أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


لا انسحاب ولا دولة

بقلم : كمال زكارنة
04-07-2019 05:15 AM

الغت ادارة ترامب صفة الاحتلال عن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين،وصفة محتلة عن الاراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني،فلم يعد الانسحاب من فلسطين المحتلة مطلبا قائما ولا موجودا ضمن الاجندة الامريكية الخاصة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي،وتبعا لذلك انتفت امريكيا اسباب المطالبة باقامة الدولة الفلسطينية،وقفزت تلك الادارة فوق كل الاعتبارات وتجاوزت جميع الاسس والاطر والقواعد والاعراف والقوانين والشرعية الدولية،والمطالب والمبادرات العربية والاسلامية والدولية،وبدأت تتعامل مع الكيان المحتل على انه امر واقع وفي نفس الوقت تتجاهل الوجود الفلسطيني ارضا وشعبا وقيادة،وامتدت اذرعها التآمرية وهي تسحب ذلك الكيان خلفها لفرضه على العالم العربي والاسلامي، لتطال ابوابها موصدة باحكام في وجه المحتلين.
ادارة ترامب ومعها مدللتها حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، تتصرفان وكأن فلسطين والعالم بيضة في أيديهما يستطيعان كسرها وتحطيمها وقتما يشاؤون،وفرض ارادتهم ومخططاتهم وفقا لمصالحهم الخاصة،وتنفيذ مشاريعهم الاستراتيجية دون اي حساب لوجود اطراف اخرى.
هناك محاولات صهيو-امريكية،نستطيع القول انها بائسة حتى الان،هدفها تغيير المفاهيم القائمة على ضرورة ووجوب زوال الاحتلال الصهيوني من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة،الى مفاهيم اقتصادية وامنية،تتطلب بالضرورة التحالف والشراكة بين دول المنطقة والكيان المحتل،بهدف دمجه في المحيط وصبغه بصداقة مزيفة تمكنه من التوسع والتمدد والانتشار دون ان يقدم شيئا،هذه هي الاستراتيجية الجديدة التي تعمل على تمريرها الادارة الامريكية والحكومة الصهيونية في هذه المرحلة.
الخطاب الاعلامي والسياسي في اروقة البيت الابيض ولدى حكومة الاحتلال، يركز بشكل رئيس على الجوانب الاقتصادية والازمات والضائقة المالية التي تمر بها بعض دول وشعوب المنطقة،الى جانب اختلاق وافتعال التهديدات الامنية وضرورة مواجهتها والتصدي لها بشكل جماعي لانها تؤثر على الجميع،كما يدّعون، ويتجنبون الحديث تماما عن الحلول السياسية والاحتلال والانسحاب والدولة الفلسطينية،حتى يطوي النسيان هذه المطالب التي تشكل ركائز النضال والمواقف الفلسطينية والعربية منذ اكثر من قرن من الزمن.
خطة صهيو-امريكية فاشلة من البداية حتى النهاية، بفضل الصمود الفلسطيني والثوابت والمواقف العربية المبدئية من القضية الفلسطينية، رغم العنق الصهيوني المتصاعد في الاراضي الفلسطينية المحتلة،الذي يأخذ اشكالا متعددة، مثل الحصار المالي والتطهير العرقي وهدم احياء فلسطينية بالكامل،وحفر الانفاق في القدس المحتلة، وقتل الشبان الفلسطينيين وسحلهم في الشوارع،واغتصاب الاراضي وبناء المستوطنات والمستوطنين، وكل هذه الممارسات تندرج ضمن السياسات الصهيونية المنظمة والممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، ووسائل ضغط لاجباره على الاذعان والاستسلام.
النهج الصهيو-امريكي الجديد في التعامل مع القضية الفلسطينية، يجب ان يزيد المواقف الفلسطينية والعربية تشددا في الحفاظ على الثوابت والمبادىء والتمسك بها، وان يزيد المسافة الفاصلة والتباعد في الرؤى بين الجانبين، مهما كانت المبررات والاسباب التي يسوقها الطرف المحتل.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012