أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


قراءة تفصيلية في انتخابات مجلس شورى الإخوان
22-02-2012 09:11 PM
كل الاردن -

image

تقرير - محمد البطاينة - تشهد جماعة الاخوان المسلمين في الأردن نهاية الشهر الجاري انتخابات الشٌعب لاختيار أعضاء مجلس الشورى وتشكيل المكتب التنفيذي وانتخاب مراقب عام جديد للجماعة . وتأتي هذه الانتخابات المفصلية والتاريخية للجماعة في ظل حراك إصلاحي محلي يرمي إلى أحداث تغييرات سياسية عميقة وغير مسبوقة وجدل محلي حول الهوية الوطنية للدولة وطبيعة التمثيل في قانون الانتخابات القادمة هذا الجدل كما يراه مراقبون سيلعب دوراً مهماً في اختيار شخصية المراقب العام والمكتب التنفيذي وتأتي الانتخابات أيضاً في ظل تغييرات إقليمية دفعت ثورات شعوبها بالإسلاميين إلى واجهة المشهد السياسي في مصر وتونس والمغرب ودول أخرى مرشحة للسير على ذات الطريق.

تنافس محتدم 

الانتخابات التي تجري كل أربع سنوات لاختيار 53 عضواً ، 47 منهم يتم اختيارهم من خلال شعبهم والخمسة الاخرين ينتخبهم مجلس الشورى يضاف إليهم المراقب العام السابق الذي ضمن مقعده بموجب القانون الداخلي للجماعة، وتُظهر المؤشرات أن التنافس في هذه الانتخابات سيكون محتدماً وعلى أشده كونه سيضمن سيطرة الفائزين على قرار الجماعة وهي المرشحة لإحراز تقدم مهم في الانتخابات النيابية المقبلة.
حالة التوافق النسبية بين تيارات الجماعة هي أشبة بجمر تحت رماد التباينات العميقة بينها ؛ فالتوافق يبدو مرحلياً على تبني مشروع إصلاحي في الأردن والتي كانت أولوية طرحه_ في عهد ما قبل الثورات_ مثار جدل داخل أروقة الحركة ذلك أنه في الواقع ليس نتاج تغيرات فكرية ذاتية أو بنيوية داخلية إنما صدى لتغيرات إقليمية واستجابة للحظة الثورية التي دفعت تيارات الجماعة المعارضة لأولوية الإصلاح لا طوعاً بل جبراً لبث بذور الإصلاح في مناخ اقليمي ودولي يسمح بانضاج ثمارالمشروع بعد ان قطف إخوانهم ثمار مشروعهم وهم من سقوا زرعهم بدماءهم وانتزعوا مشروعيتهم بتضحياتهم على مدى عقود
في 2006 ظهرالخلاف بجلاء أي منذ هيمنة التيار الوطني(الاصلاحي) الذي دفع بالشيخ سالم الفلاحات مراقباً عاماً للحركة وهو ذات العام الذي حققت فيه حماس فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لتتوزع تيارات الجماعة على مشروعين وتتجمع في اتجاهين لا ثالث لهما الأول يعطي الاولوية لبناء الدولة الاردنية ( ائتلاف التيار الاصلاحي والحمائم )والآخر لتحرير الأرض الفلسطينية (ائتلاف التيار الحمساوي و الصقور ) .... ذلك الانقسام الذي تفاقم في الانتخابات النيابية عام 2007 والتي شهد فيها اختيار المرشحين خلافاً داخلياً كبيراً جعلت تياراً مهما داخل الجماعة كان على رأسه الأستاذ زكي بني ارشيد( أمين عام الحزب آنذاك ) إلى رفع الدعم عن قائمة مرشحي الحركة انتهت باتهامة وطلب محاكمته إخوانياً لسعيه لافشال بعض مرشحي الإخوان في الانتخابات ترافق وتوافق ذلك مع تزويرأمني واسع وغير مسبوق.... لتتم الدعوة لانتخابات مبكرة لمجلس الشورى 2008 لتطيح بالمراقب العام في ذلك الوقت الأستاذ سالم الفلاحات ....

