أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الملك: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بمجزرة جديدة وتوسيع دائرة الصراع بالإقليم الفراية: المراكز الحدودية بحاجة لتحديث أجهزتها منعا لتهريب المخدرات التربية تتيح أرقام الجلوس لطلبة توجيهي الدورة الصيفية - رابط حماس تقدم المزيد من تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار لقاء مرتقب بين الملك وبايدن فرح ورصاص بالهواء في غزة ابتهاجا بموافقة حماس على الهدنة تل أبيب: المقترح الذي وافقت عليه حماس "مصري" وغير مقبول إسرائيليا خليها تقاقي .. حملة لمقاطعة الدواجن في الاردن "حماس" تبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في غزة تزايد إقبال المرضى والمراجعين على المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار الحنيفات: تسهيلات للاستثمار في المدينة الزراعية السياحية التراثية بجرش وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية حماس: الهجوم على رفح لن يكون نزهة لجنود الاحتلال الفريق الوزاري يلتقي تنفيذيي عجلون
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


في ذكرى عام على انهيار الحراك
27-03-2012 08:29 AM
كل الاردن -

alt


 حسن بلال التل
 

 مرت بنا قبل أيام ذكرى اعتصام حركة 24 آذار، أول عمل تصعيدي من قبل ما صار يعرف بـ"الحراك"، والذي تتزعمه وتسوقه الحركة الإسلامية في الأردن.
 
 حركة 24 آذار التي بدأها شابان يساريان بصفحة فيسبوك تحمل ذات الاسم، وابتلعها الإخوان المسلمون بسرعة رهيبة، كانت ومنذ الإعلان عنها تشكل هاجسا مقلقا وحقيقيا للدولة، ولم يساعد في تخفيف حدة هذا القلق ما ظهر أولا في يوم الاعتصام قبل عام من تسجيلات لأفراد مشاركين في الاعتصام -الذي أريد له أن يكون مفتوحا-، وهم يهددون الدولة ورموزها، ثم ما تبعه من استنساخ ساذج لميدان التحرير، بإنشاء "مستشفى الدوار"، وحمل المكانس وأكياس النفايات منذ الدقائق الأولى للتجمع، ما أدى إلى الإنقلاب الشعبي على الحراك والحركة، أثناء وبعد الاعتصام.
 
 بالطبع أُتهم بأنني (عدو الإصلاح والشعب) لمجرد أنني أتجرأ على انتقاد هذه البقرة المقدسة التي تعرف باسم الحراك الشعبي، فيما في واقع الحال كنت وما زلت من أشد المؤمنين بمعظم ما يطالب به الحراك، ومن أكثر الشاعرين بضرورته، وخاصة فيما يتعلق بالهمّ الاقتصادي، فلست من أصحاب المناصب العليا ولا الرواتب الخيالية ولا حملة الجنسيات الغربية، وأعيش (شهر مكسور وشهر مجبور)، لكنني في الوقت ذاته أرفض ما آل إليه الحراك المطالب بالإصلاح ودولة القانون، من فساد وعدم احترام لأي وكل قانون، لا بل والمفاخرة حد التبجح بذلك؛ بحيث أصبح لا يختلف عن من يناهضهم.
 
 في يوم الذكرى وبعد أسابيع من بيانات المعارضة والحراك عن استعدادات كبيرة "للإحتفالية"، كانت النتيجة استنفارا شعبيا رسميا عاما، استعدادا لتقاطر آلاف مؤلفة من النشطاء إلى دوار الداخلية والساحة المجاورة له، وبعد تقاطر الصحفيين وتجمهر المتفرجين، وسط حضور أمني قارب الـ500 فرد من رجال الدرك والأمن العام بوجود كبرى قيادات هذه الأجهزة، وصل أول فوج من المتظاهرين، وكان أقل من 50 شخصا تجمعوا كلهم تحت الجزء المقابل لموقف سرفيس العبدلي من جسر الداخلية، وكانت النكتة الحقيقية أن عدد الصحفيين من مندوبين، ومديري ورؤساء تحرير، ومصورين، وحتى نقيب صحفيين سابق، أكبر بقدر لا بأس به من المتظاهرين، وبعد ساعة من الهتافات المشتتة، والشعارات الضائعة بين تيارات المشاركين، دب الملل في أوساط الزملاء والمتفرجين وانسحب عدد لا بأس به منهم.
 
 المفاجأة جاءت بعد أكثر من ساعة بوصول ما أسماه زميل خفيف الظل، (إلتفاف للإخوان من خلف الجبل)، حيث وقرابة السابعة إلا ثلثا بوغت الحضور بوصول مسيرة إخوانية تتكون من قرابة 150 شابا وفتاة، دخلوا حرم الدوار مكبرين ورافعين أصواتهم بقراءة الفاتحة، ليصبح عدد المتظاهرين نحو 200 متظاهر احتوتهم ذات النقطة، لكن للأسف عدا عن بعض التنظيم الذي ساد أثناء إلقاء الخطابات كانت الفوضى سيد الموقف إلى حد دفع بذات المتظاهرين إلى المناداة ببعضهم للوقوف في صفوف منتظمة، لكن (لا حياة لمن تنادي)، وبقي الحال على ما هو عليه إلى حين انفضاض التظاهرة في الموعد المتفق عليه مع الأمن وفق ما أعلن عبر مكبرات الصوت.
 
 بعيدا عن ما تبع التظاهرة من (مفاقعة) وتهويل للأعداد والتنظيم أبسط ما يدحضه رؤية المساحة التي تجمع فيها المتظاهرون، فقد رأيت فيما جرى دليلا جديدا على مسألة آمنت بها منذ 24 آذار 2011، وهي أن كل ما بناه الحراك قبل 24 آذار انهار يوم 24 آذار، وانتقلت الدولة (أو ما يسميه الحراك بالنظام) من وضع القلق والتوجس إلى وضع الراحة واللامبالاة، ويكفي استعراض حزمة الاجراءات والقوانين التي تمت قبل هذا التاريخ وبعده لتؤكد هذا التراجع كما ونوعا، بل يرى العديدون أن كثيرا من الإصلاحات والتغييرات التي جاءت بعد هذا التاريخ، لا يزيد دور الحراك فيها عن 10 أو 20 بالمئة فيما يرجع الباقي إلى الضغط الناجم عن الوضع الدولي والإقليمي، والذي غدا تحصيل حاصل، في الاردن وغيره من الدول.
 
 بالنتيجة، بعد مرور عام على تفسخ وانهيار الدور الحقيقي والمؤثر للحراك الشعبي الأردني، بلجوئه إلى التصعيد، الذي افقده الشرعية والشعبية أولا، ثم بتشتته بين مئات من الفرق والهيئات والتجمعات والحراكات، الذي أفقده الزخم ثانيا، ورغم ما يجده "الناشطون"، من تسلية وظهور إعلامي يملأ وقت فراغهم ويداعب غرورهم، فللأسف لا خاسر حقيقي إلا الوطن والمواطنين الذين علقوا كل آمالهم بغد أفضل على 100 شاب وشايب نزلوا إلى الشارع بلا دعوة ولا تنظيم قبل 15 شهرا، ليأتي بعدها بضع مئات أخرى من شباب وشيّاب فيغتالوا هذا الحلم لأجل غدهم هم الأفضل أو الأشهر!!.

 

  hsntall@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012