أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


مزايدات سياسية
23-02-2012 09:03 AM
كل الاردن -

alt
 حماده فراعنه
 مزايدة شعبوية لا قيمة لها في المعايير السياسية العملية ، تلك التي قالها وسلكها وعبر عنها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق النائب إسماعيل هنية ، بقوله أن " فلسطين وقف إسلامي لا يجوز لأحد التنازل عن شبر منها ، وأن المصالحة الفلسطينية يجب أن لا تكون على حساب الثوابت والمبادئ " وهو قول قديم من قدم القضية الفلسطينية سبق وأن قالته جدتي قبل وفاتها وحث عليه والدي قبل رحيله حينما إلتقى الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يقلدني وسام القدس بحضور الراحل عبد الله الحوراني الذي ذكّر أبو عمار بضرورة الأستماع لصوت اللاجئين المتمسكين بحق العودة وتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني .
 تصريحات إسماعيل هنية ، تتقدم التصريحات ، لأنها تستهدف المزايدة على بعض قيادات حركة حماس وتعكس التفاوت والصراع قبيل الأنتخابات الداخلية للمكتب السياسي ومجلس الشورى في شهر أيار المقبل ، ويمكن تلخيص دوافع هنية لسببين :
 أولهما : لأن خالد مشعل سلك طريق الحوار مع الرئيس محمود عباس ، ووقع على وثيقة المصالحة التي أعدها الوسيط المصري ، وصولاً نحو الشراكة في إطار منظمة التحرير مع مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية العاملة والفاعلة ، وهو خيار يشكل مكسباً لحركة حماس بعد فشلها في أن تكون البديل لمنظمة التحرير أو الند لها ، خلال الخمس سنوات الماضية ، أي منذ الأنقلاب في حزيران 2007 ، وجاءتها النصيحة من مركز قرار حركة الإخوان المسلمين وقيادتها ، بأن لا شرعية يمكن أن تحصل عليها حماس وهي خارج مؤسسات منظمة التحرير أي خارج الشرعية الرسمية الفلسطينية ، وهي نفس النصيحة التي سمعها خالد مشعل من قطر وتركيا ، ولولاها لما تم إستقباله في عمان التي رفضت إستقبال أي من رموز الأنقلاب طوال السنوات الخمس الماضية وخاصة هنية والزهار ، ورفضت إستقبال مشعل نفسه حتى وقع على وثيقة المصالحة يوم 4/5/2011 وجلس على طاولة القيادة الفلسطينية برئاسة أبو مازن يوم 22/11/2011 .
 وثانيهما : لأن تطلعات إسماعيل هنية تسعى نحو المنافسة على موقعي المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين الفلسطينية وعلى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ، بعد إنتهاء ولاية خالد مشعل الذي عبر عن عدم رغبته في الترشح مرة أخرى ، فأراد إسماعيل هنية ركوب موجة التطرف اللفظي والمزايدة الكلامية ، لأنه لن يدفع ثمن تصريحاته ، بل إنها ستضعه في موقع الصقر السياسي بما يلبي رغبة وتطلعات العناصر المتنفذة على الأرض في قطاع غزة والمشدودين إلى رفض المصالحة لأنها ستُعيق مصالحهم ونفوذهم ومصادر تمويلهم التي توفرها الأنفاق والتهريب لهم .
 إسماعيل هنية يفتقد للمهنية السياسية ، مثلما يفتقد للمقومات القيادية ، فقد قاد قطاع غزة ضعيفاً ، وفشل في توسيع قاعدة حكومته الحزبية الضيقة مما يُشير إلى أنه شخصاً يفتقد للكفاءة وشخصية غير جامعة لا تجيد تأطير الناس وتنظيم صفوفهم وتوطيدهم ، ويبدو أن هذا هو سبب عدم تصفيته على أيدي الأسرائيليين كما حصل مع الشهداء من قادة حماس أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح مجاهد والعشرات ، فوجدوا فيه شخصية ضعيفة ، بدلالة عدم نجاحه ليكون عضواً فاعلاً في المكتب السياسي لحركة حماس ، بينما الأشداء في مواجهة الأسرائيليين ، وفي تنظيم صفوف شعبهم وحركتهم السياسية التنظيمية ، حرص الأسرائيليون على التخلص منهم وتصفيتهم مبكراً ، قبل وأثناء إجتياحهم قطاع غزة في أواخر 2008 أوائل 2009 ، فقد ذكر الجنرال يوأف جالنت قائد حملة الأجتياح في مرافعته أمام لجنة الأمن والخارجية النيابية في الكنيست الأسرائيلي رداً على إتهامات النواب له بالتقصير قال بالحرف الواحد " كنا نعرف مكان إختباء بعض قيادات حماس ومنهم إسماعيل هنية حينما كان في الطابق الأرضي لمستشفى الشفاء أو حين إنتقل للأقامة في السفارة القطرية ، ولكن تعليمات القيادة السياسية والأمنية لقيادة الجيش بعدم المس بشخص هنية وجماعته ، بإستثناء من تم تصفيته بقرار مسبق من القيادة ، وخاصة صيام والريان " .
 إمكانات إسماعيل هنية متواضعة وخبراته كذلك ، وعلاقاته محدودة ، وهذا أثّر على تكوينه وسلوكه ومواقفه ، وها هي زياراته خارج فلسطين ستفتح أفاق التعلم وإتساع الأفق ، لعله يوظفها لخدمة حركته السياسية وإنتمائه الحزبي ، لا أن تدفعه للعمل لتقويض ما تم التوصل إليه من نجاحات مهما بدت محدودة على صعيد العلاقات الفلسطينية الفلسطينية ، بين فتح وحماس ، وبين أبو مازن وخالد مشعل .
 خالد مشعل لم يتغير ، وكذلك أبو مازن ، وحماس لم تتنازل لفتح ، وفتح كذلك ، ولكن المعطيات والظروف السياسية المستجدة هي التي تغيرت وفرضت نفسها ، ليس فقط على خالد مشعل بل وعلى أبو مازن كذلك ، على فتح مثلما هي على حماس ، ولا أحد يستطيع التهرب من الأستحقاقات المطلوبة منه وعليه ، بعد ثورة الربيع العربي ، وبعد إنسداد الأفق أمام الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها ، وفي مواجهة التفوق الأسرائيلي الملموس .
 وحدة الشعب الفلسطيني القائمة على وحدة البرنامج السياسي والمؤسسة الواحدة الموحدة ، والأداة الكفاحية المناسبة في وجه الأحتلال ، هو السلاح المجرب فلسطينياً وعربياً وأممياً ، وبدونه لن يستطيع الشعب العربي الفلسطيني تحقيق تطلعاته وإنجاز حقوقه وإنتصاره على العدو الأسرائيلي الصهيوني المتفوق ، هذا ما يجب قوله ، وهذا ما يجب فعله ، وهذا ما يجب تعلمه والعمل به ومن خلاله .
 h.faraneh@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-02-2012 11:05 AM