خارطة تيارات الجماعة 

هنا يمكن تقسيم تيارات الجماعة حسب استقطاباتها التنظيمية واصطفافاتها السياسية وتبعاً لرؤيتها في طريقة التعامل مع النظام والدولة ونظرتها للهوية الوطنية الأردنية والتعاطي مع مشروع الإصلاح و الشأن الداخلي الأردني ورسمها لحدود العلاقة مع حركة حماس على النحو التالي :

1) التيار الراديكالي ( الصقور ) : هو تيار شرعي ينطلق من مواقف أيدلوجية متشددة تقترب من العداء العقائدي للنظام مرتكزة على قاعدة فكرية لسيد قطب عن الحاكمية ، يتبنى شعار المغالبة لا المشاركة ويمارس أسلوب الضغط والتشدد السياسي لفرض شروطه على النظام، يرفض الملكية الدستورية كونها تعطي شرعية دينية لنظام الحكم، ولا يؤمن بالهوية الأردنية باعتبارها تعبيراً ضيقاً يناقض سعة الاسلام، تربطه علاقة تنظيمية وبرامجية مع حركة حماس، سيطر التيار على الجماعة في عقد الثمانينيات وتحالف مع التيار الحمساوي 2002 و20008 ...... أبرز وجوهه همام سعيد ومحمد أبو فارس علي العتوم عبد المحسن العزام أحمد الزرقان ..... يدفع التيار للتجديد للدكتور همام سعيد

2) التيار الملكي ( الحمائم ) : وهو التيار المقرب من القصر والذي يرى أنه ينبغي الحفاظ على علاقة وطيدة بالنظام لمصلحة الحركة الإسلامية إلى درجة تصل إلى الاستعداد لحماية النظام( كما في تصريحات الذنيبات ) من أي تصدعات في بنيته السياسية ، لذلك هو يرفض الملكية الدستورية لأنها تتضمن مساساً بصلاحيات الملك المطلقة ، ويرى التيار أن النظام الهاشمي مقارنة بأنظمة الحكم في دول مجاورة وفّر بيئة دعوية وسياسية آمنة ومكتسبات تنظيمية علنية ينبغي الحفاظ عليها، ويتبنى شعار المشاركة لا المغالبة ويؤمن بالعمل التدريجي وطول النفس لتحقيق أهدافه ، يتحدث عن هوية أردنية جامعة( الهوية الهاشمية )، يرفض التداخل التنظيمي والبرامجي مع حركة حماس ولكنه يدعو الى دعمها من خلال قنوات شرعية دون الصدام مع الدولة ،سيطر التيار على الجماعة مطلع التسعينات ومن أبرز رموزه عبد المجيد ذنيبات ، عبد اللطيف عربيات حمزة منصور عبدالحميد القضاة عزام الهنيدي ... المرشح المحتمل عبد اللطيف عربيات وفي حال تمسكه بالاعتذار ربما يتم الدفع بعبد المجيد ذنيبات.

3 ) التيار الوطني ( الإصلاحي ): كان يسمى بتيار الوسط مطلع التسعينيات وهو التيار الذي كسر احتكار الصقور والحمائم لخيارات لجماعة واجترح طريقاً ثالثاً في التعاطي مع النظام لايقوم على قاعدة المشاركة العدمية والمطلقة (التيار الملكي) أو المعارضة الأيدلوجية للنظام ( التيارالراديكالي )، يدعو التيار الإصلاحي إلى المعارضة الخشنة والصلبة للنظام في مقابل الناعمة للحمائم حيث قاد التيار حملة المقاطعة للانتخابات النيابية 1997 و2010 ومن خلال تبنيه مشروع الملكية الدستورية الذي يعترف بشرعية الملك كرأس للدولة مع سحب صلاحياته المطلقة وتوزيعها على السلطات الثلاث وبما يشبه تغييراً لقواعد اللعبة السياسية في الأردن يتم تحقيق المشروع من خلال الرهان على الوعي الشعبي والإرادة الشعبية للمجتمع الأردني باعتبار الشعب مصدراً للسلطات لا استجداء الحكومة بحوارات أو صفقات سياسية تطرح مبدأ المشاركة الشكلية أوالشراكة الحقيقية بأحسن تقدير .

