أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


صحفي

بقلم : فارس الحباشنة
04-07-2020 05:12 AM

صديقة على الفيسبوك قالت لي : لماذا لا تفكر مرة واحدة، ولو ليوم واحد أن تلعب دور القارئ والمتابع، والمواطن العادي لا صحفي. ولتحكم وتقيس الامور والاشياء والاحداث الجارية من هذه الزاوية.

اودعت «سري الصحفي» في صندوق اسود رميته في خزانة الملابس. وخرجت من منزلي، دون قلم ودفتر، واوراق بيضاء، وعطلت مجسات وحواس الصحفي البريء. امضيت يومي جالسا أتمعن وانظر، وابصر للعالم من حولي، اسمع اخبارا واقرأ صحفا، واتابع تلفزيونا واذاعات، وابتعدت حتى عن ابداء رأي بسيط وعابر كمواطن عادي لا صحفي. ومر النهار، وغابت الشمس، وجاء الليل، ولم اعرف أني لست ذلك الانسان.

مرت تجربة اليوم، ولأن حاملة النصيحة والداعية اليها صديقة انجبرت على الاصغاء والاذعان لها. فلو كان طرفا ثانيا او سلطة ما ، ومهما كان جبروتها واستبدادها، فسأرفض عرضها بشدة، ومهما كانت الضغوط والمغريات معا.ولكن الصديقات الجميلات الجريئات نصحائهن وكلامهن اوامر من الواجب الانصياع له.

كيف مر اليوم؟ بلا شك فانه يختلف عن كل الايام، ويوم غير مسبوق. سألتني فيما بعد، كيف كانت التجربة، وهل تنصح بتكرارها ؟ وذكرتها بسؤال قديم دائما تكرره ايهما اطيب وازكى طبخي ام طبخ المطعم ؟ فاجاملها، كاذبا، بان طبخها دائما هو الاطيب والازكى ولا مجال للمقارنة، انها بارعة وفنانة بالطبخ، وابتكار اصناف طهي، واعداد الطعام.

مر اليوم، وعشت يوما لست صحفيا. وفي اليوم التالي وجدت صعوبة لاكتشاف ذاتي. حواس الصحافة تعطلت لاربع عشرين وساعة «يوم كامل»، لربما لم تغادرني وانا نائم. ولكن ما تحصلت عليه أني اعجز عن العيش دون صحافة. في الصباح نفضت خزانة الملابس، واخرجت صندوقي الاسود لاستعيد الحياة.

وما بلغني من ملاك الصحافة أن ثمة شيطان، كشيطان الشعراء يسكن في رأس الصحفي. شيطان وليس ملاك، ولو سكن رأسك ملاك، فاكسر قلمك، وانسى مهنة الصحافة، وابحث عن عمل ثان.

وجدت نفسي من الصعب أن اعيش غير صحفي، ومهما كانت الاسباب والظروف. فليس الشاعر مجنونا بالحرف والكلمة والسرد، انما الصحفي اكثر تعلقا بجنونها وشيطانها ! ومن اغراءاته الفكرة من الزملاء، فليجربها يعشها، ولكن يعرف بالاول أين يخبئ شيطان صحافته، فهذا هو السر.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012