أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


دبكة فوق جباه الأحرار !!
02-04-2012 08:23 AM
كل الاردن -

alt 

علي الحراسيس

 

 الدرك وُجد لحفظ الأمن وحماية المواطن والتدخل لفض اشتباك والحيلولة دون توسع نطاق اي مواجهة تحدث، دور وقائي وعلاجي ، والهدف هو التضييق والمحاصرة ، هكذا نفهم دور الدرك ورجال الأمن ، ولا دور سياسي يذكر او يناط به في اي دولة تستخدم مثل تلك القوى الأمنية الداخلية ، وبقي مثار إعجاب وتقدير الناس حتى لحظة أن وقعت بساطيرهم فوق جباه الأحرار في مشهد ادانه الناس مساء امس على الرابع !
 في بلادنا كل شيء مقلوب رأسا على عقب ، اقتصادنا مشوه ومسخّر لفئة قليلة دون الأكثرية المطلقة ، وتلك الأقلية نفسها تدفعه باتجاه الغرق أكثر ، بئر شربوا منه ولوثوه ، ثرواتنا يسهل بيعها ونهبها وتأجيرها ، الفاسد و" الحرامي " محمي بقانون ، مجلس وزراء تشغله تعيينات الأقارب والمعارف دون بقية الناس، والمبرر دوما جاهز لا يوجد كفاءات ! مجلس نواب طور نفسه دون برلمانات العالم وبات يمارس كل السلطات ، تنفيذية وقضائية وفشل في دوره التشريعي والرقابي ، يصدر صكوك البراءات والحكم المطلق بحق من ثبت تورطه وفساده ، يناضل غالبية اعضائه في سبيل تحقيق مكاسب شخصية مقابل صفقات يعقدها مع الحكومات قبل أن يغادر الصيف الحالي ، ولكل صفقة منح وامتيازات للنواب ولو على حساب خزينة شبه فارغه ، لا يوجد في العالم شعب ملّ ومقت مجلس نوابه وطالب برحيله كما هي مطالب شعبنا الملحّة الأن ، فنون وسلوك ومعايير تصدر كل ساعه لتكميم الأفواه وملاحقة الأقلام ومنع النشر وحرية الرأي، وحملات اعتقالات ومطاردات بحق من يطالب بإصلاح البلاد ، ولا ضير من قتل 5 - 10 % من اي تجمع يطالب بالإصلاح حسب تصريحات رسمية ، ويذّكروننا دوما بالحالة السورية بالرغم من اختلاف طبيعة النظام واختلاف طرق التعبير في البلدين ، ولا يتذكرون هم نتائج القرارات الأمنية هناك !
 لا حنكة ولا سياسة ولا دهاء في تطويق وحل المشكلة ، قرارات تعسفية وإجراءات أمنية تدفع بإتجاه التأزيم والمواجهة ، يحمّلوننا أطنان من المنّة والجمائل أننا نعيش في أمان واستقرار وأن المواطن يعيش بهدوء ! وكأن شعوب العالم قاطبة محرومة من الأمان والإستقرار خلا شعبنا ، فالأمن والاستقرار غاية شعبنا وهدفه وهو الأحرص على استمراره من أية جهة تدعّي مكرمتها في هذا .
 ونعود لحادث الدوار الرابع مساء السبت ، بدأت تلك القوة الأمنية تنطق وتتحدث وتتصرف بسياسه ! تطالب المعتصمين بسقوف متواضعة ، وتهدد بالرد إن ارتفعت تلك السقوف ، تحاول عبثا إستفزاز المحتشدين لأكثر من مره ، جموع الحشد الأمني يعادل خمسة أضعاف المعتصمين ، والهدف هو الاستعداد للمعركة ، تتطور الاستفزازات الى التحرش ومن ثم إنتظار الفرصة المناسبة للإنقضاض ،تأتي الفرصة من دعوة يطلقها المعتصون ، ليست أكثر من دعوة للنظام بالإصلاح، ، لم يكتفي الدرك بالهراوات والضرب ، بل اُستخدمت البساطير لتدوس رؤوس الناس ، وبدت في ردة فعلها وكأنها تنظم حلقات" دبكة " فوق وجوه من يطالب بإطلاق سراح المعتقلين ! مشهد يعيد للأذهان اعمال الشبيحة في دمشق !