يدعو التيار إلى الحفاظ على الهوية الشرق أردنية للدولة ولإطارها السياسي من خلال مطالبته بقوانين انتخابات تصونها مع ضمان مشاركة سياسية معتبرة للمواطنين من أصل فلسطيني ويدعو إلى دسترة قرار فك الارتباط لمواجهة مشروع التوطين السياسي و الوطن البديل ..انفجار الثورات العربية دفع بمشروعه القائم على أولوية الشان الداخلي الأردني وبناء الدولة إلى الواجهة بعد أن غرق التنظيم الاخواني سياسياً بمشروع التحرير لعقدين، وللتيار دور كبير في تأسيس لجان الإصلاح داخل الجماعة والتجمع الشعبي للإصلاح ويدعو إلى التحالف مع الحراكات الشعبية في المحافظات وتتوافق أطروحاته مع الحركة الوطنية الأردنية وتيار المتقاعدين العسكريين في الكثير من القضايا. يرفض التبعية التنظيمية والبرامجية مع حركة حماس لمصلحة التنظيمين مع حرصه على توفير كل وسائل الدعم المادي والسياسي والإعلامي للحركة بلا حدود، حقق التيار انتصاراً معنويا في وجهة النظر هذه بعد مطالبة حماس ذاتها بفك الارتباط الإداري والتنظيمي مع الجماعة.

....سيطر التيار على الجماعة عام 2006 ...أبرز رموزه سالم الفلاحات، رحيل غرايبه، نبيل الكوفحي، خالد حسنين، أحمد الكفاوين عماد أبو دية ( تم اقصاؤه سياسيا بعد دفعه باتجاه أولوية الشأن الداخلي الاردني للجماعة منتصف التسعينات ) نمر عساف، وممدوح المحيسن ( تم سجنهم بعد اتهامهم بتهريب اسلحة لحركة حماس مطلع التسعينات)... مرشح التيار المحتمل الأستاذ سالم الفلاحات.

4 ) التيار الحمساوي ( الرابع ): انشق هذا التيار عن تيار الوسط( الاصلاحي ) بعد رفض تيار الوسط للازدواجية التنظيمية مع حركة حماس إبان خروج قيادة الحركة من الأردن عام 1999 فدعت الحاجة لوجود تيار يحافظ على نفوذ الحركة داخل الجماعة وينحوهذا التيار إلى تأزيم العلاقة مع الدولة لدفعها إلى إصلاح العلاقة مع حماس حيث يضبط التيارايقاعه في مشروع الاصلاح بما يتوافق مع المتطلبات السياسية لحركة حماس وليس في سياق المطالبة باستحقاقات سياسية أو تنموية أردنية في المقام الأول ( تجلى ذلك في أخذ معظم رموز التيار بتوصية حماس في المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة 2010 وانتهاج معارضة ناعمة عندما قامت المخابرات الأردنية في عهد الجنرال محمد الذهبي بفتح قنوات اتصال مع حركة حماس 2009).

يرى التيار في الهوية الوطنية الأردنية إشكالاُ واستبعاداً للآخر وهي المعيقة للوحدة الوطنية بين مكونات الشعب الاردني، ويدعو إلى قانون انتخابات تراعى فيه الديموغرافيا تحت بند المساواة بين جميع الأردنيين ومن المفارقة أنه يرفض الملكية الدستورية كونها تقطع سياسياً بأردنية ذوي الجذور الفلسطينية، يعتقد بعض رموز التيار أن بروز معارضة شرق أردنية صلبة وخشنة في الأطراف ضد سياسات النظام ستجبره على فتح قنوات حوار استراتيجية مع معارضة المركز ( الإخوان بصفتهم القناة السياسية الممثلة للأردنيين من أصول فلسطينة ) بما يشبه استبدالاً للتموضعات السياسية بين المعارضتين الصاعدة والتقليدية ستفضي إلى تحويل الإخوان إلى شريك سياسي لا تحدي أمني ( انفتاح الدولة على حماس يندرج في هذا السياق ). يتماهى التيار مع حركة حماس تنظيميا وبرامجيا حيث إن عدد كبير من رموز وكوادر التيارأعضاء مسجلين في الحركة .. سيطر التيار على الجماعة عام 2002 وأسقط مرشح التيار الإصلاحي سالم فلاحات 2008 وهو من دعمه عام 2006 ليقود بالتحالف مع تيار الصقور الجماعة حتى الآن

