أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


بررة وما يعلم عدتهم....
06-02-2012 08:39 AM
كل الاردن -

 alt

د.م حكمت القطاونه

من الوهلة الأولى يُخَيّل إليك أخي القارئ أننا نعود بك إلى سني الوحي زمن التنزيل، لكن ليس الحال كما الحال، ومجازا ورود المعنى ليس دائما قالبا كما كان، ولكل مقام مقال، كل معنى يتغير حسب الزمان والمقال، ومن أيام النبوة والصحابة الأبرار نطوي الزمن لنصل بكم إلى وصف حال مؤسسات الوطن، لتصير العشرة ليست بالضرورة عشرة  وليس البررة بررة، وإنما تجافى الفرع مع أصله والمستظلون بفيئها ليسوا هم، والسبب خبث تركيبة الفلاح وخطو أقدامه بنعاله المستوردة ودودة الجذر وحفار الساق وحشرة تؤذي الشجرة.
مجازا ورد العنوان، هم زملائي... حيث وإياهم نلتقط الرزق، كاظم الغيظ وكثيرون آخرون معي، نعرفهم من سيماهم،  وكما هو المثل عند العرب، شِنشِنة أعرفها من أخزم، يرضونك بأفواههم وتأبى قلوبهم، إفك وما بعده إفك، كالقطط السمان لا يبرحون ما يسقط من فتات أسيادهم، على الدوام يأكلون بعرق الأخوان أيام كدهم وتعبهم، أكالون للسحت، تُعجبك أجسامهم كأنهم خُشب مُسندة وترى أذنابهم تبصبص من تحت عباءاتهم عندما يركعون لغرض من الدنيا زهيد، يسترق أحدهم ألبخس من أهدافه، لا يبرح أعتاب سيده أو رئيسه أو مديره، غرامه كما يقول تشيخانوف في وصف الكلب عندما يركله سيده فيجثو عند قدميه، إن حملت عليه يلهث وإن تركته يلهث، أليس هؤلاء يدٌ في حلقي فلا تلم فمي إن كان رجعه قيئاً، من هنا جاء المفتتح خلاف فيما انتهى إليه (العد وقد وقع على الكلب).
مستنبتون ينبتون كما ألعفن، "وأينما وجد ألخبز نما ألعفن"***، مثلهم ثلة في كل مؤسسةٍ من مؤسسات الوطن، نخالهم من الحسدِ يقولون لأمهم بولي على النار، يودون لو لم ينزل الغيث قطرا، يرفعون أكفهم بأن لا يسقط المطر، يستأثرون ألخير لأنفسهم ولو كانت بالآخرين خصاصة، يقفون على رؤوس أصابعهم لا طلبا للجهاد وإنما ليراهم سيدهم فينخدع بحسن الأجسام وطولها و (يا شايف الزول يا خايب الرجا)، لا يتركون شيء وخصوصاً العشيرة والأقربين يوظفونهم في خدمة تزلفهم، يعبدون المنصب الصغير ومسئولهم من دون الله كما الصنم يصنعونه من تمرٍ يأكلونه حينما يجوعون، يفسرون رؤيا سيدهم كما يشاء ويفرحه، سنابله ملأى وبقراته سمان حتى يترجل عن كرسي المؤسسة فتيبس سنابله وتهزل بقراته، يخلعون عمامته ليلبسوا عمامة من بعده، تلعج ألسنتهم حمدا لله أن أراحهم والمؤسسة من شر أبي لهبٍ وتب الذي ذهب، والقادم الجديد (يا هلا ويا مرحب) يستبقون حضوره إلى المؤسسة ليذهبوا إليه في عقر داره أو إلى عمان حيث غالبا يسكن، يستبق بعضهم بعضا تبريكاً وتهنئةً، حجيجا إليه أن لبيك أيها ألسيد الجديد (برنجي) لبيك، لا من قبلك ولا من بعدك لبيك، يطوفون حوله ويسبحون بحمده، هم المتنبي في مدح كافور فربما نظموا القوافي في السيد الجديد المنتظر،....هل عرفتهم أخي القارئ؟...من هم؟!....سأسهل عليكم،... يسمونهم في بعض المؤسسات (مجموعة الزند) وحيث أعمل نسميهم مجازاً (ألعشرة البررة).

