أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


خرافة مكافحة الفساد في الأردن
01-04-2012 08:01 AM
كل الاردن -

 

alt 
 

 الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
 
 مكافحة الفساد من أكثر المصطلحات استخداما وانتشارا في الأردن منذ بداية الربيع الأردني قبل عام ونيف تقريبا. تصريحات وإشارات جلالة الملك في كتب التكليف السامي لرؤساء الحكومات وفي مقابلاته الصحفية الداخلية والخارجية ثم تصريحات رئيس الوزراء، والوزراء، ورئيس هيئة مكافحة الفساد وغيرهم من المسؤولين تتوعد بالضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين وتطبيق العدالة والشفافية في التعيينات القيادية واختيار لأشخاص على أساس الجدارة والكفاءة.
 ما يراه عدد كبير من المواطنين على الأرض غير ما تقول الحكومة بأنها ستفعله.لا بل فأحيانا كثيرة نرى عكس ما تتعهد الحكومة بفعله وتحقيقه من شفافية مزعومة وعدالة شكلية وعلى الورق فقط . تزعم الحكومة أن تعيينات رؤساء الجامعات تتم على أساس الجدارة والكفاءة وفتح باب الترشح لهذه الوظيفة الهامة إمام المؤهلين فمن يحدد المؤهلين يا رئيس الحكومة هل هي وزيرة التعليم العالي أم مجلس التعليم العالي وهو مجلس كما يصرح كثير من خدم فيه مجلس صوري شكلي يتقن فن المصادقة وليس فن المحاورة والمناقشة لقضايا التعليم العالي وخصوصا تلك المتعلقة بتعيين رؤساء الجامعات. والسؤال الذي لا يتوفر إجابات رسمية مقنعة عليه من الذي يضع أسماء المرشحين لهكذا منصب ؟وما دورالأجهزة الأمنية في ذلك؟وهل مطلوب من المرشح لهذه الوظيفة أن يكون وكيلا أو مبلغا للأجهزة الأمنية في الجامعة؟وما دور وزيرة التعليم العالي ورغباتها وعلاقاتها الشخصية في اقتراح الأسماء التي تريدها هي وليس المصلحة العامة للجامعات؟ وهل معاليها يتوفر فيها الشروط والمعايير التي تمكنها من اختيار رؤساء جامعات من الكفاءات الوطنية ؟ ما حدث في الجامعة الأردنية من احتجاجات على تعيين رئيس الجامعة الجديد جدا، وهذا بالمناسبة مرشح للتفاقم ، يوضح بما لا يدع مجالا للشك مدى العشوائية والسقم في طريقة اختيار شخص رئيس الجامعة . الجامعة الأردنية التي مضى على إنشائها خمسون عاما وتعج بالكفاءات المشهود لها تستحق أن يعين من داخلها شخص لقيادتها وأقول هنا أنه إذا لم يتوفر شخص من داخل الجامعة لقيادتها فإن ذلك سببا كافيا لإغلاقها.
 أحد كبار المسؤولين متهم بقضايا فساد وتم احتجازه لأكثر من أسبوعين في السجن وخرج بكفالة يقيم مأدبة للملك يحضرها كبار شخصيات البلد ،ومسئول سابق يتحدث معظم الشعب الأردني عن دوره في تدمير الاقتصاد الأردني وهدر ثرواته يدعى لحضور مأدبة على شرف جلالة الملك،ومرشحين للانتخابات النيابية لم يقع عليهم خيار الناس يتم اختيارهم من قبل القيادة العليا كنواب رئيس وزراء وأعيان مما يمكن أن يفهم منه التحدي لإرادة الجماهير ومشاعرها ،ومجلس نواب منشغل في سن قوانين للحصول على جواز سفر أحمر مدى الحياة في الوقت الذي يرفض مجلس النواب تحويل قضايا شبهة فساد واضحة إلى القضاء، وأمراء يتم ترفعيهم لرتب الأستاذية من جامعات حكومية دون أن يداوم يوما واحد أو يعطي محاضره واحدة للطلبة ثم يتم تعيينهم رؤساء مجالس أمناء لجامعات على وشك الانهيار الإداري والأكاديمي.
 ما هي الرسائل التي يمكن أن يفهمها المواطنين الأردنيين وهم يرون ما يدحض ويتناقض مع ما يسمعونه بأذانهم من المسؤولين في الأردن عن مكافحة الفساد؟ الأمر محزن وأعتقد بأن احتقانات صعبة تتراكم وتهيئ الأمور لمقاومة هذا النفاق والازدواجية من قبل المسؤولين وزراء كانوا أو أعلى أو أدنى.المواطنين يدفعون كافة أنواع الضرائب والرسوم والجمارك ليقوم بعض من تم تنصيبهم أوصياء علينا وتولوا أمر وزاراتنا ومؤسساتنا ابتداءا من التعليم العالي وانتهاءا بوزارة الخارجية ليقوموا بتنفيذ أجنداتهم الشخصية والجهوية والمناطقية ضاربين بعرض الحائط بمقاصد القوانين ومهام الوظائف القيادية التي تنوء بهم من الثقل والملل وقلة الجدارة.
 الأردن ليس بأفضل أوضاعه كما تنظر علينا بعض القيادات السياسية العليا والوزراء والمسئولين فالفساد نراه كل يوم ويتكرر بتعيينات فاسدة ويشتم منها روائح المقايضة وعدم الاكتراث بمشاعر الناس والاستهانة بذكائهم .الملك بحكم موقعه مدعو إلى وقف كل هذه المسلسلات من التعيينات المشبوهة في المواقع المتقدمة إذ لم يعد ينطلي على أحد تكرار مصطلحات تدغدغ عواطف الناس مثل الشفافية وأسس الجدارة والكفاءة ومكافحة الفساد فها نحن نرى بعض أعضاء هيئة مكافحة الفساد يتمرد عليها فاضحا وشارحا لكوارث مالية حلت بالأردن نتيجة لقرارات وتصرفات بعض المسؤولين الذين لم يستطيع أحد الاقتراب منهم بسبب احتمائهم وعلاقتهم بالديوان الملكي. كثير من الأردنيون يعتقدون بضرورة تدخل الملك لحل الجوانب الإشكالية في التعيينات القيادية وذلك قبل أن ينظر إليه كجزء منها حيث أنه هو من يقوم بمعظم التعيينات القيادية ويصادق عليها بإرادة ملكية سامية.