 تخبط وإرباك وفوضى تحول دون اتخاذ قرار صحيح ، فان كان هناك قرارا بوقف حراك السقوف العالية ومواجهته بالقوة ، فليتخذ قرار مشابه بوقف الفاسدين بالمقابل وهم لا يزيدون عن اصابع اليد الواحده يطالب الناس بهم منذ عام ونيف حتى تنخفض تلك السقوف ! إيعاز سياسي تورط فيه رجال الدرك ، ولو استمر الإعتصام ساعة لغادر الجميع الموقع قبل ان تشق البساطير طريقها نحو وجوه ابناء وطنهم ، فهانت على قوات الدرك كرامة المواطن ، وداست البساطير وجوه المواطنين المطالبين بالاصلاح واطلاق سراح الاحرار ، وكنا نتمنى لو أن تلك البساطير داست ولو مداخل بيوت وقصور اولئك اللصوص الفاسدين لتقديمهم للقضاء طالما أنها تسعى لتوطيد الأمن وحماية المواطن من العابثين والفاسدين والمجرمين ، فشاء القدر أن تدوس تلك البساطير وجوه وافواه الكاظمين الغيض والاحرار والفقراء والمناضلين الداعين لحماية بلادهم من كل سوء ، وتقف حارسة مانعة كل سوء عن ثلة الفاسدين ليل نهار ، والنتيجه دبكة فوق رؤوس الأحرار بحجة أنهم تعدو حدود اللياقات والأصول الأردنية العفيفة والنبيلة ! متناسين متجاهلين ببيان الناطق الإعلامي ما أصاب العفيفات من اللواتي نزع حجابهن ورمين بالارض !! فأين المدافعون عن تلك اللياقات ممن نهبوا وسرقوا ثروات بلادنا ! أين هي تلك القوانين والتشريعات التي تلاحق من خرج عن القيم العفيفة وباع البلد وخان الأمانه وتآمر عليها !
 لم يكتف صاحب القرار السياسي ومن يترجم توجهاته بكل هذا ، هاهو يعد العدة من جديد ليثير في أرجاء محافظة الطفيلة وغيرها ، وفي حي الطفايلة الأن فتنة عشائرية بين ابناء البلدة ، لعله يحقق هدف وقف حراك عاهدوا الله ان لا يتوقف طالما أن الإصلاح معطل والفاسد خارج السجن ، ولا يضير صاحب القرار المرتبك والتائه في قراراته لو حصل الاشتباك و" تذابح " ابناء الحي بعضهم ببعض ، فدماء الناس باتت رخيصة ، والبيان جاهز كما العادة ، مشاجرات بين الموالاة والمعارضة !! فلعلها فرصة أخرى تمنحها الأجهزة للحراك لمضاعفة جمهوره وارتفاع سقف مطالباته ، وزيادة قناعة الناس الصامته للخروج والالتحام ومناصرة الحراك ! فمع كل هراوة تقع على رأس معتصم ينظم عشرة جدد .، ومع كل إعتقال يتضاعف العدد ، ومع كل بسطار ياكل من لحم وجوه الأحرار ينظم مائة واكثر ، فالمعادلة ليست في صالحكم ! والإحتكام للقبضة الحديدية ليس الحل بقدر ما يشير الى التخبط والأرباك الذي تعيشونه في هذه الحالة ، خاصة حين تنتشر مظاهر ارتفاع السقوف في كل بلدة وكل محافظة ، فهل سيبقى الحل هو البسطار !! وهل القرار القادم إعتقال جموع الشعب !
 يبدو أن جموع الأحرار لن تستسلم لكل تحد وفتن ومؤامرة واعتقال ، ولن يحول دون موقفها وحراكها كل تلك الإجراءات العقيمه ، ومنذ متى كانت الهراوات والقبضات الأمنية حلا لوقف مطالب الشعوب ! فماهي الجريمة التي ارتكبوها ! وهل كان الرد يحتاج لتلك الأدوات "الحضارية الراقية " في التعامل مع حراك المعتصمين السلمي ! وهل يدركون أن ارتفاع السقف والخطوط الحمراء كان وراءه ارتفاع الإجراءات الأمنية وقسوتها وفشل كل ما قيل عنه من إنجازات الاصلاج وملاحقة الفاسدين والقوانين العصرية !!
 
