أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


لأصحاب القرار والنفوذ فقط ... بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
25-01-2020 04:55 PM

أفنينا الأعمار نكتب للأردن ندافع عن حرماته مصالحه حاضره مستقبله ولم ولن ننتظر يوما ولو كلمة شكر من أحد ، وأجرنا على الله لا على بشر، فهذا بلدنا ووطننا ونحن نحبه وواجبنا مداراة عوراته تماما كما نداري عورات بيوتنا ، والتفاني في خدمته حتى لو قسا علينا ، وحتى لو إتهمنا رويبضات العصر بما ليس فينا ظنا منهم أننا إنما نبحث عن مغانم ومناصب ، ولهم العذر دنيويا ، فهذا هو ديدنهم ونمط تفكيرهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

نعم ، وبكل صراحة ووضوح ، بتنا نشعر نحن المتشبثين بقرانا وأريافنا ومخيماتنا وبوادينا ومدننا في المحافظات ، كما لو أننا غرباء في بلدنا ، وأن مهمتنا مقصورة على التسحيج للحكومات وكبار المسؤولين في دولتنا العتيدة والترحيب بهم وبقراراتهم وليس لنا أن نفكر حتى لو مجرد تفكير، بأننا شركاء أصلاء في هذا الوطن ، وليس من حقنا الحظوة بمناصب عامة باتت تتداول بين مجموعات محددة كما تشاء ، فالليل وجلساته وندمانه هم من يمنحون ويباركون ويقررون التوزيعة وهي حكر عليهم وحدهم دون سواهم من خلق الله ! .

والله الذي لا إله إلا هو ، كنا سنسعد لو أن التوزيعة المناصبية تبحث عن كفاءات لإشغالها ، لكننا نرى العجب العجاب ونصمت ، لا بل وندافع عن القرار حتى ونحن نعرف خطأه ، حفاظا على بلدنا ومنعا للفتنة والفوضى لا قدر الله ، لكن الكيل طفح ولطالما طفح ، عندما نرى كيف تتداول لا بل كيف تقتنص المناصب ويجري تقاسمها بين الأصحاب والأقارب والندمان وجلسات الليل ، علما بأن الليل أسود ورأيه أسود كما نقول نحن فقراء القوم الراضون بما كتب الله لنا .

يا ناس الأردن مر ويمر هذا الأوان بظروف بالغة الصعوبة والحساسية والتعقيد ، فإتقوا الله فيه وفي أهله ، وتذكروا إن نسيتم أو تناسيتم ، أن لكم ملايين الأردنيين الشركاء في الاردن ، وهو ليس حكرا عليكم وليس شركة خاصة بكم تفعلون وتقررون فيها ما تشاؤون وساعة تشاؤون ، كما لو كان من تركة آبائكم وحدكم دون سائر أبنائه وبناته الأوفياء المؤهلين مثلكم لا بل وأكثر منكم بكثير ! .

من أغرب الغرائب ، أن ' رجال دولة ' كبارا يتحدثون عن الكفاءة والعدالة وتكافؤ الفرص وحق الجميع في المشاركة ، ومع ذلك لا يترددون أبدا في التوسط لفلان أو علان لتسنم منصب لا يستحقه وهو ليس أهلا له أصلا ، وهم يدركون هذه الحقيقة تماما ومع ذلك يتوسطون وبقوة ، مع أن التوسط على هذا النحو الذي لا يوصل صاحب حق إلى حقه ، جريمة يعاقب عليها الله في الدنيا والآخرة ، قبل أن يعاقب عليها القانون الوضعي .

عملت صحفيا سياسيا مع رؤساء سلطتين في الحكومة والبرلمان وفي مواقع عدة ، وأعرف الخفايا والزوايا والمعلومات والمجهولات ، وأذكر أنني سألت رجل دولة كبيرا توسط لشخص غير كفؤ وأسهم في وصوله إلى منصب كبير ، فقلت ، أسألك الله ، هل فلان أهل لهذا المنصب ، تردد لحظة ثم قال ، ما بدي أجاوب ، وطبعا قلة الجواب جواب ! .

العجيب أن رجال دولة أردنيين كثر ، يحبون النفاق وتنطلي عليهم الحيل والخزعبلات ، فيأخذون بأيدي أصحابها نحو مناصب رفيعة تتحكم بمصائر شعب ودولة ووطن بشكل أو بآخر ، ولا يندمون ولا يرف لهم جفن ، فهم لا يعرفون إلا من ترى عيونهم ، وما عداهم من شعبنا خلف أسوار الحكومات وأصحاب النفوذ عندها ، ليس لهم في المزاد نصيب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

هؤلاء المحرومون المستبعدون من غنائم المناصب ، هم ساعة الجد ، حماة الأردن يفتدونه بالغالي مهما غلا ، وسواهم والله أعلم ، لا شأن لهم إلا بشأنهم وحدهم ، ولا نعمم كي نتقي الله ،. فيا أصحاب القرار ، إتقو الله في بلدنا ، وأعلموا أن الله بالمرصاد يمهل ولا يهمل ، فإستئثاركم وحدكم ومحاسيبكهم بالمناصب دون سواكم ، سيرتد وبالا عليكم ولو بعد حين ، والظلم مرتعه وخيم ، والأردن لسائر الأردنيين لا لمجموعات محظية دون غيرها .

والله إنني لم أرغب الكتابة في هذا الأمر كي لا أنكأ جراح أحد ، لكن آلأمر زاد عن حده كثيرا ، على طريقة محمد يرث ومحمد لا يرث ، أو لكأنما هناك قوائم سود محظور على من فيها المساهمة رسميا في خدمة البلد ، وهنا أناشد جلالة الملك صاحب الشأن وقائد الوطن ، أن يتدخل ، وأن لا يصدق على قرار بتعيين أي كان ، إلا بعد الإستئناس بمشورة ورأي الجهة الأمنية المختصة ، فالمفروض أن لديها المعلومات عن كل أردني وكل أردنية ، والمفروض أنها أمينة في إبداء الرأي والمشورة ، وأنا أثق بهم إذ ليس بمقدورهم خداع جلالة الملك تحديدا ، وأعتقد أنهم لا بد يدركون بالضرورة وجاهة ما ذهبت إليه في هذا المقال النادر من جانبي، بعد آلاف المقالات التي كتبتها منذ كان عمري عشرين عاما ولم اتعرض فيها بمذمة لبلدي أبدا أبدا .

ختاما ، الأردن اليوم في عين العاصفة وفي لحظة صعبة حرجة ، وهو وطن ودولة وشعب ، وليس مزرعة أو شركة لأحد أو لفئة تفعل فيه ما تريد ، بغض النظر عن آثاره السلبية على هذا الوطن ، والناس اليوم ما عادوا مغيبين عن المعلومات كلها ، لا بل يعرفون ويتحسرون ويسكتون ولو إلى حين ، فهل تتعظ حكوماتنا وأصحاب النفوذ في سلطاتنا قبل فوات الأوان . الله غالب على أمره ، وهو سبحانه من وراء قصدي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-01-2020 09:24 AM

الاردن الان يقف وحيدا امام اقوى قوة سياسية واقتصادية واقصد امريكا وادعو الله ان يسقط ترامب في الانتخابات القادمة حتى تتغير سياسة هذة الدولة العظمى . حفظ الله وبارك الله الاردن ومليكه الهاشمي المفدى .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012