أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


تأنيث منصب رئيس الوزراء . . هل هو حقيقة أم بالون اختبار ؟ .. موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
26-08-2019 12:48 PM

تأنيث منصب رئيس الوزراء . . هل هو حقيقة أم بالون اختبار ؟
موسى العدوان

تداولت وسائل التواص الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي خبرا يتعلق بتوجه الحكومة لتعيين امرأة في منصب رئيس الوزراء بالتشكيل الحكومي القادم. وطرحت أيضا اسم سيدة معينة، تقلبت في مناصب عديدة بمؤسسات الدولة، مذكرة أن كان لها دور رئيسي في بيع إحدى مؤسسات الدولة الهامة بسعر رمزي. ومما زاد في احتمالية تصديق هذا الانقلاب الوظائفي، أن قامت إحدى الفضائيات الأردنية بتخصيص حلقة حوارية تسويق هذا الموضوع، مع شخصيتين أردنيتين أبديا تعاطفا مع الطرح تحت ذريعة الكفاءة.

فمن المعروف أن منصب رئيس الوزراء في مختلف الدول العربية مقتصرا على الرجال، ولا مجال لإشغاله من قبل النساء، لأن هذا المنصب ليس إداريا بالمطلق، بل هو منصب ميداني في معظم واجباته، خاصة وأن بعض الأجهزة الأمنية ترتبط به. كما يُطلب من شاغله التواصل القريب مع الجماهير سواء في حالات الهدوء، أوفي حالات التوتر وعدم الاستقرار الأمني في البلاد. وهذه حالات تتطلب رجلا وليس امرأة لكي يتعامل معها بجرأة وكفاءة.

لقد أجرِيتْ تجربة في الأردن قبل بضع سنوات، عندما عُينت امرأة في منصب محافظ في إحدى مناطق الشمال، وهو منصب يغلب عليه الطابع الميداني، أكثر من الطابع الإداري المكتبي. إذ على المحافظ أن يترأس كافة الأجهزة الأمنية والحكومية في محافظته. وأن يكون على اتصال وثيق مع شخصيات المحافظة، وأن يقوم بزيارات ميدانية ليلا ونهارا، لمتابعة ما يجري من أعمال في منطقته. هذا بإضافة لمشاركته بالنشاطات المدنية من احتفالات، وصلحات عشائرية، وعطوات أمنية، ومتابعة لقضايا جرمية بالتعاون مع مختلف الأجهزة الرسمية باعتباره ممثلا للملك. وأعتقد أن تلك التجربة النسوية لم تكن موفقة إذ لم يجرِ تكرارها. وما ينطبق على هذا المنصب، ينطبق بصورة أوسع على منصب رئيس الوزراء.

من المعروف أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل بتركيبتها الفسيولوجية والاجتماعية والعاطفية، فالمرأة التي خلقت أساسا لإنجاب الأطفال، والعناية بالمنزل وإشاعة جو الحنان والاستقرار العائلي في المنزل، لم تُخلق لمواجهة الأعمال الشاقة والخطيرة. وعندما يجري الحديث عن المساواة بين الرجل والمرأة، فأعتقد أنه يُقصد به المساواة في الحقوق والواجبات المدنية، عدا ما نصت عليه التعاليم الإسلامية، بمعنى أنها ليست مساواة على إطلاقها.

أما من الناحية الدينية فإن الله تعالى، لم يبعث من بين الرسل والأنبياء إلى مختلف الأديان امرأة واحدة لهداية البشرية بل اقتصرها على الرجال. وفي حكم الميراث جعل للرجل مثل حظ الأنثيين، وفي الشهادة على القضايا جعل كل امرأتين عن رجل. وعندما أبلغ الرسول الكريم ( ص ) بأن أهل فارس ملّكوا عليهم ابنة كسرى قال : ' لن يُفلح قوم ولّوا عليهم امرأة '. وفي مجتمعنا الأردني والمجتمعات العربية عموما، نلاحظ أن بعض النساء قد أشغلن وظائف مختلفة، منها الوزيرة والمديرة وغيرها وهي وظائف يغلب عليها الطابع الإداري. ولكن لم تتولَ أية امرأة عربية، منصب رئيس الوزراء الذي يفترض أنه يملك الولاية العامة، التي لا تُخّول إلى النساء، تأكيدا لقوله تعالى : ' الرجال قوامون على النساء '.