يعتقد التيار أن المرحلة الحالية تقتضي أن يرأس الحركة شخصية شرق أردنية تمثل واجهة الجماعة لتستطيع تسويق رؤية التيار للإصلاح في المجتمع ...هذه الشخصية أشبه بإعادة طلاء شكلية بلون هادىء لا فاقع لأطروحات التيار وليس إعادة بناء جوهرية تتجاوز تغيير الوجوه إلى تغييير العقلية، ويحاول التيار تقديم شخصية سياسية براغماتية ومعتدلة نسبيا لا تتصادم مع الدولة خصوصاً بعد الانفتاح النسبي للنظام على حركة حماس ... ليس لدى التيار مرشح لمنصب المراقب العام على الرغم أنه زاخر بالكفاءات؛ سعود أبو محفوظ وجميل أبو بكر وعاطف الجولاني وفرج شلهوب وجواد الحمد( فريق السبيل ) ويضم في صفوفه أيضا علي أبو السكر وكاظم عايش وزياد الميتاني وصبري سميرة، ويرفض التيار دعم الفلاحات لأطروحاته التي تتوافق مع الحركة الوطنية ويرفض همام سعيد لتشدده السياسي وبني ارشيد كونه شخصية غير مقبولة للنظام، تميل إلى مرشحين معتدلين مثل عبد اللطيف عربيات أوعبد المحسن العزام( شرق اردني ).
5) تيار 'الزكي ' الخامس : هو تيار انتخابي وليس سياسياً قائم على شخصية زكي بني ارشيد، انبثق هذا التيار عن التيار الحمساوي بعد رفض الأخير التجديد للشيخ همام سعيد أو تسمية زكي بني ارشيد كمرشحين لمنصب المراقب العام، ظهر التباين بوضوح بعد دعوة زكي ومجموعته إلى مقاطعة الانتخابات النيابية الأخيرة في مقابل دعوة رموز التيار الحمساوي إلى المشاركة ، يتبنى التيار خليطاً من المفاهيم من التيار الراديكالي والتيار الحمساوي فهو يحمل نظرياً أفكار و أيدلوجية متشددة تجاه النظام ولكنه عملياً براغماتي في معارضته له وفي مواقفه السياسية من بعض القضايا كرفض بني ارشيد لقيام الإسلاميين في حال الوصول للحكم في الأردن بإلغاء معاهدة السلام لأنها تعني إعلان حرب وهو الذي يرفع شعار إسقاط وادي عربة ويستخدمها كذخيرة للهجوم على أي الحكومة !

كما يعتقد التيار بضرورة التداخل التنظيمي والبرامجي مع حركة حماس ولو بشكل غير معلن(على الرغم من قرار فك الارتباط التنظيمي والإداري بين الحركتين)، يرفض مبادرة الملكية الدستورية مع أنه يطالب بالحد من صلاحيات الملك المطلقة والبعض يُعزي ذلك لخصومة شخصية مع رموز التيار الاصلاحي صاحبة المبادرة ، يبدي تحفظاً على الهوية الوطنية الأردنية كونها لا تعبرثقافياً عن جمهورقيادات التيارفي الوسط الفلسطيني ، يعتقد أن الفرصة مؤاتية إقليميا ودوليا للحركة الاسلامية للهيمنة على المجلس النيابي بعد صعود الإخوان في مصر وتونس والمغرب ويلوح بشعار التغيير كبديل عن الإصلاح في حال تعنت النظام وعدم تقديمه وصفة إصلاحية وتعديلات دستورية جوهرية تضمن ليس مجرد المشاركة الشكلية بل شراكة سياسية حقيقية للحركة في الحكم .. أبرز شخصياته زكي بني ارشيد مراد العضايلة أحمد عواد زيود عبد المجيد الخوالدة ... تطرح خيارين للمراقب العام رجل التيار زكي بني ارشيد أو التجديد للشيخ همام سعيد

