13-02-2012 08:07 AM
كل الاردن -
الدكتور ثابت المومني
يبدو أن دولة الرئيس قد حزم حقائبه بعدم الإصغاء لصوت العقل فيما يتعلق بنتائج اجتماع اللجنة النيابية مع لجان المعلمين والذي كان قد انعقد مساء السبت وتم من خلاله تعهد اللجنة النيابية بالتواصل مع دولة الرئيس مساء السبت نفسه لأجل استصدار قرار تسوية لعلاوة المعلمين.
في الأمس كان رد النائبة سلمى الربضى عبر إحدى وسائل الإعلام حول عدم استصدار قرار موعود مبررة بأنه تم الاتصال بدولة الرئيس إلا انه كان خارج العاصمة!!!!!!!!!! .
لقد سمعنا هذا الخبر في صلب آذاننا وتحدثنا حول ذلك بان وراء الأكمة ما وراءها حيث ان وجود دولة الرئيس خارج العاصمة لا يعد مبررا كافيا لعدم استصدار قرار ،حيث إننا نعلم بأن التئام مجلس الوزراء قد يتم خلال نصف ساعة او اقل لو حضرت شخصية فنية او زائر مملوءة جيوبه بالدولارات.
خلاصة القول ... أن وزارة التربية كانت قد نشطت اليوم في تجهيز تقارير تشجيعية حول سير الدوام في الميدان والتي بينت أن نسبة الدوام في المدارس مشجعة وبنسبة تجاوزت 65%.
الغريب في الأمر أن غالبية من ذهبوا للمدارس من الطلبة عادوا إلى منازلهم ليأتونا بخبر يثلج الصدور... أن لا تدريس في المدارس حيث ان الخيول في مشاربها الا انها تأبى الرضوخ ...أي بمعنى أن التقارير التي دأبت مديريات التربية لإعدادها كانت صورية ولا تمت للواقع بصلة لكن يبدو أن هذه التقارير أثلجت صدر وزير التربية والذي بدورة رفع راية النصر أمام دولة الرئيس والذي بدورة وضع رجليه في " القرّاصات" مغطيّا الشمس بغربال ..بمعنى انه ازداد تعنتا بعدم الاستجابة لمطالب المعلمين في دفاعاته امام مجلس النواب محاولا تضليلهم.
سؤالنا... وزارة التربية والحكومة تستخدم الإعلام الحكومي وبعض المواقع المأجورة لأجل الإفادة بان التدريس في مدارسنا عاد بنسبة كبيرة إلى طبيعته.... سؤالنا ... هل هذا صحيح؟!! نتمنى ذلك...لكني اعتقد بأنه يمكن لدولة الرئيس أن يسوق الخيل حيث مشربها..لكنه لن يستطيع إجبارها على الشرب ...
اعلم دولة الرئيس بأن قوات الدرك والمتقاعدين والثقافة والإضافي لن تكون إلا محاولة تنفيس إعلامي بيد حكومتكم فهي أشبه ما تكون كخشبة بيد إنسان يائس فقد بوصلته لكنها لن تجرح إلا صاحبها.
دولةالرئيس ... لقد عهدنا فيكم الحكمة وترجيح العقل ... ان تسويق حججكم بعدم وجود موارد مالية تغطي علاوة المعلمين لهو امر اصبح في ذهنية اطفال الحارة جد مفضوح.. ان من سهّل الطريق لنهب البلاد وتهريب الفسّاد هو قادر على تسديد فاتورة الحق ممثلة بعلاوات المعلمين والمشرفين والمرشدين وكافة التربويين.
دولة الرئيس ... لقد سبق وان قدمنا لكم النصح عبر هذا المنبر الإعلامي بان عليكم بالسعي لتسوية قضية المعلمين قبل انتخابات مجلس نقابتهم حيث أنكم تعلمون قبل غيركم بان التفاوض مع لجان للمعلمين أسهل بألف إلف مرة من التفاوض مع نقابة تعداد إفرادها قد يصل إلى 90 إلف جندي مسلح بالإرادة والتصميم بان عهد الوصاية والخنوع للمعلم قد ولى والى غير رجعة.. عليكم دولة الرئيس اخذ الأمور في نصابها الصحيح وإلا فان فجر ربيع تربوي قادم سيقلب موازين حكومتكم وحكومات تأتي من بعدكم.
دولة الرئيس ... نعمل بأنكم لن تأخذوا بأقوالنا ونصائحنا..لكننا وبكل تأكيد نعطي الفرصة للرأي العام الاردني بأننا قدما لكم النصح "قبل وقوع الغارة حيث لا ينفع العليق يومها" ... عندها ستكون" جهيّزة قد قطعت قول كل خطيب".