 aliharasees@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-04-2012 10:30 AM

اقتباس : وكنا نتمنى لو أن تلك البساطير داست ولو مداخل بيوت وقصور اولئك اللصوص الفاسدين لتقديمهم للقضاء طالما أنها تسعى لتوطيد الأمن وحماية المواطن من العابثين والفاسدين والمجرمين ، فشاء القدر أن تدوس تلك البساطير وجوه وافواه الكاظمين الغيض والاحرار والفقراء والمناضلين الداعين لحماية بلادهم من كل سوء ، وتقف حارسة مانعة كل سوء عن ثلة الفاسدين ليل نهار ... ذاك هو دور الدرك ان اراد حفظ الوطن وحقوق المواطن .. فلا تورطوه بقرارات سياسية كما فعلتم مع الجيش العربي في انتخابات البلديات !

2) تعليق بواسطة :
02-04-2012 10:40 AM

محكمة أمن الدولة توجه تهم تقويض النظام لمجموعة الشباب المطالبين بالاصلاح ! لم يحملوا سيفا ولا خناجر السلفيه ، ولم يتلقوا دعم ايران وحزب الله على طريقة تنظيم النفير المفتعله ،ولم يعتدوا على أحد ، ولم يطالبوا باسقاط نظام .ز
طالبوا بفك أسر الأحرار فقط ، غنوا للوطن وانتصروا له . فهل تلك جناية ! ام أن من يعشق الأردن صار مجرما !

3) تعليق بواسطة :
02-04-2012 01:26 PM

بلدنا هذي كلمتها في وجه الموت
لغتنا النار
والثورة سقف البيوت

4) تعليق بواسطة :
02-04-2012 02:42 PM

لايسلم الشرف الرفيع من الاذى... حتى يراق على جوانبه الدم.
هم يهددون بالدم ونحن سنقدمه بلونه الحقيقي في عيد حب الوطن.
لانه اللغة الوحيدة التي ستجتث الفاسدين وحماتهم وتعيد الوطن المسلوب,
لك التحيه.

5) تعليق بواسطة :
02-04-2012 04:00 PM

ربما كنت سأقبل المقال بما يحتويه من غمز ولمز وإتهام ومبالغة , ولكنني لن أقبل خاتمة المقال بأي حال من الأحوال !! فهذه الخاتمة تقول : - يبدو أن جموع "الأحرار " لن تستسلم لكل تحد وفتن " ومؤامرة "واعتقال ، ولن يحول دون موقفها وحراكها كل تلك الإجراءات العقيمه ، " ومنذ متى كانت " الهراوات والقبضات الأمنية " حلا لوقف مطالب الشعوب ! فماهي الجريمة التي ارتكبوها ! وهل كان الرد يحتاج لتلك الأدوات "الحضارية الراقية " في التعامل مع حراك المعتصمين السلمي ! وهل يدركون أن " ارتفاع السقف والخطوط الحمراء " "كان وراءه ارتفاع الإجراءات الأمنية وقسوتها " وفشل كل ما قيل عنه من إنجازات الاصلاج وملاحقة الفاسدين والقوانين العصرية !!
المقاطع التي وضعتُها بين مزدوجين هي التي تحتاج برأيي البسيط للمناقشة .
فأولاً : - كيف قررت ومررت وحسمت قولك " أنّ جموع الأحرار !!! فهل كلهم أحرار كما ترى؟أليس من الواجب على المحلل أنْ يرد الى ذهنه بأنّ هناك من يدفع بعضهم ويدفع لبعضهم للقيام بما قاموا به سواء في الطفيلة أو غيرها وسواء في حي الطفايلة أو غيرها ؟
وثانياً فانت تقول :- لن تستسلم جموع الأحرار لكل تحد وفتن " ومؤامرة " وأقف عند كلمة مؤامرة !! فهل ترى بان صاحب القرار السياسي - ومهما كان من تقصده - هو الذي يتآمر ؟ و على نفسه ؟
ثالثا تتساءل :- " ومنذ متى " كانت الهراوات والقبضات الأمنية " حلا لوقف مطالب الشعوب ؟فإنني أسألك بدوري نفس السؤال ولكن بطريقة أُخرى : منذ متى استعمل الأمن والدرك أُسلوب الهراوات والبساطير خلال 5000مسيرة واعتصام ؟ إلاّ بالقدر النادر واليسير ؟؟ بل أنّ معظمنا بات يخشى من تفاقم الأمور بسبب تراكمات أُسلوب الأمن الناعم والإتجاه نحو الفلتان الأمني المخيف !!