khassawneh_anis@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-04-2012 08:25 AM

شكرا على هذا المقال الرائع ولكن.. هل تظن ان الملك وحده يملك مفاتيح الحل ؟؟ لقد كبر الفساد واستشرى لدرجة انه اوهم الشعب ان الملك ينتمي له وجزء منه .. وكذلك اوهموا ان الوصول اليهم يعني دمار البلد والاطاحة بالملك والعائلة المالكة ... ويوهمون الملك انهم الاوفى والاقدر وانهم اعمدة استقرار البلد

2) تعليق بواسطة :
01-04-2012 09:15 AM

احييك دكتور انيس لقد قلت حقا مجردا يدركه العامة والخاصه والمنتفعين والمتضررين الوطنيين والذين قلوبهم على الوطن وضمائرهم متيقظه ويستهزأ بهم وبأرائهم لابل يكذبون ويطعن بهم وبصدقهم وامانتهم ويتهم بسعيهم الى المصالح والمناصب من قبل الفاسدين والمفسدين والساعين الى الجاه والسلطه والمال بأي وسيلة ولو كانت على بالدوس على رقاب الشرفاء . لاتحزن دكتور فلن ينام على الظيم شعب فيه من امثالكم ونبتهل الى الله العزيز القدير ان يشرح الله صدر صاحب الامر ليعزم على الحزم وتغيير واقع الحال قبل فوات الاوان .

