أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ربيحات يرثي محي الدين: وداعا ايها المعلم

بقلم : د.صبري الربيحات
28-11-2020 05:46 PM

لا لم يكن نصوح محي الدين مرزوقة ضابطا عاديا ولا قائدا عابرا ساقته الاقدمية والظروف ليتولى قيادة عشرات المواقع والتشكيلات الشرطية والامنية في الاوقات التي كانت النزاهة عنوانا للعمل والاخطاء لا مكان لها في سجل من يود السير قدما في اكثر ميادين العمل العام قربا من الناس وانصافا لمن قد يقع عليه الظلم او يشكو من الجور.

لنصوح محي الدين ملامح تمتزج فيها الجدية مع الطيبة والحرص مع الحلم ونظرة التسامح مع رغبة السؤال،. كيف لا وهو من اوائل المرشحين الذين انهوا تدريبهم في خمسينيات القرن الماضي قبل ان يتتلمذ على يد احد اهم ضباط المباحث الانجليز ويتعلم منه سجايا المحقق وسمت الباحث الذي لا يتوقف عن السؤال حتى تستقيم له الاجابة.

كنت محظوظا ان احاطني العقيد نصوح محي الدين برعايته واهتمامه فقد التحقت بقوة الامن العام في صيف عام ١٩٧٧ وارسلت الى كلية الشرطة الملكية التي كان يرحمه الله مديرها...

بالرغم اني مجند لحساب البحث الاجتماعي الا ان المرحوم توسم فيا خيرا واوصى بابقائي على مرتب الكلية مدربا لتنطلق رحلتي في التدريب والعمل الشرطي والاكاديمي بامرة اكثر القادة الذين عرفتهم تفانيا وتكريسا واخلاصا للعمل.

خلال العقود التي عرفت فيها الباشا في العمل كنت على يقين بانه يختار الاشخاص ويضعهم في المواقع التي يصلحون لها فلم اذكر يوما انه حرم شخص من فرصة يستحقها او اعطى لاحدهم امتيازا لاعتبار خارج عن سياق المصلحة العامة.

لقد كان نصوح مثل رفاقه الاوائل يزهو بالانجاز ويسعد لشيوع الامن ويجسد صورة الرجل الذي لا يشغله شي غير الهم العام.

منذ سنوات وانا اشعر بفراغ كبير تتسع رقعته مع رحيل كل واحد من صناع محيطنا الذي احببناه واليوم اشعر ووسط ضوضاء الموت واختلاط الحابل بالنابل اننا نفقد رجلا من الرجال الذين حرسوا ضمائرنا وصانوا حقوقنا وعمقوا يقيننا بقدرة الانسان المخلص على احداث الفرق في كل شيء

الرحمة لروحك والعزاء لاسرتك ولنا وللوطن.... فقد كنت حاضرا في قلوب الالاف ممن تتلمذوا على يديك او طرقوا باب عدلك وحكمتك او استشفوا صدق انسانيتك... وداعا يا ابا عصام.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012