6) تعليق بواسطة :
02-04-2012 04:05 PM

ورابعاً فانت تقول متسائلاً :- وهل يدركون أنّ ارتفاع السقف والخطوط الحمراء كان وراءه ارتفاع الإجراءات الأمنية وقسوتها....الخ !! فبالله عليك أرجوك أنْ لا تقفز فوق المعلوم والمعروف للجميع وأن لا تقودنا الى حيثُ تريد . فارتفاع السقف والخطوط بكل ألوانها كان قبل اعتصام الدوار الرابع وقبل إعتصامات الشهر الماضي وقبل مسيرات الأشهر الثلاث المنصرمة وقبل اعتصام دوار الداخلية الذي تغيّر اسمه الى دوار الربـاط بجرة قلم مسمومة !! تلك السقوف يا أخ علي بدأت منذ أكثر من 9 أشهر وما يزيد , وأُذكـّر نفسي وإياكم بما رفعه زكي بني ارشيد قبل زمن بعيد وفعل مثله حمزة منصور وليث شبيلات وأحمد العويدي العبادي وتوجان فيصل وسفيان التل وغيرهم كُثر لا تحضرني اسماءهم , وينضم اليهم كل من رفع شعار إس إس ولاّ نكمل . فالذاكرة لم تشيخ بعد .
وعليه أعود لنقل إعجابي بالمقال الذي يحذر فيه أهلنا الكرام في الطفيلة من مغبة الإنجرار وراء الزائرين للطفيلة الأبية ليلاً والخارجين منها قبل الفجر بعد تمرير ما يجب تمريره من طلبات وأوامر , كما وأنصح نفسي والجميع بقراءة مقال السيد وائل الحجاج لهذا اليوم
وانصح الأردنيين بكل أطيافهم أن يقرأوا أحداث ليبيا وسوريا بقلوبهم وبصيرتهم قبل عيونهم وأفواههم ... وشكراً

7) تعليق بواسطة :
03-04-2012 02:43 AM

this site only puplish the artical that criticise who they think is not on line with thier belives.

8) تعليق بواسطة :
03-04-2012 06:09 AM

لماذا لايريد الناس ان يتوقفوا عن مظاهراتهم والمطالبة بمحاسبة الفاسدين , السبب انه مازال يلمس ان الفاسدين وهم كثر يحمون بعضهم البعض و مازالوا يسرحون ويمرحون بكل حرية وامان ولم يلمسوا نتائج عملية تشعرهم ان الحكومة والبرلمان والقضاء جادين في محاربة الفساد ,هل لان للفساد رب يحمسه ؟؟؟ ومن ربه هذا ؟ الناس لن يسكتوا ولن يملوا الاضرابات حتى يشاهدوا راي العين ان معظم الفاسدين وراء القضبان وقد استردت الاموال المنهوبة منهم .

9) تعليق بواسطة :
03-04-2012 09:24 AM

if you are so open ,why my last night comments were not puplished?

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012