13-02-2012 08:48 AM
كل الاردن -
ابراهيم البطوش
التهم المنسوبة للسيد محمد الذهبي تعود في جملتها إلى سنوات خلت وقت تقلده المسؤولية ، وهذا يعني انها معلومة في خطوطها العريضة لاجهزة الدولة ، وان البيانات والاثباتات موجودة منذ سنوات في الادراج فاجهزة الدولة الاردنية تعلم البعوضة وما فوقها ، وفيها كوادر فنية محترفة ، فلماذا احالة الذهبي للقضاء في هذا الوقت بالتحديد ؟ نعتقد ـــ والله اعلم ــ أن تصريحات د. احمد عويدي العبادي الحادة تجاه النظام وان كانت حسب راي البعض مجرد تعبير عن الراي إذا لم يقال علنا قد يقال سرا من قبل البعض . اجبر الدولة على توقيفه ، رغم أن موقفه يحتمل الاخذ والرد والمماحكة ، فكان لزاما على الدولة أن تضع خلف القضبان شخصية كبيرة بوزن الذهبي لكي يذهب الظن بالناس أن الدولة قوية وعادلة وتقف على مسافة واحدة من الجميع ، ولا كبير إمام سلطة الدولة الطاغية ، فالذهبي هو من اجل موازنة الكفة واخذ الصالح بجريرة الطالح ،ولا بد من القضاء على المعارضة بكل اطيافها المشروعة وغير المشروعة ، ولكن من خلال التضحية ببعض الرموز المحسوبة على الدولة .
وعلينا أن نتسأل ما هو المعادل الموضوعي للسيد باسم عوض الله ، وما هو ثمن باسم عوض الله حتى تجبر الدولة على التضحية به ، يقول البعض أن باسم هو تاج المسبحة إذا اقتلع فقد تلحقه رموز أخرى من كل المنابت والاصول . وهذا ما يجعل موضوعه اكثر تعقيدا ، والتضحية اكبر على قوى الحراك الشعبي .
الناس في عمومهم ، مع محاسبة كل من يخطيء أو اخطا في الماضي على اسس موضوعية وقانونية واضحة وشفافة ومبررة بالقانون ، وليس كتصفيات سياسية ، قلة من تذهب مذهب العبادي لان الناس يفضلون استقرار النظام وتقويته ( ليس حبا ، فلا معنى للحب هنا ) وإنما خدمة للدولة لانها مؤسسة الشعب لا أن تكون الدولة في خدمة النظام ، فشعوب الارض جميعا منذ كانت شعوب براجماتية تبحث عن مصلحتها وليس عن معبود فالمعبود في السماء . ولكني اعتقد أن عدد غير قليل يود احترام حق العبادي في قول ما يراه هو صحيحا ، لا لكي نقول ما قال به العبادي ، ولكن كمبدا وحق لنا كشعب أن نطالب بحقوقنا بطرق سلمية تحافظ بها على قوة الدولة كمؤسسة للشعب وليس اختطافها من اجل البعض .
ما يريدة الناس دولة قوية للشعب وليس دولة ضعيفة يستغلها لوبيات مرتبطة بالنظام .