أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هدوء ما قبل أيلول

بقلم : كمال زكارنة
19-06-2019 05:40 AM

بانتظار شهر ايلول المقبل موعد اعادة انتخابات الكنيست الاسرائيلي، اطفأت الادارة الامريكية الانوار وألسنة اللهب التي اشعلتها تحضيرا واستعدادا لاطلاق قنبلة العصر التدميرية للقضية الفلسطينية، وبدأت بتهدئة «اللعب» وابطأت الاندفاع في مضمار المؤامرة، وهي تحثّ الخطى لابتلاع الاراضي الفلسطينية المحتلة وتهويدها، وتقديمها للاحتلال الصهيوني على طبق الاعتراف الامريكي بسيادة الاحتلال عليها، دون تقديم اي شيء للجانب الفلسطيني سوى عرض فتات من المال، وهي الآن تمهّد للاعلان عن تأجيل موعد اسقاط الصفقة خشية من فشلها، بعد ان توصلت الى قناعة بأن مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية لن تمر ولن تجد دولة عربية واحدة تتبناها وتؤيدها وتدافع عنها .
اصبح كا شيء مؤجل الى ايلول شهر التقلبات الذي تتداخل فيه الفصول الاربعة مناخيا، وهذه المرة سياسيا واقتصاديا، اكراما لحليف ترامب الاستراتيجي نتنياهو، الذي هرب الى الامام من السقوط والعزل السياسي، على امل ان تنقذه صنارة ترامب من الغرق في خريفه الانتخابي القادم، لاتمام مشروعهم التآمري التصفوي ضد الشعب الفلسطيني وقضيته.
خلف الكواليس وفي الخفاء، تبحث الادارة الامريكية واليمين الاسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو، كيفية الانقضاض على المناطق الفلسطينية المصنفة «ج» في الضفة الغربية المحتلة واخضاعها للقوانين الاحتلالية، واعلان السيادة الاسرائيلية عليها وضمها في نهاية المطاف، تمهيدا لضم الضفة الفلسطينية المحتلة بالكامل لاحقا.
اما في مدينة القدس المحتلة، فقد تصاعدت اعمال الاحتلال في تصفية الوجود الفلسطيني فيها، من خلال اغلاق المؤسسات الفلسطينية المختلفة ووقف انشطتها وعملها بالقوة، صحيا وتربويا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا، وفي جميع المجالات الاخرى، كل ذلك يجري بعيدا عن الانظار، تعزيزا لوضع نتنياهو الانتخابي، واستكمالا لمشروع تهويد القدس الذي يعمل الاحتلال على تنفيذه منذ احتلالها .
تعمل الادارة الامريكية على عدة جبهات في نفس الوقت، مستغلة فترة الانتظار التي تسبق ايلول، لتهيئة الظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة، قبل الاعلان عن خطتها التصفوية ومشروعها الاستعماري الجديد المسمى بصفقة القرن، وربما تعتبر الاشهر الثلاثة المقبلة الاكثر خطورة في عهد ترامب، لانها تحمل خيارين لا ثالث لهما، اما فشل الصفقة وهو الاحتمال المرجح جدا وقد ظهرت بوادره جليّة، او محاولة فرضها بالضغوطات السياسية والاقتصادية المباشرة، واستخدام القوة العسكرية خاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
هذه الفترة الزمنية التي تفصلنا عن ايلول، تتطلب المزيد من الحذر والانتباه والجهد فلسطينيا وعربيا، لسدّ اية منافذ او تغرات، ومنع اية اختراقات امريكية واسرائيلية، في جدار الصد الممانع والمعارض لصفقة القرن على المستويين العربي والدولي.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012