أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


المعلمون والمجتمع المحلي
12-02-2012 08:43 AM
كل الاردن -

alt

غازي المهر

يبدو أن العلاقة بين أفراد المجتمع الواحد ووحدته وتآلفه وتماسكه ، بدأت تنكشف على حقيقتها وبدأ يظهر أن ثمة برود في هذه العلاقة ، ولا بد من اعادة النظر بكل جدية في بنائها من جديد .
أين نحن مما دعى اليه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال :" مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم ، مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ، فما أن أعلن المعلمون رفضهم للظلم الذي وقع عليهم سرعان ما هاجمهم بعض افراد مجتمعنا بكل حقد وحسد ، وكأن المعلم عدوا للمجتمع بأسره  وهو سبب فساده ومصائبه .
المدرسة بما فيها المعلم والمجتمع المحلي بما فيه ولي الأمر يشكلان لحمة أساسية ومترابطة في اعداد جيل منتج ومبدع في كافة المجالات ، واذا انشرخت هذه العلاقة فان عجلة التقدم سوف تتعثر ، ومن هذا الترابط أن يحرص المجتمع بكل أطيافه وفئاته على مصلحة المعلم وأن يوفروا له ما يكفل العيش الكريم لئلا ينشغل بغير مهمته السامية ، ففي كثير من الدول المتقدمة تتسابق المؤسسات في خدمة المدرسة وتنشأ بين المجتمع المحلي والمدرسة علاقة وثيقة تقدم من خلالها المؤسسة كافة أشكال الدعم الى المدرسة ، ونحن في بلادنا حين يطلب المعلم من الطالب (5) قروش مثلا لتصوير ورقة عمل أو ورقة اختبار تقوم قيامة ولي الأمر ويتهم المعلم بالخيانة .
وعند دعوة ولي الأمر للمدرسة في التباحث في قضايا تهم العملية التعليمية نجده يتعذر بأي عذر ، واذا ما تعرض ابنه لعقوبة ما في المدرسة سرعان ما يتهحم على المعلم والمدرسة دون معرفة السبب . 
يعد المعلم رأسمال كل مجمتع وتقدم الأمم مرهون بالمعلم وحده ، وفي دول مثل اليابان مثلا كان التركيز على التعليم والمعلم والمناهج للخروج من آثار الحرب العالمية الثانية ، مما كان الأثر في تقدمها وتصدرها قائمة الدول المتقدمة . 
ان في تحسين مستوى التعليم آثارا ايجابية على نتائج الاختبارات الدولية مما يرفع من سمعتنا بين دول العالم فيجعلنا محل اهتمامهم وتقديرهم وتصبح خبراتنا التعليمية مرجعا مهما للدول الأخرى وهذا يضيف لنا ثروة وطنية تعمل على خفض عجزنا المالي وتخفف من ديوننا ، وفي ماليزيا مثال واقعي على دول كان لاهتمامها بالعلم والمعلم أكبر الأثر في حصولها على  مراكز متقدمة دوليا مما جعلها خبرة  يرغب العالم المتقدم  في التعامل معها والاستفادة من تجاربها .
ان المجتمع مطالب بمراجعة حساباته والوقوق بجانب المعلم ليس فقط في هذه المرحلة بل في كل وقت ، لان توفير الظروف المناسبة والآمنة للمعلم تمكنه من القيام بدوره السامي  وتجعله مبدعا ، وما نجده اليوم من انشغال المعلم في أعمال أخرى خارج أوقات العمل لتأمين العيش الكريم له ولأسرته يسبب عقبة أمام قيامه بواجباته المنوطة به على أكمل وجه .
 وقد رجح المختصون سبب المشكلة التعليمية الحالية في الوطن العربي إلى إهمال حال المعلم ، فان دولنا العربية لم تراع احتياجاتهم المادية، وجعلت رواتبهم هي الأدنى، ولم تعر مسألة تطوير قدراتهم أي اهتمام ، وكانت النتيجة لذلك تخريج طلبة مستواهم ضعيف جدا ، والدليل على ذلك نتائج الاختبارات الدولية التي شاركت بها الدول العربية .
أصبح الاهتمام بالمعلم توجها عالميا فقد تضمن الميثاق العالمي للمعلم *عشرة بنود  تتناول بالتفصيل كل ما يخص رواتب  المعلمين، وتؤكد في مجملها أهمية أن تكون الرواتب كافية للمعلم لكي يحيا حياة كريمة مستقرة، بحيث يمكنه توفير جزء من مرتبه لكي ينفقه في الترفيه عن نفسه وأسرته أو استكمال دراسته أو في الاستمتاع بهواياته، كما يجب ــ تحت أي ظرف من الظروف ــ عدم الانتقاص من الراتب الذي يستحقه المعلم، وأنه في حالة زيادة عدد الحصص عن نصابه القانوني يجب أن يحصل المعلم على مكافآت إضافية يتم الاتفاق عليها.
فكيف بنا ونحن أمة مسلمة تقدر العلم كيف وبكل جفاء نتهجم عليه ونغفل دور المعلم ولا نوفيه حقه ؟


mhr_ghaze@yahoo.com

 

 

 


 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-02-2012 04:41 PM

مقال مهم يا استاذ غازي بدك مين يسمع ويقرا ويفكر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012