15-03-2012 08:27 AM
كل الاردن -
د.سامح ابوشنب
عندما يقترب حلول شهر نيسان من كل عام, نبدأ بتقليب صفحات الذاكرة لنفتح أبواب الذكريات, وهذا ما جعلني اليوم أدقق النظر في الازمة التي تواجهنا هذه الايام لاعود الى ما قبل عشرين عاماً عندما انهار الدينار نتيجية لسياسات حكومية في غياب الديموقراطية, وصل فيها احتياطيات البنك المركزي في 31 ديسمبر 1989 الى صفر(كما ورد في مقالة في صحيفة الرأي للدكتور فهد الفانك "قوة الدينار") والذي ادي الى انخفاض قيمة الدينار الى النصف مقارنه بالعملات الرئيسية وارتفاع الاسعار بنسبة تجاوزت 100%. وتحمل هذه النتيجة الموطن .
وفي عام 1990م وبسبب احتلال الكويت وعودة مئات الآف المغتربيين الى الاردن مما ادى الى ارتفاع في الاسعار والجمل اقصد المواطن من يتحمل. قي عام 1994م ونتيجة لارتفاع المديونية وعجز الموزنة الاردنية وبناءً على برنامج التصحيح الاقتصادي, الذي فرضه صندوق الدولي قامت الحكومة بفرض ضريبة مبيعات بنسبة 7% ومن ثم عدلت الى 13% وعدلت لاحقاً مرة ثالثة الى 16% والموطن من يتحمل .
وفي عام 1996 م جاءت حكومة الكباريتي (الدفع قبل الرفع) لتزيد الطين بلة برفع الدعم عن عديد من المواد الاساسية المواطن من يتحمل. وفي عام 2003م ونتيجة لاحتلال العراق وقدوم ملايين العراقيين الى الاردن ومن ثم ارتفاع اسعار البترول عالمياً ادى ذلك الى ارتفاع الاسعار وخصوصاً اسعار الشقق والمواطن من يتحمل .
في هذا الاثناء(مابعد 1999) طبق النهج الليبرالي الجديد في الاردن ( والذي طبق في بريطانيا وامريكا ابان حكومة تاتشر ريغن, والذي نتج عنه افلاس اكثر من الف بنك 1984 م في الولايات المتحدة), والنهج الليبرالى سالف الذكر ادى الى خصخصة مؤسسات
الوطن وبيع ميناءها الوحيد وبيع اراضي الوطن ونهب مئات الملايين من اصحاب هذا النهج الفاشل, وتحرير اسعار المحروقات حيث تضاعفت اسعارها وانسحب ذلك على باقي اسعار السلع والخدمات والمواطن جمل(جبل) المحامل.
حتى عندما يتحدث المواطن عن الفساد يتهم بأنه يلحق ضرراً بسمعة البلد وسيرته ويهدم في اساساته وجدرانه وينخره بالاشاعات والتشكيك ويتسسب بهرب الاستثمارت التي تأتي بالمليارات, فلابد أن تتحمل كل ماجره عليك الفاسدبن وبصمت,
الله اكبر, من يطالب بالاصلاح واعادة مانهب من ثرواة الوطن ويطالبون بالعمل والعدالة (كالحرار الطفيلة) هولاء يشوهون سمعة البلد وينكرون انجازاته ويسببون هروب الاستثمارات, وماذا تعنيهم الاستثمارات ماداموا لايجدون العمل ولقمة العيش والحياة الكريمة, هولاء يودعون في السجون بتهمة اطالة اللسان, أما اصحاب اليد الطولى على مقدرات الوطن وثرواته (من ينهب ويقبض العمولات ويسمسر على الاستثمارات) فهم طلقاء واصحاب معالى وسعادة ولهم صدر البلد.
ماهي فائدة الاستثمارا ت إن لم تنعكس على حياة المواطن في كل مناطق الاردن ريفها وبواديها قبل حضرها توظيفاً وتنمية لهذة المناطق؟ ماذا يعني الموطن المليارات من الاستثمارات اذا لم يجد ما يُطعم أبناءه؟ او يدفع قسط دراستهم؟ ماذا تعنية الاستثمارات إن لم يجد عملاً؟. يا من تدافعون عن حقبة الفساد دعوا المواطن وشأنه , فمن ينتفظ ضد الفساد والمفسدين , هو من يحمي الوطن ويدافع عنه بروحه ودمه.
لله درك ياشعب الاردن العظيم لقد تحملت ما تنوء الجبال بحمله.
ameh_abushanab@yahoo.com