اعتمدت الدول الأجنبية توظيف النساء في مواقع الولاية العامة، كرؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات، ولكنها كانت بحدها الأدنى، وعلى سبيل المثال : فرنسا وهي أكثر الدول تحررا، تولى الحكم فيها من عام 1848 حتى الآن 25 رئيسا للجمهورية ليس بينهم امرأة واحدة. وفي أمريكا تولى الحكم فيها منذ تأسيسها حتى الآن 45 رئيسا للجمهورية لم يكن بينهم امرأة واحدة. وفي بريطانيا مذ عام 1721 إلى الآن تولى الحكم فيها 75 رئيس وزراء، بينهم امرأتان فقط هما تاتشر وتريزا ماي. أما روسيا فمنذ سقوط الإمبراطورية قبل مائة عام، كان كل حكامها من الرجال. وألمانيا منذ بسمارك عام 1871 حتى الآن تولى الحكم فيها 35 مستشارا، لم يكن بينهم إلا امرأة واحدة هي المستشارة الحالية ميركل.

أما في الأردن فمنذ تأسيس الدولة عام 1921 وحتى الآن تولى منصب رئيس الوزراء فيها 38 رئيسا، بعضهم تقلب على المنصب أكثر من مرة – رغم سوء معظم من تولوه – ولم تكن بينهم امرأة واحدة. والآن بعد ما يقارب المائة عام في تعاقب الرؤساء الذكور على هذا المنصب، الذي يأتي بالدرجة الثانية بعد منصب الملك، وكان قد تولاه وصفي التل، وهزاع المجالي، وعبد الحميد شرف، رحمهم الله جميعا، تنوي الدولة اليوم تأنيثه لا أعتقد أنه لمصلحة الوطن، بل لتسخيره لمنفعة الصديقات المقربات.

وختاما أقول : إن كان ما يُشاع هذه الأيام عن تأنيث منصب رئيس الوزراء حقيقة 'لا سمح الله '. . فإنما يشكل طعنة في صدر الوطن، ستقضي على ما تبقى من هيبة الدولة الأردنية، التي يحرص الأشراف على مكانتها وسمعتها بين الدول. وعلى كل حال إن صدقت الإشاعات أم كانت بالون اختبار، فهي مرفوضة جملة وتفصيلا مهما كانت دوافعها المعلنة . . !

التاريخ : 26 / 8 / 2019

* ملجوظة : الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-08-2019 01:27 PM

بالرغم من أني ذات يوم كتبت مقالا مطولا اطالب فيه برئيسه للوزراء من باب الغاء ذكورية المنصب اولا وللحد من الفساد اذ المرأه اكثر استقامة ممن تولوا هذا المنصب الا انني اشكر الكاتب على هذه الاضاءه المشفوعه بالارقام ..اعتقد اننا لا نحتاج على الاطلاق لا لرئيس وزراء ولا حتى وزراء والامناء العامون كفايه

2) تعليق بواسطة :
26-08-2019 01:30 PM

الامناء العامون قادرون على ادارة وزاراتهم مهنيا والبحث عن آلية جديدة لادارة الدوله برقابه مباشره من صاحب الولايه لوضع النقاط على الحروف وتصويب المسيره..نحتاج الى رأي اصحاب الاختصاص في مؤسسات المجتمع المدني من غير توزيرهم..النقابات المهنيه ..قطاعات التجاره والصناعه..نحتاج الى النصح من ذوي الخبره

3) تعليق بواسطة :
26-08-2019 06:35 PM

لا تغلبوا حالكو: ابحثوا بين اسماء اعضاء وفد المفاوضات مع الصهاينة بين عامي 91و94 حتى لو كانوا في حينه حديثي التخرج .
وكذلك يمكن استعراض اسماء بعض من اشغلوا منصب سفير الاردن لدى الكيان الغاصب.

4) تعليق بواسطة :
26-08-2019 10:08 PM

والله يا باشا بطلت تفرق ابداً.
القضية ليست تذكير او تأنيث .....................................................................................................................................................................................................................

5) تعليق بواسطة :
28-08-2019 02:01 PM

في هذا البلد الكلام المكتوب أو المسموع قد لا يعني حرفيته، فكل قصة تقرأها أو تسمعها قد يكون خلفها قصة أخرى لا نعرفها، والمخفي أعظم كما يقال في أمثالنا الشعبية.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012