أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


عرس نبيذ الدم
13-02-2012 08:46 AM
كل الاردن -

alt

 محمد السكر العدوان

للربيع العربي علينا منة ..جميعنا دون استثناء من معه ومن هو ضده.. إذ أننا في غمرة السكرة الفكرية والإرادية صلنا في عقلنا المتواضع وجلنا في عبثيات كلامية واخذت في بعض الأحيان شكل التحليل ..فمرة قلنا عن الفلانيين بأنهم (معارضة) وقلنا عن الفلانيين الآخرين بأنهم (مقاومة) وقلنا عن ذاك مناضل وعن ذاك منفتح خبير وعن ذاك حر وعن ذاك تحرري..!!وقلنا عن اولاءك  بأنهم ..شعب..!!
خلق لنا الربيع العربي مناخاً عاصفاً ادى الى انقلاع خيم الإستبداد في دول وما زالت دول اخرى تتشبث بواسط البيت المهتز واخرى تحاول ان تطفئ نارها ليلا حتى لا ينتبه لها ضيف الربيع ويأكل من قوتها الذي هو حق !!للضيف !! ..هذه باختصار احوال الأنظمة اما الشارع فهو كمقاتل صلف لا يأبه بالطلق ولا بالقتل لأن حرارة الروح الحرة تنسي المرء احياناً وجع الضربة ..ولكن .. هنالك ضربة لا غرو موجعة ..هي ضربة الظهر ..لما ؟؟..لسببين..:-1-انها اتتك من جبان(فكري وآيديولوجي) لم يواجهك ولم يواجه الشارع الحق 2-لأن الظهر هو قوام الجسد  اذا اصيب جثى المرء على ركبتيه ان لم يشل تماماً...
اعادة التموضع (النيوبوزيشننغ) الذي بداته بعض القوى السياسية في الأردن هي من شكلت تلك الضربة للضمير العام الوطني والشعبي..و التي كانت محسوبة على المعارضة فاصبحت بين ليلة وضحاها  تتحدث عن الشرعية والثوابت وتنتقل تارة من التخويف للتطمين  ومن ثم الى التخويف من المضمون  .. ومن اجل وقف المد ومناكفة الند تِكرم مواقف ..لكن هل وصل الأمر بأن ..تِكرم اخلاق؟؟!!... ولن اتناول الموضوع الداخلي سأفصله في مقالة اخرى ..بل ساقتصر على رؤى هذه المعارضة فيما يتعلق بالموضوع السوري ...  والسؤال الذي يبدر لأذهان الكثير ..ما الذي حدا بمعارضين يطالبون بالحرية في بلدانهم وبالشرعية الشعبية  الى النصرة للنظام السوري اللا شرعي المزدوج اي ..انقلابي على الحزب ..وانقلابي على الشرعية الشعبية..ولن اتحدث اكثر عنه لأنني سبق وشرحت ماهية هذا النظام اكثر من مرة..
 ان الأمر يتعلق بالمُطعم ..فالتاريخ اثبت لنا كثيراً من التيارات السياسية التي كانت تقف على تكية تلك الأنظمة تستورد منهم العملة مع الشعارات القومية والعروبية في نفس الحقيبة لذا صاحب الرزق استنجَد .... فانجِد يا من تسترزق ..تماماً كالمقامرة التي قام بها حزب الله بضرب المفهوم الحقيقي للمقاومة القائم على الإرادة الشعبية وانتصر لنظام مستبد فاشستي لعلمه ان المنة للمطعم السلاحي  وليس للمواطن الذي اوى ابناءه في حرب تموز وتقاسم معهم لقمة العيش.....إن اليسار المتطرف لايدافعون عن النظام السوري كونه (مقاوما ممانعا!!) لكنهم خظأً يعتقدون انه يشكل قلعة اليسار الأخيرة الآيلة للسقوط.. والنظام بينه وبين اليسار اميال عدة ..والغريب انه حتى ايديولوجياتهم لا يفهمونها فكيف سيفهمون الثورة ؟؟!!.. اليسار المتطرف لا يختلفون بالسوء عن اليمين المتطرف اخوانيا او سلفيا بل هم اسوء .. لا يجرؤ احد على اتهام الضمير العام للشعوب سوى المفلس منطقيا واخلاقيا ..  سيناريوهاتهم  الفنطازية الغير مفهومة التركيب .. بعيدة جداً عن السيناريو الوحيد الذي نؤمن به ان هنالك شعب سأم وهرم من نظام سادي استبدادي ..
