أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هل نخرج من الأزمة بأردن جديد ؟ . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
19-03-2020 09:16 PM

يقول واقعنا اليوم أن شعبنا كله موحد مع دولته قيادة وجيشا وأمنا وحكومة في مواجهة عدو لنا جميعا . هذه ميزة يجب أن تستثمر إيجابيا من لدن صناع القرار .
شعبنا اليوم إيجابي إلى أبعد حد , نسي وتناسى مشكلاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية بالكلية , وها هو يقف صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد مع كل قرار وكل إجراء يتخذ على طريق التصدي لذلك العدو .
لا نستهين بالأزمة التي تضرب العالم كله , ولا نعرف متى ستنتهي وكيف ستكون آثارها , لكننا نعرف أننا حتى لو ' نظفنا ' بلدنا منها , فسنظل متأثرين بها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا , ما لم ' ينظف ' محيطنا وعالمنا بلدانه منها , فنحن لسنا جزيرة معزولة عن سوانا .
أهم ما أفرزته الأزمة حتى اللحظة من عبر ودروس مهمة جدا لصناع القرار في بلدنا , هو أن شعبنا إيجابي جدا وليس سلبيا أبدا , وأن معدنه ثمين وغال وليس كمثله معدن , وأن هذا الشعب شعب يشد به الظهر حقا , فهو طيب متسامح كريم محب لبلده ولقيادته يشيد بحكومته وبالوزراء الفاعلين فيها وينتشي كثيرا برؤية الجيش وقوى الأمن في شوارعنا ويتقيد بتعليماتهم تماما .
شعب كهذا الشعب الأصيل وقد تناسى كل همومه في لحظة أمام الخطر , جدير بأن يفكر صناع القرار بإنتهاج إستراتيجية جديدة في التعامل العام معه , وعلى نحو يكرس ويرسخ الثقة المتبادلة بينه وبين دولته ومؤسساتها .
هذا الشعب متشبث بقيادته الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني , ومتشبث بوطنه , ووحدته ليست موضع تساؤل أو شك أبدا , شعب يحتاج إلى مصارحة ومكاشفة وشفافية ويتوق إليها كلها .
وهذا الشعب الذي شكا كثيرا وتذمر طويلا , جاهز للتخلي عن كل هذا , وعلى طريقة ' لاقيني ولا تغديني ' , عندما يلمس أنه شريك في الغرم والغنم , وشريك في إدارة الدولة وصنع القرار , وأن العدل والمساواة هما الفيصل في كل شأن .
وهذا الشعب وككل الشعوب , يقتل الغموض , الإنتماء في ذاته , ويؤجج الوضوح , مشاعل ومشاعر الإنتماء في نفوس أفراده .
نعم , هذا شعب يشد به الظهر, وقد فعل هذا وأكثر على مر التاريخ . هذا شعب يمنحك رداءه بكلمة طيبة , ويشهر سلاحه في وجه متحديه بكلمة خبيثة , وهو شعب لا يأبه لو حتى جاع في سبيل رفعة وسلامة الوطن بكل مكوناته.
ما سبق من سجايا شعبنا وغيرها كثير , يفتح الباب واسعا جدا لراسمي السياسات وصناع القرارات ومتخذي الإجراءات , للتفكير مليا في إنتهاج خطط وأساليب وطنية مختلفة في إدارة الدولة , وعلى نحو يكفل تفاعل الشعب معها ودعمه لها كي ينهض الأردن حقا وكما نتمنى ونريد جميعنا مواطنين وحاكمين .
لديكم شعب ليس كمثله شعب في وفائه وتضحياته وصبره وحبه لوطنه ولقيادته وجاهزيته الفطرية للتضحية الحقيقية لا المدعاة , وهو جوهرة يجب إستثمارها من أجل وطن أجمل وأنبل وأقوى في مواجهة الظلمة والأشرار, مهما تجبروا ومهما توهموا أنفسهم أقوى ومهما إمتلكوا من مقدرات .
نسأل الله جل في علاه السلامة لبلدنا ولسائر البشرية , وأن لا يطول أمد الأزمة , والتي أرى فيها ' رب ضارة نافعة ' , فلنوظفها للمراجعة الجادة بعد أن كشفت لنا جميعنا الكثير الكثير .
ختاما , إن مع العسر يسرا . وإشتدي أزمة تنفرجي . ودعوة لسائر شعبنا للتقيد بالتعليمات الرسمية ونبذ الشائعات الهدامة والمغرضة . وصولا لأردن جديد ذي نهج وطني جديد أقوى بعون الله . وهو وحده سبحانه من وراء قصدي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012