تصدر الأردن المشاركات العربية في الدورة الحادية والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال, الذي يبدأ فعالياته خلال الفترة من 23 وحتى 30 آذار الجاري, وبمشاركة 32 دولة عربية وأجنبية تقدمت حتى الآن بأكثر من 53 فيلما .. وأكدت إدارة المهرجان أن هناك 6 دول عربية تشارك في الدورة الحادية والعشرين وهي الأردن, السعودية, تونس, مصر, الجزائر, فلسطين, ويعد الأردن أكثر الدول العربية مشاركة في الدورة بـ  6 أفلام, وتأتي مصر في المرتبة الثانية من حيث عدد الأفلام المشاركة, والسعودية وتونس في المرتبة الثالثة, بفيلمين لكل دولة.
الأفلام الأردنية تدور أحداثها حول ثورات الربيع العربي في مصر وتونس, وصراع القوى والتيارات السياسية التي تبحث عن المكاسب السياسية بعد الثورات, واتساع مساحة الجدل والخلافات بينها من أجل المصالح الضيقة دون مراعاة لمصلحة الوطن أو أهداف الثوار, وبرؤية سينمائية تحكي للأطفال قصص ميادين الثورات, وهل حققت تطلعاتها وأهدافها, وتمزج غالبية الأفلام بين الرمزية البسيطة والإسقاطات السياسية, لطرح الفكرة ورسالة الفيلم, خاصة الأفلام التي تناولت الثورات التي شهدتها المنطقة العربية وأسقطت رؤوس الأنظمة الحاكمة وأزاحت رموزه ورجاله, ورفعت مطالب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
تدور أحداث فيلم 'كش مات' حول قصة الثورة المصرية في ميدان التحرير, ومطالب الشعب المصري برحيل مبارك وإسقاط نظامه, رغم مناورات ومحاولات الالتفاف حول مطالب الثوار, وحتى وجد رأس النظام نفسه أمام خيار التنحي .. والفيلم يحكي قصة الثورة في صورة لعبة الشطرنج وسقوط آخر محاولات رأس النظام!! وفي فيلم 'تونس: الطريق إلى الديمقراطية ' يقدم المخرج أشرف حمدي رؤية موجزة ومبسطة لمراحل انفجار الثورة التونسية وحتى هروب الرئيس زين العابدين بن علي !! وعن أحداث ووقائع ما بعد ثورات الربيع العربي وما تشهده الساحة العربية في أجواء ومناخ الواقع الجديد, يقدم المخرج, أشرف مجدي, صورة للصراع بين القوى والتيارات السياسية, وانفجار الخلافات فيما بينها, مما يدفع بمصالح الوطن إلى الهامش, ودون توافق على هدف واحد, ومن خلال فيلم 'رد دجاجتي' حيث تتصدر المصالح الحزبية والمذهبية والسياسية مطامع التيارات السياسية.
ويعرض المخرج طارق الريماوي, صورة مزدحمة بمشاعر الخوف والقلق والألم, من فقدان الأمن والأمان وغياب المستقبل وراء سحب الحروب والنزاعات الدموية, في فيلم 'مفقود' من خلال قصة طفل يعيش في منطقة تشتعل بألسنة نيران الحروب ورصاصات المليشيات التي تمزق الوطن, وبين جثث الضحايا وانشطار الوطن يبحث الطفل عن المفقود, عن حياته الآمنة التي كان يعيشها في الماضي!! أما الملهاة المأساة الأقرب إلى الطرائف في حياة الإنسان, يقدمها المخرج أشرف مجدي في فيلمه الثاني 'في الطابور' ويحكي قصة حياة الإنسان ومعاناته للبحث عن مكان في الإنتظار, حيث يظل طوال حياته واقفا في الطابور وحتى بعد وفاته!! .
وتشارك فلسطين في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال بفيلم 'صامت' للمخرج مؤيد عليان, وتدور أحداث الفيلم حول الطفل 'شادي' الذي يصاب بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة والده, وتحاول صديقته 'ديما' إخراجه من هذه الحال, وتستشير 'ديما' الجدة التي تنصحها بالذهاب إلى دير مار إلياس في مدينتهم القدس لطلب المساعدة.