أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


لا لصفقة المؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية

بقلم : عبدالحميد الهمشري
28-01-2020 02:13 PM

أود التأكيد بداية على أنه لا توجد هناك ما يطلق عليها صفقة القرن بل صفقة ترامب التي تقوم على فرض الأمر الواقع وفق وقائع مفروضة على الأرض، فترامب يهدف مما أطلق عليها صفقة لتصفية القضية الفلسطينية وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً ، واعتبر أنها بفضل الوعي الشعبي العربي والتعاضد الفلسطيني الأردني كأنها لم تكن ولن تكون وستسقط حتماً وبكل تأكيد مثلما سقطت كل مشاريع التسويات الأخرى وسياسات فرض الهيمنة والوصاية على الأرض العربية والإسلامية، بفضل جهود المناضلين والمخلصين الخيرين، فالولايات المتحدة الأمريكية يعرفها القاصي والداني أنها حاضنة الصهيونية وهادرة الحق الفلسطيني، وأرى أنه إن كان وعد بلفور صانع النكبة الفلسطينية فإن صفقة ترامب هي أم النكبات والويلات على فلسطين والعالمين العربي والإسلامي بل والعالم المسيحي كذلك إن نالت موافقة المجتمع الدولي .
فواشنطن ترعى حركات التشدد الإرهابية في مختلف أنحاء العالم ومن مختلف المعتقدات سواء من مسيحيين أو وثنيين أو يهود أو متمسلمين، وتسلط الضوء على ما تقوم بها صنيعتها من منظمات الإرهاب لرغبة منها في تجييش العالم أجمع ضد كل ما هو عربي ومسلم، فمن احتضنتهم في أفغانستان من حركات إسلامية أسهمت في ضعضة الاتحاد السوفييتي اقتصادياً ومن ثم فكفكته ليخلو لها الجو العالمي بلا منازع، فهي تخشى أن يؤدي انهيارها الاقتصادي جراء عجز ميزان مدفوعاتها إلى فكفكة ولاياتها وبالتالي انتهائها، لهذا يلجأ زعماؤها لابتزاز الدول الثرية وتثبيت الصهيونية العالمية في المنطقة، حيث يحاول زعماؤها تَسيُّد المنطقة العربية لإبقاء مواردها في حضنها ، لامتصاص الثروات العربية ما يمكنها من الاستمرار في الهيمنة وفرض إرادتها على العرب والمسلمين .
فمن افتعل أحداث 11 سبتمبر أجهزتها الاستخبارية، لتغزو العالمين العربي والإسلامي، فجيشت الجيوش لغزو العراق وأفغانستان واحتلالهما وعبثها في الدول العربية الغنية والتي لها ثقل إقليمي، سعت من وراء ذلك لتثبيت الكيان الاحتلالي الصهيوني في فلسطين وتمكينه في المنطقة من خلال ضغوطها المستميتة لتثبيت شرعية وجوده بعد العسكري اقتصادياً وتطبيعاً سياسياً، بالحل الذي يؤدي لتصفية القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى في صفقة القرن أو صفقة الصهيوني ترامب، والتي أهم بنودها كما ذكرت إلغاء وجود الشعب العربي الفلسطيني وتصفية قضيته، بسلسلة قرارات اتخذها وفريقه اليهودي من كوشنير لمومبيو وغيرهما منها اعترافه بالقدس عاصمة لدولة يهود ونقل سفارة بلاده إليها والضغط على الدول الأخرى لتحذو حذوها في ذلك، وتبنيه لأجندات اليمين الصهيوني المتطرف .
مواقف الأردن رغم ما يتعرض له من ضغوط ثابتة ومبدئية بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهما في خندق واحد يذودان عن الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس التي تقع في رعاية ووصاية الهاشميين الذين لم يترددوا منذ جلاء الدولة العثمانية عن البلاد العربية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى في رعايتها وإعمارها خاصة المسجد الأقصى المبارك الذي بقي صامدا بفضل هذه الرعاية والوصاية الهاشمية ومقاومة أهل الرباط في القدس وفلسطين .
والمطلوب عربياً وإسلامياً للرد على ترامب دعم الصمود الفلسطيني في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية لتحقيق ثوابت الشعب الفلسطيني القائمة على تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة لاجئيه إلى ديارهم التي جرى ترحيلهم عنها قسراً وتحت تهديد السلاح وبالإرهاب الصهيوني والوقوف بصلابة في المحافل الدولية إلى جانب فلسطين والعمل على إسقاط صفقة ترامب لتصبح نسياً منسياً .
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012