 

***- عبارة "أينما وجد ألخبز نما ألعفن" اقتباس من مقالة للكاتبة سهام بيايضه.

hekmatqat@yahoo.com
0795482538

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-02-2012 01:01 PM

أخي الدكتور حكمت . كل الاحترام وبعد.
مع انني قررت ان اتوقف عن كتابة المقالات التوعويه لبعض لا يريد ان يعي ولا يرى الحقيقه . وكذلك التعليقات التوعويه ولكن اجبرتني ان اعلق على مقالك وانا اعرف كثرة الزوان في عرمة الوطن ومن لا يعرف العرمه ( صومعة القمح او الشعير او القطاني ) ما اكثر الزوان ياأخي في وطنك وبين ظهرانيك ومن حولك ومن شمالك وأينما وليت وجهك .امر في غاية الخسه ويندى له الجبين ما يقوم به هذا الغثاء . هذا الزوان . الزوان أكثر بكثير مما تعرف وانا اعرف ولأسوق لك مثلا كنت اترافق في معظم تحركاتي مع احد وجوه بلدك وعندما نذهب الى شخص قبل وصولنا اليه يعريه هذا الوجه تعرية مقيته وفي غاية الاستهجان . وعندما ندخل مكتبه ينقلب هذا الوجه من رداح الى مداح بشكل لا يمكن قبوله من كلمات المجامله والثناء على المعزب واصله وفصله ومعرفته في الاصول واللياقه وسمهة المعزب العطره التي يفوح منها المسك. ولم اسمع منه انه استثنى احدا من رأس الدوله حتى اصغر موظف من هذا النمط الممجوج . كنت استغرب هذا التحول خلال اقل من ساعه من ردح لكل ابناء الوطن الى مدح حتى نخرج من عند المعزب وتعود حليمه لعادتها القديمه. لسانين . وجهين . لغتين . ولكن هؤلاء اصحاب الحضوه وهم الذين يحققون المكاسب باستمرار وان كانت مكاسب تافهه ولكن يتفاخرون بها على الناس ..... يتبع مثل آخر للتذكير بالتاريخ الذي يعيد نفسه أو ينتج نفسه حسب الظروف ....؟؟

2) تعليق بواسطة :
06-02-2012 02:08 PM

أخي وابن عمي سلمان تحية!
رغم كل حنقي وتحميلي المسؤولية للنظام وللدولة عن كل فساد وإفساد إلا أنني ما زلت مصرا ان مجتمعنا وعلى الأقل في ثقافته الحالية والتربية الآنية في زماننا هذا هو الحاضنة الرئيسية لكل أشكال الفساد والخسة والأستعباد الممارسة في هذا الوطن، وصدق لو عرف صاحب الأمر وصاحب القرار أن في هذا الوطن رجال وليس ربات حجال لقرر غير ما قرر، ولابتعد عن كل موبقات إلادارات احتراما او خوفا من الرجال، لقد شح الرجال إلى مستوى انحطاطهم إلى موافقتهم ولو سكوتاً وصمتاً عما يجري وكما البكر تخجل من الموافقة على النكاح فصمتها وسكوتها إقرار وموافقه.
سأبقى وأياك وآخرون أعرفهم القابضين على الجمر حتى يُصلح الله الحال.
كلي ود واحترام وتقدير لهذه المداخلة التي تزيد عن سطورها معنى وهكذا هم أبناء ميشع الكرك واسلم أخو صبحا لأهلك وللكرك ولكل وطننا العربي والاردن.

