أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


هنا كانوا .. فأين هم عن بيوت عمان المهجورة

بقلم : عودة عودة
21-07-2019 05:48 AM

يطيب لي بين الحين والاخر الطواف في جبال واحياء عمان القديمة، كم تبهجني اماكن ماتزال حية ترزق ، اتذكر منها الجامع الحسيني الكبير في نهاية الخمسينات الذي كان صوت المؤذن للدعوة لصلاة الصبح فيه كانه ، لقد كانت كل عمان لا بد ان تصلي الجمعة فيه وتشتري كل شيء تحتاجه من حوله..

وأتذكر قلاع العلم ثانويات عمان كلية الحسين ومدرسة رغدان للبنين وسكينة وزين الشرف للبنات والكلية العلمية الاسلامية وتراسنطة والفرير وغيرها..

تؤلمني كثيرا فيلات في جبل اللويبدة وجبل عمان وجبل الحسين كانت ذات يوم في الخمسينات والستينات تزهو بكل فنون الهندسة المعمارية من الخارج والاثاث الفخم من الداخل ساحات واسعة واطلالات فاتنة وورود وثمار من اجمل الورود واطيب واشهى الثمار..

كم هو محزن منظر هذه الفيلات العمانية الفخمة الابواب الخارجية فيها صدئة والشجر فيها ميت بعضة والبعض الاخر ذابل مصفر ينتظر الموت الحتمي القريب..

مشهد الموت والخراب وغياب اهل هذه البيوت العمانية العريقة يذكرني بقصيدة ' لن أبكي 'للشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان وهي تزور يافا وان كانت الاسباب مختلفة وهو الاحتلال الاسرائيلي الكريه ..

تحضرني في هذه العجالة الصحفية قصيدة:' لن أبكي' للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان

على أبواب يافا يا أحبّائي
وفي فوضى حطام الدّور .
بين الرّدمِ والشّوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين :
قفا نبكِ
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدّار .... وتنعى من بناها الدّار
وأنّ القلبُ منسحقاً
وقال القلب : ما فعلتْ ؟ بكِ الأيام يا دارُ ؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي ، هل جاءتك أخبارُ ؟
هنا كانوا ..هنا حلموا ..هنا رسموا مشاريع الغدِ الآتي
فأين الحلم والآتي وأين همُ .. وأين همُ ؟
ولم ينطق حطام الدّار
ولم ينطق هناك سوى غيابهمُ
وصمت الصَّمتِ ، والهجران
وكان هناك جمعُ البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللّسان
وكان يحوّم في حواشيها
يمدُّ أصوله فيها
وكان الآمر النّاهي وكان.. وكان..
وغصّ القلب بالأحزان
أحبّائي
مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ الرماديهْ
لألقاكم
وفي عينيَّ نور الحب والإيمان
بكم، بالأرض ، بالإنسان
فواخجلي لو أنّي جئت القاكم –
وجفني راعشٌ مبلول
وقلبي يائسٌ مخذول
وها أنا يا أحبّائي هنا معكم
لأقبس منكمُ جمرة
لآخذ يا مصابيح الدّجى من زيتكم قطرة
وها أنا أحبّائي
إلى يدكم أمدُّ يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إِلى الشّمسِ
وها أنتم كصخر جبالنا قوَّة .. كزهر بلادنا الحلوة
فكيف الجرح يسحقني ؟ وكيف اليأس يسحقني ؟
وكيف أمامكم أبكي ؟
يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي

أحبّائي مصابيحَ الدّجى ، يا إخوتي في الجرحْ ...
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
يموت هنا ليعطينا .. ويعطينا .. ويعطينا
على طُرقُاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني وفي أرضي
وأزرع مثلكم عينيَّ
في درب السَّنى والشّمسْ

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-07-2019 11:10 PM

أرى ان هناك طمسا للهوية العمانية ،هدم بيوت تراثية قديمة وبناء شقق مكانها .ماذا عن الاطلالات من جبل لجبل. ببساطة هناك تشويه لجبل اللويبدة و جبل عمان وكانا عمانيين من العصر آلعصر الحجري بلا علم ولا ثقافة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012