هنالك أمر سياسي نفسي ... اي ان النفسية المأزومة لأصحاب هذه النصرة العمياء هي من حدت بهم لذلك واسباب الأزمة النفسية كثيرة منها ان نتائج الربيع العربي في عدة دول ادت لوصول الغريم التقليدي (الرجعي!!)  على حساب(!!التقدمي!!) فلا مانع بالرجعية لممانعة التقدمية ..يعني التقدمية الديمقراطية جائت بالرجعية الدينية ..فلذا لا مانع من الرجعية الإستبدادية  لمواجهة هذه التقدمية حتى لو على حساب دماء الناس... ولذا نلاحظ التخبط الطرحي لدى الكثير من كتاب واصحاب هذا المنطق والتيار( اليساري المتيمن) فقد حدا الأمر بأحدهم لأن يقول ب(الإستبداد الإيجابي)  ....ولأن يشرب نخب الفيتو الروسي القومي.
مثيروا الشفقة من اصحاب الفكر( النيو اوبوزيشيني )او (المعارضين الجدد) الذين تحالفوا مع الملكية واعترفوا بشرعيتها وبواقعيتها وبالإستبداد وسموه ايجابياً.. وهم الرديف لليبرالية المتحالفة مع الحكم(النيوليبرالزم) ...  لم نوقعهم بل وقعوا بانفسهم ..منهم من انكر الثورة ومن ثم عاد ليعترف بها ..منهم من قال ان النظام صامد وعاد ليقول ان التغيير اتٍ للنظام ...منهم من قال بالجماعات الإرهابية ومن ثم  اعترف بالقمع ... لم يركنوا ابداً لمنطق واحد كي نعرفه تماماً كروايات النظام التي تشبه روايات شهرزاد التي تحاول ان تنجوا من مقصلة الربيع باختراع قصص يومية .... ولذا نجد في منطقهم تغييراً حتى في توصيف النظام هنا فبدأوا بتطويع جميع الأفكار الثورية لأفكار انبطاحية هدفها تسويغ فكرة القبول بالواقع من خلال التخويف بالنموذج السوري وهم لا يدركون ان بنصرتهم هذه قد اطلقوا الرصاص على راس الخيار الشعبي الذي من الممكن ان يتخوف منهم ايضاً وخصوصا طرح !!الإستبداد الإيجابي..!!!؟؟ وايضاً بان النموذج البديل اسوء من الحالي.. وهذه بحد ذاتها طعنة للحراك الأردني في الخاصرة......ولذا نجدهم دائماً يرقعون منطقهم بمخدرات الكلمات الوطنية الرقراقة الجاذبة والنزعة العنصرية الإستقطابية.
الخلاصة:
1-النظام السوري لا شرعي وبذا فان الثورة عليه شرعية وهو نظام فير كفؤ للإصلاح لأن فاقد الشئ لا يعطيه
2-اليسار المتطرف يختلف عن اليسار الحقيقي فالأخير ناصر الثورات العربية من منطلق نصرة الحقوق الشعبية  وبانه الوريث الحقيقي للأفكار المجتمعية الحرة
3-النظام السوري زائل والرهان عليه خاسر لأن الشعوب ابقى من انظمتها ..ببساطة..
4-السيناريو القادم ان كان عرعورياً او برهانياً في سوريا لن يكون اسوء من الحالي ..لذا الرهان على الشعب الذي واجه الدبابة
5-مناصروا النظام مفلسون منطقياً وطرحياً للمشكلة لذا لا يجدون نصيرا فكرياً لهم الا في بعبع المؤامرة و بغير تهمة العمالة لا ينصرون نظامهم ولا ينتقدون ناقديه ونحن نعرف هذه التهمة الخشبية الممجوجة .
(المعارضون الجدد)من اصحاب الفكر الستاليني البعثي القومجي العروبي الروسي الفارسي .. شربوا نبيذ العيد الروسي في مجلس اللاأمن من قطرات دم السوريين العرب.....كما شرب الموالون مع اصحاب الدشاديش  الخليجيين من دم ابناء غزة مع الأمريكي والصهيوني..  فلن يتوانوا  ابداً من المز من شقف لحمنا  وبنبيذ دمنا يوماً...

