أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


دمشق شبه راضية

بقلم : عمر العياصرة
14-10-2019 06:56 AM

ما لم يدركه بيان الجامعة العربية حول العملية التركية في شمال شرق سوريا، ان دمشق وموسكو وبدرجة اقل طهران، راضون عن العملية، ويصنفانها ضمن معطيات تضييق النفوذ الاميركي الاسرائيلي في سوريا.
لكن عواصم العرب «الرياض والقاهرة»، وهم عرابوا البيان لا تعجبهم نهاية الوجود الاميركي، ولا انحسار القدرة الاسرائيلية، ناهيك عن كم النكاية بأردوغان وسلطته.
من يمعن في الموقف الروسي، يلاحظ تصديه لأية محاولة لإدانة العدوان، بل الواضح ان موسكو تظهر لا مبالاة باستمرار العمليات الحربية وتراقبها من كثب.
دمشق بدورها، تنشغل صحفها وادواتها الاعلامية، على نحو مكثف، بالهجوم على «العملاء والخونة الاكراد» الذين باعوا انفسهم للاميركي والاسرائيلي، وفكروا بالانفصال.
هنا، يجب ان نفهم ما يجري ولماذا، فمصلحة دمشق وموسكو، بل مصلحة الوطن السوري، يكمن في تصفية الجيب الكردي بطموحاته الانفصالية، وبكونه اداة للغرب ولإسرائيل.
هذا الجيب الكردي مكن واشنطن من موطئ قدم في سوريا، وسمح لإسرائيل برفع مستوى توقعاته ليذهب به الشطط نحو الانفصال، ناهيك عن كونه خنجرا مسموما يوجه لخاصرة تركيا وامنها القومي.
انا لا استبعد تفاهمات مسبقة جرت بين دمشق وانقرة حول العملية، لكن المؤكد ان تفاهمات جرت مع موسكو وطهران حول العملية كما مع ادارة ترامب.
من هنا يمكن القول، ان بيان الجامعة العربية اصطف الى جانب مشروع الاكراد الانفصالي، واصطف الى جانب النفوذ الغربي في سوريا.
اما دمشق وحملتها غير المسبوقة على الاكراد، وموسكو وطهران، فهؤلاء يرون في العملية امرا مقبولا، وبداية تجفيف للوجود الاميركي في سوريا، وهنا تتقاطع المصالح، وفي القاهرة تتواصل البوصلة الغربية.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012