أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


بين يدي رئيس الوزراء

بقلم : نزيه القسوس
09-07-2019 12:57 AM

في معظم دول العالم تقوم الحكومات بوضع خطط للتنمية يكون هدفها تنمية المدن والقرى عن طريق المشاريع النافعة وتخلق فرص عمل لشبابها من خلال هذه الخطط، وتكون الخطط مدروسة بعناية قبل تنفيذها على الأرض حتى يتحقق الهدف منها وحتى لا تذهب الأموال التي ترصد لها هدرا من دون أن يستفيد منها المجتمع المحلي.
في بلدنا مع الأسف الشديد تختلف الصورة اختلافا كبيرا؛ فنحن نجلس داخل المكاتب ونضع الخطط المسلوقة سلقا ولا نشرك معنا الفعاليات المحلية المعنية في المنطقة التي تستهدفها الخطة التنموية وتكون النتيجة كارثية بكل ما في هذه الكلمة من معنى، فندمر التجارة ونجعل السكان يهربون ويتركون مناطقهم ليرحلوا إلى العاصمة؛ لأنهم أصبحوا لا يستطيعون العيش في بلدهم.
وحتى لا نتحدث في العموميات فهنالك مثل صارخ على التخبط وهو مدينة الكرك؛ فقد تبرعت حكومة اليابان بمبالغ كمساعدات لتطوير مشاريع سياحية في هذه المدينة فكان المشروع السياحي الأول والمشروع السياحي الثاني وكل مشروع كانت كلفته حوالي إثني عشر مليون دينار، وهذان المشروعان لم يخلقا أي فرص عمل على الإطلاق أو يساهما في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، فأحد هذه المشاريع هو إزالة الخلطة الإسفلتية من على الشوارع الرئيسية في المدينة وتبليطها، ولا ندري ما الحكمة من ذلك ومن يقم بزيارة إلى مدينة الكرك يشاهد بأم عينه كيف أصبح لون البلاط مثل لون الإسفلت.
الآن نفذ المشروع السياحي الثالث وهو مشروع كارثي بكل ما في هذه الكلمة من معنى؛ فقد ركز على الشوارع وعلى الأرصفة فبلغ عرض الرصيف في بعض المناطق ستة أمتار والشارع ثلاثة أمتار، وإذا ما تعطلت سيارة في أحد الشوارع فإن السير يتعطل بالكامل وتصبح هناك أزمة مرورية خانقة، وقد رأيت بنفسي كيف تعطلت إحدى السيارات في شارع الملك طلال فوقف وراءها ما يزيد على ثلاثين سيارة، لأنه لا مجال لأن تقف السيارة المعطلة على اليمين بسبب ضيق الشارع واضطرت السيارات كلها إلى الرجوع للخلف مسافات طويلة وحدث أكثر من حادث لهذه السيارات بسبب ضيق الشارع.
مدينة الكرك تدعو رئيس الوزراء لكي يرى بنفسه حجم الكارثة وما سببه المشروع السياحي؛ فالتجار يصرخون لأن أي مواطن لا يستطيع إيقاف سيارته ولو لدقيقة لشراء أي غرض والأهالي بدأوا بالهجرة؛ لأن الواحد منهم لا يجد مكانا لإيقاف سيارته حتى في حارة قريبة من منزله، وقبل عدة أيام حاولت أن أشتري زجاجة ماء للشرب لكنني لم أستطع ذلك لأنني ساحشر خلفي عشرات السيارات والناس هناك يصرخون ويستنجدون ولا من سامع لهم سوى الله سبحانه وتعالى.
إن المشروع السياحي الثالث دمر الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مدينة الكرك، لذلك يجب أن يكون هناك نوع من المساءلة لكل الذين خططوا لهذا المشروع داخل مكاتبهم ولم يستشيروا بلدية الكرك أو هندسة البلديات هناك قبل البدء بالتنفيذ، كما أن المدينة بحاجة إلى حل سريع لإنقاذها من هذا الوضع.الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-07-2019 11:25 AM

سيدي، يؤسفني أن أخبرك بأن ما ذكرت هو قصّة كافة الوية المملكه. إن مركزية عمان أثبتت فشلها الإداري وزادته إثباتا بالامركزيه التي تم إتباعها بمركزيه عمان. كل ما يطبخ في عمان يؤكل في عمان ولا تري الكرك وعجلون والطفيلة والسلط والزرقاء والمفرق وإربد سوى "بقايا طبخات غير صحية". شكرا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012