الي بيعيش في أرض المعركة وتحت الصواريخ وفي والظلام وفي قلب الحصار الظالم المستمر منذو سنوات له الحق في ما تسمية "مزايدة "يا سيد الكاتب!!!
أبو مازن حامل غصن الزيتون وفي ناس عاملة البندقية ديكور أحترموا عقونا كنا بأسرائيل وأصبحنا بفتح وحماس الآن !!!
الأسير المكبل خضر عدنان صنع أنتفاضه بمفردة شعب خضر عدنان أقوى من كل المؤامرات والمهاترات ,
رحمك الله يا غسان كنفاني ويا ناجي العلي و يا فتى الثورة سعيد المزين
http://www.youtube.com/watch?v=xSzMlshmKXI&feature=related

2) تعليق بواسطة :
23-02-2012 12:09 PM

ليس لك ان تتحدث عن فلسطين وقضيتها , لا عن فتح ولا عن حماس ,,, لقد حسمت موقفك منذ زمن الى جانب اعداء القضيه الفلسطينيه , خليك في التطبيع ونسج علاقات مع اصحابك الصهاينا ,,, انت مكشوف وتافه ,,, والناس تعرفك جيدا

3) تعليق بواسطة :
23-02-2012 04:34 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
23-02-2012 09:50 PM

الشعب الفلسطيني لن يتًبع أي برامج . الشعب الفلسطيني سينشيء ربيعه بعيداً عن عباس وحماس

5) تعليق بواسطة :
24-02-2012 06:22 PM

انا بصراحة معجب بتحليلاتك واراءك الصائبه وخاصة هذا المقال
نعم يدرك الجميع ان هنيه لا يمتلك كاريزما القياده وانسب وظيفه له امام وخطيب في احد مساجد غزه بدشداشه بيظاء وطاقيه لزوم الشغل

6) تعليق بواسطة :
24-02-2012 06:32 PM

صار للأقزام أن يتكلموا عن الهامات والأعلام .. هزلت

وأكرر ما قيل :

ليس لك ان تتحدث عن فلسطين وقضيتها , لا عن فتح ولا عن حماس ,,, لقد حسمت موقفك منذ زمن الى جانب اعداء القضيه الفلسطينيه , خليك في التطبيع ونسج علاقات مع اصحابك الصهاينا ,,, انت مكشوف وتافه ,,, والناس تعرفك جيدا

7) تعليق بواسطة :
25-02-2012 07:21 AM

ليس لك ان تتحدث عن فلسطين وقضيتها , لا عن فتح ولا عن حماس ,,, لقد حسمت موقفك منذ زمن الى جانب اعداء القضيه الفلسطينيه , خليك في التطبيع ونسج علاقات مع اصحابك الصهاينا ,,, انت مكشوف ... ,,, والناس تعرفك جيدا

8) تعليق بواسطة :
26-02-2012 05:52 PM

أعتقد أن من هو تحت الحديد والنار ليس كمن يجلس في صالونات عمان المكيفه والتي يتآمر بعضها على تصفية القضيه افلسطينيه خدمه للمشروع الصهيوني تحت ما يسمى الواقعيه السياسيه... وهي مؤامره قذره على الشعب الفلسطيني والشعب اردني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012