3) تعليق بواسطة :
06-02-2012 04:05 PM

الاخ ابو ظفار لقد عرفت رفيقك المقصود وقد نال مبتغاه

4) تعليق بواسطة :
06-02-2012 06:08 PM

الى تعليق 3 كركي مهما نال من مبتغاه سيبقى اصغر من بعوضه والتاريخ لا يرحم احدا وإن تدثر اوتخفى بلبوس الخبث والدهاء . شكرا لك و احترامي لك .

5) تعليق بواسطة :
06-02-2012 06:15 PM

أخي وعزيزي وابن عمي حقا الدكتور حكمت . شكرا لك على كل ماتكتب من درر في زمن الضياع . الزوان . الرويبضه .الباطنيين . السحيجه . المستمرئين العبوديه . أل ... أل .... ؟ هناك اكمال للمداخله اشرت اليها في نهاية المداخله المنشوره .امل من موقع كل الاردن والقائمين عليه نشرها وافوضهم بالتعديل على ان لايمس الجوهر او الفكره الاساسيه . آمل ذلك . لك احترامي واعتزازي بك الذي لا يعرف حدود .

6) تعليق بواسطة :
06-02-2012 06:52 PM

ابن العم العزيز د.حكمت القطاونة.
انت تعرف سلفا رايي بكتاباتك واعجابي بما تنثره من رائحة طيبة املؤ بها رئتاي المعبقة بقطران السجاير ...كيف لا وانا اشم رائحة الشيح والقيصوم التي تعيدني الى الارض والاهل..رغم ان فيهم السئ الذي ذكرت وشبهته بعفن الخبز..لكن نحمد الله انهم قلة كغثاء السيل يلفظهم مجتمعنا كما يلفظ السيل القمامة على اطرافه.
سابقى على عهدي عاقدا ذات اللواء لفارس الكلمة الكركية رغم اني اليوم اخذت بفارس جديد قديم هو استاذنا واخينا الكبير الاستاذ ثامر المجالي فمقاله اليوم نقلني الى المكان الى العربان الى حيث مرابط خيول الاجداد..فهنيئا لنا بكم ...
ودمتم ودام الوطن عزيزا كريما ثريا بالرجال الرجال امثالكم.

7) تعليق بواسطة :
06-02-2012 06:57 PM

ابن العم د.حكمت.
مبدع كعادتك...ولكن والله ياابن العم لو انها اقتصرت على عشرة لكانت المصيبة اخف وطئا ...ولكن المؤلم حقا ان البرره اصبحوا في هذا الوطن المستباح طبقة لها اعرافها ونواميسها ومدرستهاوخريجيها...واسواق عمل مفتوحة على مصراعيها تستقبل وتحتوي وتجند وتلمع وتقرب وترفع وتقدم...وما نراه الان من مشهد اسود الا جزء من نتاج نشاط هؤلاء البررة واسيادهم.
حمى الله الاردن ولك التحية.

8) تعليق بواسطة :
07-02-2012 08:13 AM

أخي الكبير ابا ظفار، اخي ابا عمر، اخي ثامردميثان المجالي، اخي طايل البشابشة أشكركم جميعاً على ما أُوردتم عن حالة مجتمعنا المتردية ومن قبل المتملقين الخبيثين عُباد المنصب والدينار مُدمري الوطن لكسب فاسد ضئيل مدعي الوطنية وهم بعيدين كل البُعد عنها مشويشي افكار السذجة من أبناء الوطن لإضافتهم لمجموعتهم. نعم اخي سلمان لقد عشت واياك فساد صاحبك وما قام به من تدمير وشل افضل مؤسسة وطنية لغايات التملق والتكسب مستعيناً بزمرة هي رأس الفساد. أشكركم جمياً مرة آخرى وأسأل الله الصلاح لأبناء هذا الوطن من أجل مصلحة الوطن فقط.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012