 mohamad_alsukker@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-02-2012 09:52 AM

"السيناريو القادم ان كان عرعورياً او برهانياً في سوريا لن يكون اسوء من الحالي"..ما أقوى حجتك يا أخي!

2) تعليق بواسطة :
13-02-2012 10:39 AM

لقد اسمعت لو ناديت ( حتر) ولكن لا ( نهوض) لمن تنادي

3) تعليق بواسطة :
13-02-2012 10:59 AM

مقال ركيك وأفكار مشوشة من أوله لآخره ولا يستحق النشر.أفضل ما ينطبق عليه أغنية نانسي عجرم: خربط خرابيط . . . شخبط شخابيط.

4) تعليق بواسطة :
13-02-2012 11:35 AM

من كثر ما خبص ناهض صار الكل ادق فيه .. فعلا لرجال عند الازمات بتبين

5) تعليق بواسطة :
13-02-2012 12:29 PM

من قال لك ان من يدافعون عن سوريا يحتاجون لتبرير موقفهم او انهم مهتمون كثيرا بما تقول او ان اضافة متعامي الى صف من لا يعرف الف باء السياسه سيضيف شيئا جديدا .يا صديقي انت وغيرك لا تؤثر في وضع كالوضع السوري لانك لا تعرف سوريا انت والكثيرين .انتم تعرفونها من خلال لغه عدائيه ليست وليدة اليوم.لا جديد في مواقف الكثير من الاردنيين من سوريا كدوله قبل ان يكون الموضوع نظام او معارضه .هل تفسر عدم وجود علاقات ترتقي لمستوى الجوار بين الاردن وسوريا او لبنان مثلا على مر التاريخ الحديث (سوف تبرره بالتامر على الاردن ولكن ستجد ان علاقات الاردن مع اسرائيل اكثر دفئا من العلاقه من سوريا). التاريخ يشهد من خلال مفاصل تاريخيه على ذلك اولها حرب تشرين وحرب تموز التي تتعاموا عنها تحت نفايات المذهبيه او التشكيك علما انها انجاز شعوب وان لم تكن مفصليه .
ما تراهن عليه يا عدوان خاسر وما تقول عنه ربيع سيحصد في دمشق ونحن واياك والايام قادمه .

6) تعليق بواسطة :
13-02-2012 07:59 PM

ان الأمر يتعلق بالمُطعم ..فالتاريخ اثبت لنا كثيراً من التيارات السياسية التي كانت تقف على تكية تلك الأنظمة تستورد منهم العملة مع الشعارات القومية والعروبية في نفس الحقيبة لذا صاحب الرزق استنجَد
-----------------------------------

A harsh blow to Nahed Hattar and his ilk.

7) تعليق بواسطة :
13-02-2012 09:19 PM

نعم عزيزي محمد لقد اختلط اليمين باليسار وكانه الانقلاب الربيعي فعلاً ولكن للطقس السياسي العام في المنطقة
من تروي حكايتهم من بين سطور مقالك ما اشبههم بالمحافظين الجدد الذين تحولوا من يساريين الى داعمين للسلطة في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام بوجود مفكرين مثل فرانسيس فوكوياما وهنري جاكسون وغيرهم تم الانتقال من التقدمية الليبرالية الى الاجتماعية وصولاً الى الوطنية السلطوية حد الشوفينية ومن هنا نرى تبادل الكراسي بين الليبراليين والمحافظين مع اضافة لفظ "الجدد" وهو ما تم نتيجة للحاجات الانية المتتالية وصراع الفكر الوجودي بشقيه للبقاء...هذا ما اراه من خلال تعبيرك " النيوبوزيشينج" وعلى فكرة جميعهم يزاوجون بين المال والسلطة كل على طريقته قد تصل الى حد لا اخلاقي لدى المحافظين الجدد كما راينا من فترة حكمهم في العقد الماضي..لا تستغربوا الربط مع النموذج الامريكي فجميعنا مستهلك للفكر الوجودي الاوروبي ... فكما ان هناك ليبراليين جدد في بلادي هناك ايضا محافظين جدد والطريف ان الاخوان يجنحون نحو الليبرالية هذه الايام وكاننا في حالة استقطاب عفوي السؤال الذي هو برسم الاجابة هل من الممكن ان يتكيف الاخوان ضمن المنظومة النيوليبرالية خصوصاً في ظل الدولة المدنية العلمانية؟ اذا كان الجواب نعم هل ترى ان القطب الليبرالي مقابل القطب المحافظ يمكن ان يشكلا حزبين سياسيين قويين لتداول السلطة على غرار المحافظين والعمال عند تيتا بريطانيا؟ ارجو ان لا اكون متفائلاً اكثر من اللازم! 

8) تعليق بواسطة :
14-02-2012 07:06 AM

لقد حللت فتحلل كلامك وتحول الى مايشبه الهذيان ... كنت كمن يحاول حل معادلة حسابية صعبة فطبق قوانين رياضية كثيرة فلم تنفع فحاول ايجاد قوانين جديدة فلم يستطع وهكذا امتلئت اوراقه بارقام كثيرة فيها الجمع والطرح والقسمة واللوغاريتم والتانغنز وغيرها من الحسابات الرياضية الراسخة فتعقد الحل ولم تتوصل اليه صحيحا بل مغلوطا بامتياز .
يقال ياصديقي بأن العبقرية تكمن في البساطة , أنا معك بأن النظام السوري غير ديمقراطي مثله مثل اي نظام عربي غير انه ممانع للمشروع الصهيوامريكي الاخطر وجوديا لنا من اي شئ اخر ولذلك هو مستهدف بهذة الشراسة وفي كل الفصول في الربيع والخريف ليس فقط من امريكا والغرب واسرائيل بل من الدول الاعتى رجعية وتامرا واستغلالا لشعوبها .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012