أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بدء العمل بمركز جمرك التجارة الإلكترونية مطلع أيلول الجمارك: تسهيلات للمسافرين عبر المراكز الحدودية بغض النظر عن مدة الإقامة مهم من التعليم العالي لطلبة رفع المعدل للشهادات العربية والأجنبية بلينكن: أول شحنة مساعدات تغادر من الأردن لغزة عبر إيريز أورنج خلوي تحصل على تمويل من البنك العربي بقيمة 30 مليون دينار لسداد مستحقات رسوم ترددات الأمير الحسن يؤكد أهمية إشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار الملك: ضرورة تطوير صادرات الفوسفات لتشمل منتجات من الصناعات التحويلية تحويلات مرورية على الطريق الواصل من إشارة (سايبر ستي) باتجاه الرمثا انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 22% خلال 2023 قرارات مجلس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الملك يؤكد لـ بلينكن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر أيار بقيمة صفر الحكومة ترفع أسعار "البنزين 90" 20 فلسا و"البنزين 95" 25 فلسا والديزل 5 فلسات القبض على 4 متسللين حاولوا اجتياز الحدود من سوريا القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور
بحث
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


الحقيقة والنار ..بلاد تحت الشمس ! محمد البدارين

بقلم : محمد البدارين
04-02-2021 11:40 PM

ظن عبد السلام المجالي ، ثم لم يظن ، انه ( كفّن الوطن البديل ) حين وقع معاهدة وادي عربة ، لكننا لم نكن نظن مثله في الحالتين ، ولم نلتهم ، ايضا ، طُعم عدنان أبوعوده حول (وجود ثلاثة اشخاص وكرسيين فقط في هذه المنطقة الممتدة بين البحر والصحراء) فنحن نؤمن ايمانا مكتملا وصارما بذاتنا الوطنية الراسخة ، ولا تساورنا اية شكوك حول حقيقة وجودنا في بلادنا .
ففي الاردن البعيد خصوصا لم ينشغل اهل هذه البلاد في تكويم الحجارة بعضها فوق بعض بعلو شاهق ، لاثبات وجودهم او تخليدا لملوكهم الذين يستعبدونهم ، ولا من اجل بناء حديقة معلقة او ضريح ضخم لعيون زوجة اوعشيقة ، فعرق الناس وتعبهم كان عندنا دائما اغلى من ان يضيع في مثل هذه الرغبات غير الناضجة وغير المجدية نفعا.
ورغم اننا نمتلك ارثا تاريخيا عميقا في (عين غزال ) يعود الى عشرة الاف سنة تقريبا ، الا اننا لسنا في شك بوجودنا لكي نصاب بعقدة البحث عن القطع الاثرية القديمة او تزويرها لتزييف التاريخ لكي نثبت اننا كنا هنا في يوم ما ، ونبرر على هذا الاساس الزائف احتلال ارض الاخرين وطردهم منها ، وعلى العموم ، لسنا من المصابين بداء ادعاء الانتساب للامم الغابرة ، بسند او بدون سند ، بهدف تضخيم الذات والتقليل من شأن الاخر.
فلست اردنيا حقيقيا اذا ساورك اي شك في حقيقة وجودك في بلادك ، ورحت تبحث عن دليل تثبت فيه وجودك ، وسيصح فيك قول الشاعر( وليس يصح في الافهام شيء اذا احتاج النهار الى دليل ) فحين تكون اردنيا مؤمنا بأردنيتك ، فانك لا تبالي بأقوال قادة الصهاينة المتطرفين الذين يزعمون ان هذه البلاد كلها من البحر الى الصحراء هي ارض اسرائيل ، وان الانتداب البريطاني اقتطع اربعة اخماسها ظلما لاقامة دولة شرقي النهر لاسباب واعتبارات بريطانية.
لا تبالي انت طبعا ، لانك تعرف ان اولئك الصهاينة المتطرفين مصابون بالعمى الايدلوجي المرتكز الى عقيدة دينية متعصبة ، استكشفها واستكشف اضرارها ، المفكر الامريكي ميلتون روكش ، وانت ايضا تعرف بالتجربة الميدانية منذ مائة عام على الاقل ، بان صاحب هذا النوع من الايدلوجيا العمياء لا ينفع معه اي نقاش علمي ، بل يحتاج للضرب على مكان ما لكي يستعيد وعيه ويدرك علاقته بالعالم الحقيقي.
وتعرف انت ايضا ان السماء ليست ملكا لأحد ولا ترتبط بعلاقة نسب مع اي جماعة من البشر ، وتعرف ان الله سبحانه وتعالى يحب المحسنين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بدافع الايمان والتقوى ، وتدرك ان من يبحث عن صلة قربى مع الله لكي ينافس بها الاخرين ، فان طريقه لذلك التقوى ولا شيء غير التقوى ، اما عالمنا الدنيوي الذي نعرفه اليوم فانه لا مكان فيه الا للقانون الدولي المعتمد من قبل كل الاسرة البشرية ، ولا مكان فيه لمزاعم التفوق الديني او اي تصنيف اخر للبشر تبعا للعرق او الجنس او الرائحة ولا حتى تبعا للقوة ، فأي قوي مغرور تسول له نفسه التنمر على الاخرين ، يحق للمتضرر منه ان يدافع عن نفسه بكل الوسائل ، وسيجد العالم كله معه ، حتى لو بدا الامر انتقائيا احيانا من قبل بعض الحكومات وليس الشعوب المفطورة على الحق.
و علينا الآن أن نذكر نتنياهو ، من جديد ، بأن الاردن هو الاردن وان فلسطين هي فلسطين ويستحسن تذكيره ايضا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٥٢ الذي يعتبر جميع الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الوضع القانوني للقدس لاغية ، وهو القرار الذي لم تعارضه حتى الولايات المتحدة الأمريكية حليفة اسرائيل ، و عليه أن يتذكر أن هذا القرار قدمت مشروعه في حينه دولتان اسلاميتان هما الباكستان الاسيوية و السنغال الافريقية ، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم و لا للعرب وحدهم بل لكل المسلمين في هذا العالم ، وقرارات مجلس الأمن لا تسقط بالتقادم ولا تعلو فوقها أية قرارات او إتفاقيات.
و علينا أن نذكر عدنان أبو عودة ، ايضا ، بأن أرض فلسطين لا تمتد حتى خط سكة حديد الحجاز شرقاً، و عليه أن يعلم أن كل تلاميذ المدارس يعرفون إتفاقية سايكس-بيكو الإستعمارية التي قسمت بلادنا العربية هذه القسمة القائمة حتى الآن ، وهو يتذكر بالتأكيد أنه كان مستشاراً كبيراً لملكين أردنيين يستمدان شرعيتهما من الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي ، التي يكتشف هو مؤخراً بأنها مجرد حركةٍ للبدو، و إذا كان معاليه يريد أن يسخر بهدف التشويق واجتذاب المستمعين فعليه أن يدرك أن الأردن ليس مادةً مناسبةً لذلك ، و إن بدت له الأمور كذلك ، فالصحراء الأردنية تشبه ذلك البحر في جميع أحواله ، فالناس على طرف الصحراء في الزرقاء مثل إخوانهم على ساحل البحر في عكّا،لا يخافون من الموج أبداً ، و ربما يكون من المفيد لو أن السيد أبوعودة يقدم للناس نسخةً عربيةً عن كتابه (الأردنيون و الفلسطينيون) لكي يقول لنا بالعربي الفصيح ماذا يريد؟! أو بشكلٍ أدق ماذا يريد روبرت ساتلوف.
لا شيء مما ذكر يخيفنا في الأردن ، فأيامنا مشهودةٌ على كل الجبهات و المرتفعات ، فقبل أن يعبر البولندي مناحيم بيچن من حدود الاجفور في طريقه إلى فلسطين ، بحوالي مئتي عامٍ كان نمرالعدوان يذوب وجده شعراً، بالبلقاء و المشقّر و حسبان و الطافح ، و بوضحا بنت عشيرة السبيلة.

