20-02-2012 08:27 AM
كل الاردن -
رعد الرماضنه
كانت ثقافة الشعوب قبل بداية الربيع العربي العام المنصرم متبوتقة في فكرة قاصرة فحواها أن الأمة غير منسجمة في فكر التطور العملي العالمي خاصة , لسبب ٍ يعود الى محاصرة الدول العظمى وسيطرتها على أمة الربيع العربي وتقييدها ,حتى تبين أن أنظمة الأمة هي التي تمارس التقييد والتكبيل الذي ما أنتج إلا جبالا ً من الظلم والقهر والأستبداد والذي أدى إلى أسر الشعوب والأختلاء بها على مذبح الحرية والعدالة والقانون ,والسبب الحقيقي هو أن السلطة المطلقة تؤدي حتما ً الى مفسدة ٍ مطلقة للأسف .
الربيع العربي أنتج جيل أصبح كله ُ يؤمن أن كرامة الأمة لا تصان ولا يحافظ عليها إلا بالتعاطي مع المعاني الأنسانية المنسجمة مع روح العقيدة الأسلامية تصديقا ً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
فالمؤمن الضعيف قائم بالصلاح على نفسه عبادة ً وسلوكا ً ,أما المؤمن القوي قائم بالصلاح و الإصلاح لنفسه وأمته إنطلاقا ً من أن الأصلاح فريضة شرعية نتقرب ُ بها إلى الله ,وبتحقيقها صلاح ٌ للأمة ورقي ّ ٌ وقوة ومنعة ,يخاف منها أعدائها ويتحقق إحترام العالم لها ,لا أن يبقى رئيس ٌ عربي أيام على أبواب البيت الأبيض حتى يؤذن له نعم أو لا , وترك الأصلاح مفسدة عامة طامة ووهن وظلم وذهاب بخير الأمة لغيرها ويذهب بريحها وتصبح الأمة متشرذمة متفرقة تستجدي لباسها وعيشها من غيرها .
إن أكبر فاجعة بالربيع العربي هو إكتشاف أهل الصلاح والإصلاح و المؤيدون له من العامة خاصة ً أن أعظم معوِّق لأهداف الربيع العربي ثُلة من بني جلدتنا ومنهم مدرسة من الأنتهازيين والمتنفعين خاصة ً المفسرين لنصوص القوانين على المنوال الذي يخدم مصالحهم بغض النظر عن الضرر .
إن المعوقين للاصلاح (قوى الشد العكسي ) ضعاف صغار وأضعف مما نتصور ,لأن الفاسد فاشِل تعود على الأخذ والنهب والتنفع , ولم يتعود على البذل والعطاء ,فكيف يستطيع أن يستمر بالبذل والانفاق وشراء الذمم في سبيل القضاء على الاصلاح . وستتحول لعبتهم إن لم تكن قد تحولت الى الخسارة الفادحة والمهلكة والمحرقة لهم في محرقة مظالم وحقوق الشعوب .
فالواضح الجلي الآن للأعمى والبصير أن الاصلاح المنشود لشعوب الأمة الذي بدأ بالربيع العربي أصبح حتمي التحقق بإذن الله .
فالدعوة الآن وكل وقت الى الذين يتمسكون بمنافع الماضي و بفكر الماضي نقول لهم قفوا ثم راجعوا أنفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسب وأصلحوها لأن الصلح خير .