3) تعليق بواسطة :
01-04-2012 09:28 AM

الى الفاسدين المفسدين نقول ماقاله احد ابناء الأردن وردده من ورائه ابناء الحراثين :
حسناً إذاً،البلادُ مفتوحةٌ مُباحَة! فاهتبلوا الفرصةَ أيها السادة
خذوا كلّ شيء: الأرض وما فيها وما عليها! انفجار الصبا والماء والرمّان في وادي السير! والغصون والعصافير والذكريات وكُتُب غالب هلسا، ودفاتر الأشعار النبطية، وأغاني عبده موسى؛ وخذوا الريحان من شبابيك السلط، بل خذوا الشبابيك.. والسلط.. و«مصرعَ النَفْس الأبيّة!».

حسناً إذاً،لا تتورّعوا عن شيء! لا تتركوا لنا شيئاً غير الدموع..

فمن حقّنا أن نبكي!

من حقّنا أن نودّع حلمنا الوطني بالنحيب!

من حقنا أن نقبِّل قَدَميّ الأرض، قبل أن ضياعها الأخير!

من حقنا أن نغازلَ عنبَ السلط.. قبل أن يسمّمه أصحاب القصور المبنية بالدولار

من حقنا أن نحبّ هذا الأردنّ الحلو قليلاً.. قبل أن يرتقي دَرَج المقصلة!

من حقنا ـ ونحن نخسرُ بلداً ـ أن نقول:

إننا نخسر بلداً!

4) تعليق بواسطة :
01-04-2012 12:00 PM

قد قهر الفساد أحرار الأمة، فكتبت غيضا:

(افسد..فإن فسادك يحييني .. يزيح عني الهم ومن الحرام يرويني
"إهبشْ" ما استطعت اليه سبيلا .. فالافساد داء من الأمراض يشفيني
هنيئا لي ما سرقت فانه، حلال .. عليّ، من صروف الزمان يحميني
أهبشُ ما استطعت ولا أخف .. فهناك حامٍ للفساد يحميني
كأس الفساد طيبة مذاقها .. هنيئة، فاشرب ومن ذات الكأس تسقيني
تمتع بما سرقت، فانه.. بهذي البلاد لا راعٍ ولا جيم ولا سين!!)

5) تعليق بواسطة :
01-04-2012 02:06 PM

زمن الطغاة كلهم سيجيء يوم تلقهم بين الحفر
لا اهل لا حشدا يهتف لا حراسة لا خفر
لا بيت لا قصر لا زاد لا سترا يغطي عظمهم دون المطر
سيجيء يوم تلقهم يتوسلوا يا رب انا من عصاك ومن كفر
هلا نعود لنطعم المسكين من اهل الطفر
هلا نعود ونمنح مالنا ليغدوا في البلاد شعارنا خير وفر
سيقال كلا من اله خالق انتم هنا ما عاد يحميكم مفر!!!!!!!!!!!!!!

6) تعليق بواسطة :
01-04-2012 03:02 PM

زمن الطغاة وكلهم سيجيء يوم تلقهم بين الحفر
لا اهل لا حشدا يهتف لا حراسة لا خفر
لا بيت لا قصر لا زاد لا سترا يغطي عظمهم دون المطر
سيجيء يوم تلقهم يتوسلوا يا رب انا من عصاك ومن كفر
هلا نعود لنطعم المسكين من اهل الطفر
هلا نعود ونمنح مالنا ليغدوا في البلاد شعارنا خير وفر
سيقال كلا من اله خالق انتم هنا ما عاد يحميكم مفر!!!!!!!!!!!!!!

7) تعليق بواسطة :
01-04-2012 05:49 PM

صح لسانك دكتور

8) تعليق بواسطة :
02-04-2012 06:30 AM

لافظ فوك يادكتور , لقد تحدثت عما يجول في وجدان كل اردني ، الفاسدون يحمون بعضهم البعض , الفاسدون يلوذون بالديوان الملكي وهو يحميهم, والملك بحسن نية اساء اختيار بطانته فخانوا الامانة وآووا الخونة واساءوا للوطن , الخراب بدا من فوق ثم تمدد ثم ترسخ ثم اصبح هو القاعدة . ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012