سيناريوهات انتخاب المراقب العام

تخضع هذه السيناريوهات لطبيعة موازين القوى التي ستفرزها نتائج انتخابات مجلس الشورى القادمة والحصة التي سيستطيع كل تيار الحصول عليها، وقد تناولنا في هذا التحليل بعض الأسماء التي وردت أنباء عن اعتذارها عن الترشح للانتخابات إلا أن طبيعة الحركة واحتمالية تعرض هذه الشخصيات لضغوطات داخلية لثنيها عن قرار الاعتذار يبقي الاحتمالات مفتوحة على الاتجاهات كافة
1_ همام سعيد : المراقب العام الحالي وحسب قانون الجماعة لديه فرصة للبقاء لدورة قادمة أخرى حيث يدفع التيار الراديكالي ( الصقور) باتجاه انتخابه مراقبا عاما، حصل الشيخ في الانتخابات الماضية على دعم تياري الصقور والتيار الحمساوي ليستطيع الفوز بفارق صوتين على سالم الفلاحات هذا الدعم الذي لا نرجح أنه سيتكرر هذه الدورة خصوصا بعد انشقاق التيار الحمساوي(الرابع) إلى تيارين حيث يدفع التيار الحمساوي بصراحة إلى اختيار شخصية شرق أردنية معتدلة سياسا شريطة أن تتجاوب مع طروحات التيار بينما يدفع تيار (زكي) إلى التجديد لهمام سعيد أو تسمية رجل التيار زكي بني ارشيد أو الدفع بعبد المحسن العزام كخيار وسط بين التيارات الثلاث( الصقور ، الحمساوي ، زكي ) مما يعني استبعاد الشيخ همام من خيارات تيارمهم وحليف سابق له مما يضعف فرصه بالفوز.
2_ سالم الفلاحات : المراقب العام الأسبق للجماعة الذي يدفع به التيار الاصلاحي لمنصب المراقب العام ... وكان الشيخ سالم الفلاحات قد خسر الانتخابات الماضية بفارق صوتين أمام همام سعيد، تلك الانتخابات التي شهدت خلافات واسعة سبقها اتهام مناصري الشيخ سالم الفلاحات خصومَه بالتقاعس المتعمد عن دعم مرشحي الحركة الإسلامية في الانتخابات النيابية 2007 مما دفع مجلس الشورى الإخواني إلى حل نفسه وإجراء انتخابات داخلية جديدة كخطوة على طريق اقصاء سالم الفلاحات عن منصب المراقب العام تلك الخطوة التي نجحت وأفسحت الطريق للشيخ همام سعيد لاعتلاء قيادة الجماعة.

إلى جانب التأييد الكبير للشيخ داخل التيار الاصلاحي، يحظى الشيخ أيضاً بتأييد نسبي داخل شبيبة تيار (الصقور) خصوصاً بعد مشاركته في قافلة الحرية التي اتجهت لغزة وتعرضت لاعتداء صهيوني.

يرأس سالم الفلاحات لجنة إصلاحية عليا داخل الجماعة ويتميز الشيخ بقربه من أهم تيارات الحركة الوطنية الأردنية (تيار المتقاعدين العسكريين) وبقربه من الحراك الشعبي في المحافظات ويقدم الشيخ طروحات في اتجاه حل مهم للثنائية الديموغرافية في الأردن تقترب من القبول بقرار دسترة فك الارتباط...قربه من حركة المتقاعدين العسكريين وميوله لحراك المحافظات قد يكون سبباً مهماً في استبعاده من خيارات التيار الحمساوي وتيار زكي بني ارشيد بينما قد يستطيع الحصول على دعم التيار الملكي ( الحمائم) في حال تمسك عبد اللطيف عربيات باعتذاره عن الترشح، لا نستبعد أن يدعم التيار الحمساوي الشيخ سالم خصوصا في حال انحصرت خيارات المنافسة بينه وبين همام سعيد أو بينه وبين زكي بني ارشيد هذا الاحتمال ليس مستبعدا ضمن تفاهمات معينة.

3_عبد اللطيف عربيات: رئيس مجلس شورى الجماعة الحالي والرئيس الأسبق لمجلس النواب الأردني ويدفع به التيار الملكي ( الحمائم ) لمنصب المراقب العام ، أشيعَ أنه سيعتذر عن الترشح للانتخابات إلا أن عدم تاكيد ذلك رسميا يجعله بين الخيارات القائمة والمهمة وحتى في حال اعتذاره ربما يتم انتخابه من قبل مجلس الشورى كواحد من خمسة أعضاء يحق للمجلس اختيارهم بموجب قانون الجماعة الداخلي .

