أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


قصة نجاح بلدنا

بقلم : حمادة فراعنة
19-04-2020 04:28 AM

ليس صدفة، نجاح بلدنا في مواجهة الكورونا، ومكافحته، ليس ضربة حظ، أو بتدخل قوى خفية حمته، وحافظت عليه، هي إجراءات مسبقة واستدراك عملي، إحساس بالمسؤولية وتوزيع المهام.

هي ثقة بالنفس، وبالمؤسسة، وبالأردنيين المُراد حمايتهم من الأذى، وهم الذين تقبلوا الإجراءات ونفذوها بوعي وعن طيب خاطر، بعد أن أدركوا الخطر وتحسسوا الأذى، أو مُرغمين تحت سقف القانون لمن يجهل الخطر، أو من يتردد، أو راكب رأسه عن جهالة متخلفة، أو متعمدة.

هي حالة تناغم بين:1- مؤسسات رأس الدولة وخلية الأزمة والحكومة والأداء التنفيذي من قبل الجيش والأجهزة الأمنية من طرف والجهاز الطبي من طرف آخر، 2- وبين شعبنا بكل فئاته وشرائحه على امتداد محافظاته وريفه وبواديه ومدنه ومخيماته، أعطى النتيجة المطلوبة بأقل الخسائر البشرية: عدد محدود من المصابين لا يتجاوز المئات الخمسة إلى الآن، وعدد محدود جداً لا يتجاوز العشرة من الوفيات.

هي أرقام نتباهى بها أمام العالم، من البلدان الثرية والقوية، من المتمكنة والمتقدمة، هذا ليس صدفة، ليست ضربة حظ، فقد داهم الفيروس القارات والقوميات والديانات والمذاهب، عابر للحدود، بل هي إجراءات وقرارات تمت بوعي وتدقيق وتمحيص عبر هذا التناغم بين الإدارة والمواطنين، رغم أن هنالك من لا يريد أن يفهم، لا يريد أن يستوعب، راكب موجة الفهم فوق كل الأردنيين، والادعاء الباطل أنه هو وليس غيره من يصلح للواجهة والوظيفة القيادية.

لقد نجحنا أو كدنا، ومازلنا على الطريق لمكافحة فيروس الكورونا، وانتقلنا للعمل في مواجهة تداعياته، قبل أن يرحل، لأنه مازال كامناً لدى حواضن مُراقبة، أو حواضن كامنة، ولكننا تجاوزنا الأصعب وقللنا من المفاجآت، ليبدأ العمل الصعب الذي يحتاج للإدارة والتفهم وسعة الصدر، نحتاج خلية أزمة لمواجهة التداعيات المتمثلة بفيروس الفقر والحاجة، والآثار الاقتصادية، والاحتياجات الضرورية، وقد بدأ العمل الجدي عبر عناوين مهمة هي :

أولاً: التبرعات من القطاع الخاص ومن المتمكنين والأثرياء، ومن الناجحين الفالحين.

ثانياً: من ضبط المصروفات الحكومية ما أمكن.

ثالثاً: من توزيع المسؤولية الاجتماعية على الموظفين بفرض ضريبة معنوية أخلاقية وطنية على الرواتب بدءاً من رئيس الوزراء، مروراً بالوزراء ومن في صفهم، إلى الأقل دخلاً على أن لا يُصيب أصحاب الدخول المتدنية، وذلك بتوزيع الموظفين على ثلاث شرائح تقريباً وكل شريحة عليها التزامات خصم، هي باختصار توزيع المسؤولية وتعزيز الشراكة.

أما العنوان الرابع فهذا سيعتمد على الدول المانحة والثرية، وبدأ العمل باجتماعات مجموعة العشرين، والدول السبعة الأكثر ثراء، واجتماعات الدول الخمس دائمة العضوية، بفرض هدنة سياسية ووقف إطلاق النار لدى البؤر الساخنة وهي خطوات تستهدف دعم وإسناد الدول والشعوب الفقيرة ووفق التزاماتها نحو شطب ديونها أو تأجيل تسديد قروضها، وهذا يحتاج لنشاط دبلوماسي مكثف.

معركتنا الوطنية ضد الفقر والحاجة، لصالح عمال المياومة، ومحددوي الدخل وموظفي القطاع الخاص من المتضررين، لا تقل أهمية وخطورة ووعياً بضرورة معالجة تداعيات الفيروس وما سببه من كوارث على حياة الأردنيين بسبب تعطل العمل ومنع التحرك، ولهذا نحتاج لأعلى درجات الإحساس بالمسؤولية نحو بعضنا البعض، لنواصل معركة الانتصار على الفيروس: فيروس الكورونا أولاً وفيروس الفقر والحاجة ثانياً، ولنبدأ خطوات الانتصار... وسننتصر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012