أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


نتنياهو.. فرحته لم تكتمل

بقلم : علي ابو حبلة
08-03-2020 04:10 AM

نتنياهو تسرع في الاحتفال بالانتصار، فكل المعطيات تشير انه لا يستطيع تشكيل حكومة برئاسته وقد أظهرت النتائج شبه النهائية حصول تيار اليمين متدينين على 58 مقعدا في الكنيست، مقابل، 55 لتيار اليسار وسط عرب، و7 مقاعد لحزب يسرائيل بيتنا، بزعامة ليبرمان.
للمرة الأولى في تاريخها، خاضت إسرائيل انتخابات ثالثة في غضون عام واحد؛ ولكن نتائجها، تشير إلى أن الأوضاع عادت إلى المربع الأول، مع بدء مؤشرات انتخابات رابعة، تلوح في الأفق. فرئيس الوزراء الإسرائيلي، وزعيم حزب «الليكود» اليميني، نتنياهو انتصر على منافسه زعيم حزب «أزرق أبيض» الوسطي بيني غانتس، ولكنه لم يتمكن من الحسم في هذه الانتخابات لتشكيل حكومة. كما أن محاكمة «نتنياهو» بتهم «الفساد»، التي ستبدأ منتصف مارس/آذار الجاري، تفاقم من مشاكله. ويقول يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الإسرائيلي، إن نتنياهو حقق إنجازا ولكنه لم يصل إلى حد الانتصار.
وفي ذات السياق، لا يبدو أن وضع المعارضة، في حال أفضل، لخلافات ما بين أحزاب الوسط وهي «أزرق أبيض»، و»العمل-جيشر-ميرتس»، وحزب «إسرائيل بيتنا» اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان، والقائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية. وفي هذا الشأن، يقول وديع أبو نصار، محلل الشؤون السياسية الإسرائيلية «بعد 3 جولات من الانتخاب فإن الوضع لم يتغير بل هو أصعب». ويضيف أبو نصار للأناضول «نتنياهو سارع للاحتفال بالنصر، ولكن وضعه الآن هو أسوأ مما كان عليه بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان 2019، إذ في حينه كانت لديه كتلة من 60 مقعدا في حين أن لديه الآن 58 مقعدا.
يبدأ ريفلين، الأسبوع القادم، مشاورات مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات لتحديد هوية المكلف بتشكيل الحكومة.وأمام المكلف بتشكيل الحكومة فترة 28 يوما، يمكن تمديدها بموافقة الرئيس الإسرائيلي لـ 14 يوما إضافية، قبل تكليف مرشح آخر بتشكيلها في غضون 28 يوما.وفي ظل الوضع القائم، فإن أمام نتنياهو خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية مع «أزرق أبيض»، برئاسة بيني غانتس، أو ضم حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة افيغدور ليبرمان إلى حكومته، أو محاولات ضم نواب من المعارضة إلى ائتلافه.
ومما يزيد الأمور سوءا بالنسبة لنتنياهو، هي قرب محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الثقة في 3 ملفات رئيسية.وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت، قدّم في فبراير/شباط الماضي إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية، لائحة اتهام ضد نتنياهو، تبدأ محاكمته بشأنها في 17 مارس الجاري.وفي حين أن قرار المحكمة قد يستغرق فترة طويلة، فإن تداعياتها تبدو كبيرة. ومن جهة ثانية، قدمت الحركة من أجل نزاهة الحكم (غير حكومية)، الثلاثاء، التماسا إلى المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية بإسرائيل) مطالبة إياها بأن تحظر على الرئيس رؤوفين رفلين، إسناد مهمة تشكيل الحكومة إلى نتنياهو. ونقلت عن رئيس الحركة المحامي أليعاد شراغا، قوله «إن شخصا سبق وأن قدمت بحقه ثلاثة لوائح اتهام ليس مؤهلا لتشكيل حكومة، فمن المستحيل أن يجلس رئيس وزراء في ساعات الصباح على مقعد المتهمين ثم يقوم في ساعات المساء بإدارة جلسة للمجلس الوزاري لشؤون الأمنية والسياسية». إضافة إلى الدعوة لفتح تحقيق جديد في « التجسس، الابتزاز، التنصت بالخفاء وجنايات تمويل الانتخابات – هذه هي ما تجعل حملة 2020 لنتنياهو قضية ووترغيت محلية. على المستشار القانوني للحكومة أن يأمر بالتحقيق الفوري في الأفعال، قبل أن يتمكن نتنياهو من تنحيته عن منصبه. وكل المؤشرات تؤكد ان فرحة نتنياهو لم تكتمل وان الانتخابات الثالثة بالنسبة لليمين أشبة بمسرحية تراجيديا بدأت بفرحة الانتصار وانتهت بتراجيدينا الإخفاق والفشل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012