|
|
|
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
في عيد الدستور.. وما زلنا ننتظر
بقلم : اسماعيل الشريف 28-03-2021 06:45 AM الصحف هي هذا الكتاب الذي لا ينتهي، مجدنا الوطني – هنري بيشر، وزير أمريكي تحتفل الدستور اليوم بعيدها الخامس والخمسين، ولكنها تضرب جذورها لأبعد من ذلك، فقد جاءت الدستور نتيجة اندماج صحيفتي المنار وفلسطين اللتين تأسستا عامي 1960و1911، لذلك فالدستور هي شاهدة العيان وحافظة تاريخ المئوية الأولى لدولتنا الفتية. كانت وما زالت هي الحصن المنيع في الدفاع عن وطننا، وواكبت أحداثا عظاما، وكتبت آلاف قصص نجاح لأبناء الوطن وقيادته، وبكت على ضياع القدس، واكتست زهوا بعد معركة الكرامة، وظلت على الوعد مستمدة عزيمتها من ملوكها في الدفاع عن الأقصى وفلسطين. هنالك من يقول بأن عصر الصحافة الورقية قد ولى للأبد، ولكن هذا غير صحيح، فقد قيل هذا من قبل إبان ظهور الراديو ثم التلفاز وبقيت الصحف، بل وكانت صحيفة الدستور الصحيفة الأكثر تأثيرا بين زميلاتها في العام الماضي، ثم إن الدراسات تجمع على أن هنالك عودة للصحافة الورقية في العالم لتمتعها بالمهنية والمصداقية العاليتين، مقابل خطاب الكراهية والكذب والتدليس الذي نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع المشبوهة. ولطالما عرف الرجال قدر الكلمة التي تصنع لهم الخلود. وفدت ابنة هرم بن سنان على عمر بن الخطاب، وهرم هو أمير وسيد بني ذيبان، الذي سعى مع الحارث بن عوف في الصلح بين عبس وذبيان، وتحملا ديات القتلى ونشرا السلام في غطفان، فمدحه الشاعر المشهور زهير بن أبي سلمى، فأغدق هرم على زهير الهبات. سأل عمر ابنة هرم، ما وهب أبوك لزهير؟ قالت: أعطاه مالاٌ وأثاثاٌ أفناه الدهر. فقال عمر: لكن ما أعطاكموه لا يُبْلِيه الدهر ولا يفنيه العصر! في صبيحة كل يوم تصدر الدستور وزميلاتها على الرغم من الشح المادي والظروف الصعبة التي تعانيها، وقد انتبهت الحكومات المتعاقبة إلى هذه المسألة ودعمت الصحافة على خجل دعما بسيطا غير مباشر، إلا أن حكومتنا الحالية أخذت على عاتقها حلا جذريا للصحافة أعلنت عنه في خطاب الموازنة، وفعلا قدمت الدراسات والأفكار، ولكن لغاية الآن لم يتخذ القرار. نأمل في عيد الدستور الخامس والخمسين أن تخرج قرارات دعم الصحافة إلى الضوء، فكل يوم تأخير يضاعف من أزمة الصحافة الورقية والعاملين فيها ويهدد بقاءها. فمع إشراقة كل صباح يتوقف ضجيج المطابع، ويعود صحفيوها وطابعوها حاملي العدد الجديد تحت الإبط يمشون باعتداد معلنين صمتا مقدسا، فقد أدوا أمانتهم وحفظوا موعدهم، ومع مغيب كل شمس تعود الحياة إلى دور الصحف. وعندما تنظر إلى خلية النحل هذه قد ترى خيال جمعة حماد وطارق مصاروة وحسن التل وإبراهيم سكجها ونبيل غزاوي وموسى العبسي وأبي خلدون، والأخوين محمود وكامل الشريف، وآخرين أخلصوا لمهنتهم فأخلصت لهم.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق