجد العملاق البطل أحمد الدقامسة .. عشتم يا أخي وعاش الأردن وعاش الشعب الأردني العظيم ..

4) تعليق بواسطة :
17-06-2019 11:25 AM

الاستاذ عبد الهادي المحترم
المشكله ليست في زعترنا ولا في زيتوننا في الاردن هو ذاته ما في الاردن وفلسطين ، لكن المشكله هي في التربيه سواء على مستوى الاسره او مستوى وزارة التربيه والتعليم ، فانت اكثر من يعلم لماذا سميت وزارة التربيه والتعليم ولم تسم وزارة التعليم ، الخلل يكمن هنا ويجب اعادة النظر

5) تعليق بواسطة :
17-06-2019 02:07 PM

فلسطين حزينه على كل من هجرها لغيرها. فبعد اغتصابها بقي فيها متسع لكل من عبر حدودها الى اي وطن بديل عنها.
كان بامكان عمر ان يهبط بعمان يسترخي على ارقيلة في جبالها، او بتكساس يصطبح بشقراواتها لكن آثر ظل شجرة مباركه زيتونة لا شرقية ولا غربيه يكاد زيتها يضيء.
تحية للثابتين بارضهم، صادقين لم يستبدلونها باي وطن.

6) تعليق بواسطة :
17-06-2019 03:55 PM

مع احترامي مقارنتك :

لقد انتجت هذه الارض-الاردن- ابطالا بوزن الشهيد ابو ليلى وهم الاغلبية.كما انتج الاردن امثال صانعي جن .
وانتجت فلسطين ابطالا ك ابو ليلى وجرار وعياش وهم الاغلبية وايضا متعاونين مع الاحتلال لا يمثلون الا انفسهم ..الارض كالبطن بستان .

7) تعليق بواسطة :
19-06-2019 02:46 AM

لقد أبدعت يا سيدي.

8) تعليق بواسطة :
19-06-2019 02:48 AM

وقفت الدنيا وقعدت على جن ؟

9) تعليق بواسطة :
19-06-2019 07:06 PM

هي مقوله ، مجرد مقوله ، قيلت على لسان صهيوني ، حينما قال ، أما بالنسبه للأردن فهو مسألة حياةٍ أو موت ، وهكذا أرى فوطننا عزيزٌ على أبنائه ، وجميعُ من حولنا يعي هذه الحقيقه ، وقبل هذا كله فعين الله تحرسه ولنبقى على هذه القناعه وعلى ما نعده بإستمرار لحمايته ....

10) تعليق بواسطة :
20-06-2019 12:23 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012