أضف إلى المفضلة
السبت , 11 أيار/مايو 2024
السبت , 11 أيار/مايو 2024


نعم لحقوق المعلمين ولا للاضراب
20-02-2012 08:00 AM
كل الاردن -

alt
 د.بلال السكارنه العبادي
 طالبنا في مقالات سابقة بضرورة وجود نقابة للمعلمين ترعى شؤونهم ،وحاضنةً ايجابية نحو تحقيق المصالح لاعضائها في كافة النشاطات المرتبطة بها من مالية وادارية واجتماعية وتنموية وتطويرية تساهم في خلق نوع من التوازن ما بين مصالح اعضائها والمصالح للمؤسسات الاخرى الحكومية والخاصة ، وبالتالي فان من الادوار التي سوف تساهم النقابة في تحقيقها الدفاع عن حقوق أعضائها وحماية مصالحهم المهنية.ورفع الكفاءة المهنية للأعضاء والارتقاء بمستواهم المهني و العلمي والثقافي،والمحافظة على كرامة المهنة والولاء لها والاعتزاز بها، والكشف عن الابدعات والكفاءات العلمية وتحريك وتنمية الإبداع وصولاً لأعلى الطاقات الإبداعية، ودون زج ابناؤنا الطلبه الى الحالة التي نعيشها بهذه الفترة ، وتصبح النقابة هي حلقة الوصل ما بين حاجات ورغبات اعضائها وكيفية تحقيقها وبين الجهات المختصة دون الحاجة الى الذهاب الى الشوارع لتعبير عن غضبها .
 ولأجل ذلك ستحمل النقابة على عاتقها دعم كافة أعضائها والوقوف معهم من اجل بناء التقدم والرقي بالمجتمع والمساهمة الفعالة في إنجاح المسيرة التعليمية والعملية ،فدور النقابة لا يقتصر على حماية حقوق منتسبيها فقط، بل يتعدى ذلك في المساهمة جنبا الى جنب مع وزارة التربية والتعليم في تعزيز روح الانسجام العلمي والعملي الذي يخدم أساسا البيئة المدرسية ويسهم في تقدمها العلمي حتى تصبح المدارس منارات للعلم والمعرفه وبيوتاً للخبرة ومقصد لكافة الباحثين والدارسين من خلال دعم التواصل العلمي والمعرفي والاتصال المباشر من خلال مراكزها الاستشارية والبحثية التي ستسهم في زيادة التنمية المعرفية داخل المجتمع .
 
 لكن المتابع للمشهد العام يجد نفسه محتاراً في قضية المعلمين؛ فأنا مع الأمن والإستقرار ، وضد الاضطرابات،وأرفض الإستقواء على الدولة،وأنا مع حقوق المعلمين ،لكن أرفض الإضراب ،،،وأنا مع حقوق الطلبة في التعليم الجيد،لا أستطيع إدانة أوجاع المعلمين التاريخية ،لكنني لا أستطيع مطالبة هذه الحكومة وفي هذه اللحظة الحرجة بتصحيح أخطاء الماضي كلها،،،قديما قالوا :وفي أسوأ الظروف جائنا عزيز كتابكم!!
 لقد خرج المعلمون في المسيرات، وفي الحراك الشعبي، يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد. لكنهم لم يلتفتوا إلى نتاجهم في العملية التعليمية، عبر الأجيال السابقة. فلو استطعنا أن نحدد التاريخ الذي تراجع فيه التعليم، وتراجعت فيه العملية التعليمية في الأردن، فكم يا ترى من المعلمين مسؤول عن هذا التراجع؟
 ولكن الذي يثير الاستغراب هو لماذا الفوضى الموجودة في مدارسنا والقيام بالاضرابات والاعتصامات وتعطيل الدراسة من قبل المعلمين كنوع من الاحتجاج على عدم الموافقة لحد الان من قبل الجهات الحكومية المختصة على انصاف المعلمين واعطاءهم حقوقهم ، وبما ان المسالة تحتاج الى دعم مالي وغيره، فلا بد للتريث من قبل اخواننا المعلمين بدلاً من تعطيل مصالح الطلبة وما يترتب عليها من كلف اجتماعية واقتصادية وجعل الابناء يتسكعون في الشوارع والطرقات وما يرافق ذلك من انحرافات بسلوكهم ، بالاضافة الى كلف اقتصادية تتعلق بالالتزام بالعمل والاضرار بمصالح المواطنين ، وكذلك تمييع العملية التدريسية وما يتبعها من استحققات تضر بالطلبه.
 والسؤال الذي يطرح هنا اين دور الحكومة في وضع المعالجات الجذرية لهذه الازمة وادارتها بشكل يساهم في انصاف المعلمين واعطاءهم حقوقهم مع عدم الاضرار بمصالح طلابنا وانسيابية العملية التعليمية في وطن اصبح يكفية من الازمات لحدوث ما لا يحمد عقباه مستقبلاً.
 bskarneh@yahoo.com

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012