و لا يخيفنا كذلك أن يعتنق بعض العرب أو بعض الأردنيين أو بعض الفلسطينيين ، العقيدة الصهيونية المتطرفة التي يرفضها كثيرٌ من الإسرائيليين و كثيرٌ من اليهود والتي تزعم بأن الأردن جزءٌ مقتطعٌ من أرض أسرائيل ، فالشمس كانت دائماً فوق بلادنا وتعطينا بسخاء كامل حصتنا من اشعتها جيلاً فجيل ، فكنا بهذه الملامح الواضحة التي لا يراها أعمياء البصيرة والايدلوجيا ، ولهذا السبب لم يرَ بيچن أي انسان في الأردن عام ١٩٤٢ على امتداد المسافة من الرويشد إلى الشريعة ، وربما لنفس الأسباب أنكر الحبيب بورقيبة وجود الأردن والاردنيين فقرر مجلس الوزراء الأردني عام ١٩٧٣ قطع العلاقات الدبلوماسية مع تونس إحتجاجاً على تصريحاته المتصهينة تلك.
و قبل ذلك و بعده دأب كثيرون في الداخل و الخارج على التشكيك بالوجود الأردني والحديث عما يسمى الدولة الوظيفية و الكيان المصطنع ، حتى اعتدنا في الأردن على عدم الرد في كثيرٍ من الأحيان لإيماننا بأنفسنا و بحقيقة وجودنا في بلادنا التي نراها مثل الشام حسب المأثور الشعبي الأردني (كل بلادٍ على أهلها شام) و نحن في خضم هذا الجدل الممتد على مدى قرنٍ مضى لا ننسى أننا جزءٌ من وطننا العربي الكبير و نتوق مثل كل أحرار العرب أن تتحقق وحدة أمتنا و تستعيد مكانتها التي تستحقها بين الأمم.
وحتى ذلك اليوم ، فأن المملكة الأردنية الهاشمية ستظل تتصدى لأي عدوٍ ، كما فعلت مراتٍ عديدةٍ في تاريخها ، حين كان يظن من يظن أنها على وشك الإنهيار ، لكنها في كل مرة كانت تخرج من الإختبار بنتائج غير متوقعة ، لذلك فإن الأردنيين واثقون تماماً بقدرتهم على التحكم بمصيرهم ولن يدعوا أحداً مهما كانت قوته أن يعبث بمستقبلهم وأمن دولتهم و إستقرارها ، و حقوقها في أي حلٍ نهائيٍ لأزمات المنطقة ، و بالتحديد القضية الفلسطينية.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012