أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


مبادرة إعادة إنتاج نظام بشار الأسد
28-01-2012 09:15 PM
كل الاردن -



 إياد حماد
كان جلياً منذ بداية تدخل الجامعة العربية في الشأن السوري بأن هذا التدخل كان يهدف في الدرجة الأولى إلى إنقاذ النظام الأسدي من السقوط  وذلك منذ أول زيارة قام بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق مروراً ببعثة السياح العرب برئاسة مجرم الحرب الدابي وصولاً إلى المبادرة العربية الأخيرة والتي تطالب برحيل بشار الأسد وتسليم السلطة إلى فاروق الشرع

بالطبع هذه المبادرة لا تعبر عن طموح الشعب السوري المطالب برحيل نظام الأسد بالكلية فالشعب لا يريد رحيل رأس الهرم الفاسد والمجرم مع بقاء قواعد الهرم فهذه المبادرة ليست إلا خديعة تعبر عن رغبة الغرب وبعض الدول العربية بالحفاظ على النظام الأسدي الذي يوفر الحماية لإسرائيل

فالسر في عدم التحرك الدولي ضد هذا النظام هو رغبة إسرائيل في بقاء نظام الأسد وهذا ما كشفته الصحف العبرية ذاتها فالأمر لم يعد خافياً إلا على من لا يريد أن يبصر أو يريد أن يبقى يعيش في وهم النظام المقاوم وأمريكا في السابق احتلت العراق دون غطاء من مجلس الأمن ومع رفض معظم دول العالم للغزو وهي ليست بحاجة إلى مجلس الأمن لإسقاط نظام بشار الأسد إذا أرادت بحق إسقاطه الآن لكن ما يمنعها الآن هو رفض إسرائيل لإسقاط الأسد

إن نظام الأسد أعلن رفضه للمبادرة العربية لكنه بعد أن يدرك بأن الحبل قد التف حول عنقه لن يجد أمامه  من سبيل إلا قبولها وذلك على غرار المبادرة اليمنية ثم بعدها سيجد الشعب السوري نفسه أمام مهزلة تكوين حكومة وحدة وطنية ديكورية ممثلة من حزب البعث وأحزاب صغيرة تدور كلها في فلك نظام الأسد تعارض النظام تحت سقف النظام كما سيجد الشعب نفسه أمام انتخابات رئاسية وتشريعية صورية تفرز لنا النظام الأسدي الديكتاتوري بثوب الحمل الوديع الذي يحمل راية الديمقراطية ونجد أنفسنا أمام نظام مهمته الأساسية حماية أمن إسرائيل أي بمعنى أدق إعادة إنتاج نظام الأسد   

لكن على الرغم من كل ذلك فإن الشعب السوري حكم على نظام بشار الأسد بالسقوط والزوال وهذه المبادرة العربية ليست حلاً ومن هنا فإن على المجلس الوطني السوري أن يرتقي إلى مستوى الثورة السورية وأن يرفض الحلول المبتورة ومنها هذه المبادرة التي طار بها العرب إلى مجلس الأمن ظناً منهم أنها تلبي آمال الشعب السوري وهي في الحقيقة أبعد ما يكون عن أبسط المطالب التي يرفعها الثوار في سوريا

فعلى المجلس الوطني أن يرفض هذه المبادرة حتى يرحل نظام الأسد بالكلية وحتى يحصل ذلك على المجلس الوطني أن يسعى بجدية للحصول على الاعتراف الدولي حتى يوفر البديل السياسي والعملي لقيادة الدولة السورية عند رحيل عصابة الأسد عن صدة الحكم كما على المجلس أن يكون أكثر حزماً في مخاطبة الأطراف الدولية والعربية حتى يستشعر الغرب مخاطر التقاعس عن نصرة الشعب السوري وأن يعلن صراحة بأن الثورة سيتم تحويلها إلى ثورة مسلحة بشكل شمولي في ظل الدعم المباشر أو الخفي لنظام الأسد

إن الجميع يدرك بأن الشعب السوري يقتل يومياً بالعشرات ومن حق الشعوب الدفاع عن نفسها فمن الجنون أن يبقى الشعب يقتل دون أن يحرك ساكناً والغرب لن يتحرك لإزاحة الأسد بجدية عن صدة الحكم إلا إذا تحرك الشعب السوري بقوة لإسقاط الأسد لكن عندها على السوريين أن يدركوا بأن تحرك الغرب وقتها يهدف إلى حماية إسرائيل وليس إلى حمايتهم فهم يريدون رحيل الأسد بأقل المخاسر على إسرائيل ومن هنا يأتي دعمهم للمبادرة العربية ...   


 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012