12-02-2012 08:28 AM
كل الاردن -
جلنار زين
لست سياسية ولا أفهم بالسياسة،، ولا أعرف عنها إلا أنها كابوس الأهل إذا فكّر أحد أبناءهم احترافها..!!
لكن ما أذكره.. في طفولتي الغابرة،، أن حكومة بعينها، كانت تأتي كمنقذ متمرّس بعد كل حكومة أزمات، ربما لم تكن تحلّ ما عقّدته سابقتها،، لكن مجرد رؤيتها كان يشعر الأردنيين بالارتياح الشديد... وعلى الأغلب فلا أزمات جديدة ستتولّد..!!
هذه الحكومة-المنقذ- بلغت من العمر عتيا.. كما أنها لم تعد تفي بمتطلبات المرحلة، فاختفت عن الساحة تماماً ولم تخلفها أخرى تقوم مقامها.!
حكومتنا الرشيدة لم تألو جهداً في صنع الأزمات.. وزيادة تعقيد ما هو قائم أساساً، رغم التفاؤل الحذر الذي استقبلها العامة فيه..
ويبدو أن ما يتعلمه البعض من الانفتاح على الرأي والرأي الآخر في الخارج يتركه في قسم الأمانات عند دخوله من بوابة القادمين في المطار..!!
وحقيقة ما يحيرني، هو عدد المستشارين في الحكومة وما هي مهمتهم بالضبط-عدا استلام ألاف الدنانير شهرياً مع كل الامتيازات- يا ترى بماذا يشيرون على معاليهم؟؟ أم أنهم مجرد "جارنش" لتوظيف بعض الحبايب؟
الفكرة العبقرية التي تفتق عنها ذهن حكومتنا الرشيدة عن استبدال المعلمين المضربين بأفراد الأمن والثقافة العسكرية،، وقبلها استبدال موظفي الضمان الاجتماعي المضربين بموظفي البنك المركزي، وقبلها كثير..
تقودني إلى التساؤل بشدة ومعي معظم أفراد هذا الشعب الطيب،، هل لدينا هذا الكم الهائل الفائض من الموظفين-مدنيين وعسكريين- بحيث أنه لو اضرب 100 ألف موظف فلن يختل توازن المجتمع ولن تتأثر عجلة الانتاج؟
ثم هل كانت الشهادات التي يحملها موظفي الدولة- كل في موقعه- ليست ذات أهمية بحيث يمكن لأي كان أن يملأ مكان أي موظف مضرب مهما علا مركزه؟؟
ثم هل كان من الحكمة تجييش الإعلام للمزاودة على وطنية أهم قطاع تربوي في البلد، والذي في الحقيقة هو من يقوم فعلاً بزرع الوطنية والانتماء في نفوس أبنائنا؟؟
أما أولياء الأمور- الحريصين جداً- والذين لا يهمهم سوى التخلص من أولادهم بإرسالهم إلى المدرسة، ثم لا ترى الهيئة التدريسية وجوههم إلاّ بعد 12 سنة،، فلا أعتقد أن لديهم الحق في انتقاد خطوة المعلم الذي يطالب بتحسين أوضاعه المزرية- مادياً ومعنوياً- ليقوم بإيصال رسالته وتربية أبنائهم بالشكل الذي ينبغي أن يكون..!
وكطرفة وجّهت إلى هذه النوعية من الأهل التي تستنكر مطالبة المعلم بحقه كان سؤالاً مباشراً: هل تقبل بتزويج ابنتك لمعلم بوضعه الحالي؟؟
أعتقد اعتقاداً جازماً أن هذه الحكومة لن تزيد الطين إلا بلة،، ونظارات بعدسات مزدوجة لن تعالج مشكلة قصر النظر الذي تعانيه، وعليه فخيار تشكيل حكومة إنقاذ وطني صار ضرورة مُلحّة وخيار وطني بامتياز..!
وبالمناسبة، أعلن تبرعي بالقيام بمهام أي وزير إذا أعلن إضرابه،، وأعتقد أن 6 مليون أردني سيكونون قادرين على ذلك،، وما حدا أحسن من حدا..!!
jullnar@yahoo.com