وحيد البطوش

 أن صمت الأردنيين حيال ملاحقة عويدي العبادي مؤشر خطير لا سيما أننا ندعي حرية واحترام الرأي قبل الربيع العربي المزهر والأكثر خطورة أن يلاحق العبادي من أمن الدولة المملكة التي لا ينبغي أن تحاكم المدنيين حسبما جاء في التعديلات الدستورية المبدئية .
 ومن المؤكد للجميع أننا بالصمت آثمين... بالصمت ظالمين... وما نحن والله بمنصفين إن بقينا صامتين... انقسمنا نحن هنا فئتين فئة تعتبر العبادي مجرم!!! إلى حد أن البعض منهم يعتبرونه مختل عقلياً... أما الفئة الثانية فئة الحراك الأردني العظيم ومؤيدوه-وهم ملايين- ولا يغرنكم صمت الصامتين... وبحسن الظن فإن صمت الأردنيين ليس خوف ولا خنوع بل هو حياء الأردنيين... ومعظم الأردنيون يدركون أن العبادي المتهم بالخلل هو يحمل دكتوراه في تاريخ العشائر الأردنية وله مؤلفات كبيرة... لما لا نكون منصفين! نائب سابق ومختل عقلياً؟؟؟ لما لا نكون مؤمنين ضابط في الأمن ومختل عقلياً؟؟؟ سياسي كبير نهينه... أوليس من الواجب الديني علينا احترام رأيه سواء أكنّا مؤيدين له أو معارضين... لماذا ننسى أن العبادي من أوائل المتنبهين لأخطار وطنية كبيرة وهو صاحب وجع وطني وجروح كبيرة ولا يدرك عمقها إلا المؤمنين الصامتين و أبطال الحراك الأردني السلمي العظيم... العبادي أحد أهم القيادات للحراك الأردني العظيم وحاله حال الليث الأردني وعبيدات وحمزة منصور وبني رشيد ومئات من الأردنيين القادرين على قيادة دول...
 والسؤال المهم لماذا لم ننصف العبادي؟
 والجواب لأننا تربينا على يد الأجهزة الأمنية والتخويف و العشائرية الممقوتة لا العشيرة الكريمة.
 لماذا لا نتساءل نحن هنا من منع السياسة ولمصلحة من منعت؟
 لماذا لا نسأل انفسنا لما السياسي الأردني مُهان وملاحق ومُعاتب من الجميع؟
 لماذا كنا قبل الربيع العربي نتهم المعارضين أنهم مجانين والآن نعتذر نحن معشر الحراك لأننا اكتشفنا أن المعارضين هنا هم (أنبل الأردنيين).
 وهل من الإنصاف أن يستفزنا حرق صورة ونحن في صدد إنقاذ وطن منهوب لماذا يستوقفنا ما أعلنه العبادي وننسى اهتراء سياسي وإداري واقتصادي وفساد كبير طال كافة المجالات.
 لماذا لا يستفزنا حال العاطلين عن العمل وأصحاب الدخل المتدني؟
 لماذا لم يستفزنا دماء الأهل في الشام ونندهش من تصريح وتعبير لفلان؟
 لماذا لا نعترف أن الفتنة ليست في قيادات الحراك الأردني العظيم بل بالصمت... أما آن الأوان لنا أن نعترف أننا صمتنا طويلاً... وكان صمتنا قتّال... أما آن لأهل المنابر هنا (أهل النصح) أن يبينوا للناس أن هنالك مسافة شاسعة بين القيام على الحاكم وبين الحراك السلمي بالنوايا الطيبة كأسلوب أساسي للأمر بالمعروف (حسب رأي ذوي الاختصاص والعلم لا المجتهدين).
 سوء تربيتنا دائماً يجعلنا ننحاز للأشخاص في جميع القضايا الوطنية الهامة وننسى ونتناسى أن العقل الواعي هو الذي يحترم الفكرة حتى لو لم يؤمن بها... فمتى يحترم كل منا رأي الآخر متى؟
 وفي الختام نقول للعبادي أعلم أيها الشجاع أننا الملايين هنا في الصف الثاني من الحراك نؤمن أنك ممن قالوا لا في زمن النعم وما عهدناكم ولا عرفناكم إلا واثق الخطوة يمشي ملكاً.
 راجين المولى تعالى أن يصلح الفاسدين الكبار والصغار وأن يمن عليهم بالتوبة وهو وحده القادر على ذلك وهو نعم الوكيل.
 والله ولي التوفيق.

WAHEDRJA@YAHOO.COM