ابراهيم البطوش

في الاردن بعض الافراد في مؤسسات محترمة كوزارة الاوقاف ودائرة الافتاء واذاعات محلية أفضل وصف لهم انهم كالبطاقات مدفوعة الثمن تشحن مسبقا ، هؤلاء الافراد يقبضون مسبقا ثمن كلامهم ، نحن نحترم اختلاف الاراء ونفهم من خلال طريقة الكلام إذا كان القول اجتهاد صاحبه ام بطاقه ، مثلا لو أن دائرة  الافتاء  اطلعت على تعليقات الناس على فتاويها  لادركت انه لا ضرورة للدائره ، فالكل يعرف مسبقا الاحكام والنصوص ، ونحن في القرن الخامس عشر الهجري ولدى الناس اطنان من الكتب الدينية ، فضلا عن انتشارها في كل الكرة الارضية  بالوسائط الالكترونية ، وهناك المئات ممن هم اعلم من المفتي في القضايا الدينية  يقدمون معارفهم  واجاباتهم المفصلة  عن أي سؤال مهما كان وبالمجان لكل إنسان اينما كان .  فما مبرر وجود دائرة للافتاء من اساسها وصرف رواتب بدون الحاجة لهم .
  عموما الافتاء  في سنة الربيع العربي مجرد حبة " بنادول " مسكن للالم ، لكن ما تجهله دائرة الافتاء أن المرض اكبر من قدرات البنادول ، ولا بد من علاج جراحي ، لقد اطلعت كغيري على تعليقات القراء الساخرة في معظمها  حول الفتاوي المسكنة والجميع يفهم انها مسكنات ولا  يوجد فيها من جديد كفتوى الانتحار  والاضراب عن العمل ، وحتى لو كان الانتحار مباحا هل سيقدم الناس على الانتحار ؟؟!! والكل يعلق ساخرا من غاية كل فتوى في هذه المرحلة  .  ولو كان العمل عادلا هل يرفضه احد ، احمق من يظن أن اضراب المعلمين هو اضراب اشخاص  ، انه  اضراب مهنة وسببه المهنة ولو  كنت انا متصرف في الداخلية ما قمت بالاضراب ولو كان المحافظ معلما لكان من اوائل دعاة الاضراب ، جربوا حولي  شخص المفتي إلى معلم واسمعوه بعد ذلك  ،  وحتى لو استبدلنا  كل هؤلاء  بغيرهم سيضرب الجدد بعد اشهر وهكذا  إلى أن يستقر العدل .  ولو نقلنا موظفي  الديوان الملكي المخلصين مكان المعلمين لانضموا للاضراب فمن الحمق والجهل شخصنة اضراب  100 الف مواطن   وحثهم على الوطنية ، أن دعاة الوطنية للمعلمين لم أرى  من هو اكثر منهم حمقا .
 ما أود أن اقوله أن الخطاب الديني " خطب الجمعة " والفتاوي والدروس الدينية  المدفوعة الثمن مسبقا من قبل السلطات الحكومية في كل الاقطار العربية فشلت في ايقاف الربيع العربي  لانها انتقائية  وغاياتها واضحة تبرير الظلم ومحاربة التغير، ورجال الدين يخلطون بين التغير المحمود والتغيير المذموم فجملة  اعظم الجهاد : قول كلمة حق عند سلطان جائر سقطت من ذاكرتهم  وحل محلها طاعة اولي الأمر . والثورة العربية الكبري التي نعتبرها ميزة كبرى لم يعد ياتي احد على ذكرها واصبح شعارنا الفتنة اشد من القتل وكأن المطالبة بالاصلاح فتنة .
     أن محاولة تغيير تفكير المجتمع الذي يمارسها  بعض رجال الدين ووسائل الاعلام   هي موضوعيا محاولات فاشلة   فالشعب هو منبع الحقيقية ، والتاريخ علمنا أن الأفكار الناجحة هي فقط التي كانت تعبر عن رغبات الشعوب ،  وتوضح اقرب الطرق لاهداقها ، فالفتوى الصحيحة هي فقط التي تؤيدها الغالبية اما الفتاوى للاقلية فهي خاطئة ، فالاسلام  الصحيح هو اسلام  الاغلبية  . ومن الواضح أن شعبنا يريد التغيير والاصلاح ولن ينجح أي مسعى لوقف هذا الاتجاه تحت أي ذريعة لو حشدنا كل ما في الكتب من مواعظ الاستسلام والرضى بالواقع .فالناس لا تسمع إلا ما يوافق هواها ويستجيب لمصالحها  فلماذا تهدر الحكومة الاموال في مهب الريح  واحسبوا كم انفق القذافي في ثمانية اشهر من اموال لرجال الدين والصحافة ؟ .