لن يجد عبد اللطيف عربيات صعوبة في الحصول على تأييد التيار الإصلاحي (وهذا خاضع بالطبع لطبيعة موازيين القوى بعد انتخابات الشورى المقبلة) ويبدو أيضا خياراً موضوعياً للتيار الحمساوي كونه شرق أردني معتدل سياسا خصوصا أنه اقترب من مطالبهم عندما عبر عن تأييده لقانون انتخابات يضمن(المساواة بين جميع الأردنيين) في اشارة الى مطلب التيار بضرورة توسيع تمثيل المواطنين الاردنيين من أصل فلسطيني في البرلمان وكونه يتفق معهم في رفض الملكية الدستورية التي يتبناها التيار الوطني ( الإصلاحي ).
ومما يزيد من فرص الشيخ في الحصول على دعم التيار الحمساوي هو التقارب الجديد بين (النظام) وحركة حماس بحيث تكون الحركة معنية بدعم شخصية مقربة للنظام لاعتلاء قيادة الجماعة. لا نستبعد في حال عدم انسحاب د.عبد اللطيف عربيات من الانتخابات أن يقود ذلك الى توافق بينه وبين التيار الحمساوي والراديكالي ( الصقور ) بحيث يكون عربيات مراقبا عاما وهمام سعيد رئيسا لمجلس الشورى هذا التفاهم الذي من الممكن أن ينظم له التيار الإصلاحي مما يعني عمليا حسم الانتخابات بالتزكية.

4_زكي بني ارشيد : أمين عام حزب جبهة العمل السابق يوصف بالشخصية المثيرة للجدل على الساحة السياسية ويبدو أنه كذلك أيضا داخل الجماعة فقد سبق له أن اتّهم عبر وسائل الإعلام قيادات الجماعة بتزوير الانتخابات السابقة للحزب هذه الصفة التي يتميز بها بني ارشيد قد تكون السبب في استبعادة كخيار من قبل التيار الحمساوي الذي كان قد انشق عنهم زكي قبل فترة ليست بالبعيدة على خلفية رفضهم تسميته كمرشح لمنصب المراقب العام واشتراطهم شخصية (معتدلة سياسيا).
قد يحصل زكي على دعم التيار الراديكالي (الصقور) بينما من المستبعد ان يحصل على دعم حلفاءه السابقين في التيار الحمساوي فضلا عن دعم تياري الحمائم والوسط.
5_عبد المحسن العزام: من قيادات التيار الراديكالي (الصقور) في مدينة إربد وهو شخصية غير معروفة على الساحة السياسية الأردنية قد يدفع به تيار الصقور لمنصب المراقب العام في حال اضطر لاختيار شخصية شرق أردنية وعندها لن يكون من الصعب عليه الحصول على دعم تيار زكي بني ارشيد (خاضع لموازين القوى بعد انتخابات الشورى) واحتمالية حصوله على دعم التيار الحمساوي قائمة كونه يلبي أحد شروطهم (شخصية شرق أردنية) لكن لا يمكن له أن يحصل على دعم التيار الملكي (الحمائم) كونه ينتمي إلى تيار الصقور أو حتى التيار الوطني (الاصلاحي) لاختلافهم معه حول قضية الهوية الوطنية الاردنية .

شبكة رصد الأردن

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-02-2012 12:03 AM

إنّ القراءة الأولى والسريعة للتقرير تُوجب التوجه بالشكر للسيد محمـّـد البطاينة على جهده المبذول في تجميع هذه المعلومات والتي تُدلل على الصراع المحموم بين الحمائم والصقور ولكن مع عدم موافقتي على تسمية الحمائم بالجناح الملكي لأنني أعتقد بان الهدف النهائي للجماعة مع اختلاف اساليبهم هو الوصول للسُّلطة وبأية طريقة تطبيقاً لنظرية ميكيافيللي ""الغاية تُبرر الوسيلة "". جهد مشكور ولذلك شكراً يا أخ بطاينة

2) تعليق بواسطة :
23-02-2012 03:31 AM

I thought our political parties agenda is based on sole Jordanian agenda.It seems that there are people have different agenda..Some ..Muslim brother hood factions and Hamas in my opinion constitute the most dangerous threat as it has camouflage and can go under cover ..If some one does not believe and his priority is to abolish our identity why should they be allowed to do their destructive agenda practice.

3) تعليق بواسطة :
23-02-2012 07:51 AM

هذا التقرير وما يحمل من رسله تقادم بعد الحراك ..فلم يعد في جبهة العمل او الاخوان من هو متمسك بصلاحيات الملك .الا اذا بدنا نركن على عامود فالح الغرايبة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012