أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 أيار/مايو 2024
الأحد , 12 أيار/مايو 2024


الثورة السورية وإختلاف المصالح الدولية
03-04-2012 08:06 AM
كل الاردن -

alt 
 

نافع العطيوي ... الرياض

 

 الكثير من الشعوب العربية والعالمية والشعب السوري بالتحديد يتساءلون كثيراً لمَ طال أمد الثورة السورية إلى هذا الوقت ولمَ يقتل الشعب السوري بهذه الطريقة البربرية التي لم يشهد لها العالم مثيل على أمد التاريخ الإنساني في ضل ضمير عالمي شبه متوفى يغمض أعينه عن جرائم نظام مستبد بكل ما تعني الكلمة من إستبداد،إلى أنني أرى أن هنالك إختلافات كبيرة وعميقة جداً في الرؤى ووجهات النظر الدولية حول ثورة الشعب السوري يتمحور جلها حول المصالح السياسية والتوازنات الإستراتيجية لقوى إقليمية ودولية كانت السبب الرئيس في أطالت أمد هذه الثورة وكلفت الشعب السوري الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والتهجير القسري من وطنه،وبالحقيقة الغير قابلة للشك أنه ليس مهماً لدى هذه الدول من يحكم سوريا الآن أو من سوف يأتي للحكم لاحقاً أو كيف يقتل الشعب السوري أو الطريقة التي يقتل بها بخلاف ما يروج له وتعلن عنه هذه الدول وإنما المهم لهذه الدول من يقوم بخدمتها وتلبية مصالحها السياسية والحيوية بالمنطقة كما كان يفعل النظام القائم في دمشق حالياً،فثورات الربيع العربي كشفت القناع عن تلك الأنظمة العميلة وسر بقائها بالحكم طيلة هذه الفترات الزمنية والطريقة المشبوهة التي وصل بها هذا النظام وأمثاله إلى سدة الحكم ،فأصبح المواطن العربي والسوري بالتحديد يدرك أنه عاش طيلة فترة حكم حزب البعث وعائلة الأسد أكذوبة القومية والمقامة والممانعة وخديعة شعاراتها على مدى نصف قرن كاملاً وكما قال الشاعر أحمد مطر مقاوم بالثرثرة ممانع بالثرثرة وهذه حقيقة النظام القائم في سوريا الآن.
 فقبل أن أنتقل من الجزئية أعلاه والتطرق لبعض الدول ومواقفها الخفيه من ثورة الشعب السوري حسب تصوري ورؤيتي الشخصية فعلى الشعب السوري الحر الأبي الثائر أن يدرك أن قيادة ثورته و تنسيقياتها لم تجد فيها هذه الدول ما وجدته في قيادات الثورات الأخرى ولم تجد هذه الدول من يقبل وجبات الكنتاكي الذيذة من قيادة هذه الثورة وتنسيقياتها،فعليه أخذ زمام المبادرة بنفسه والعمل الجاد بالدفاع عن ثورته بنفسه بكل الوسائل ولا يبقى متفرج على قتله وتدمير البنية التحية لوطنه من قبل آلة هذا النظام الوحشي ولا يكون أسير الوعود الدولية التي لم تصدق في السابق مع شعوب أخرى مرت بنفس الظروف والمعطيات وكذلك عليه أن يدرك أن هذه الدول تبحث عن توازنات إقليمية ولا تهتم كما أسلفت بمن يحكم سوريا ولا مستقبل الشعب السوري فهي تعمل بالخفاء خلاف ما تعلن عنه وتفاوض وتتقايض فيما بينها من خلف الكواليس على الكثير من القضايا المصيرية للشعوب وكأنها تعقد صفقات تجارية فيجب على الشعب السوري الشقيق أخذ الأحداث والتجارب التاريخية بعين الإعتبار،لأن هذا النظام الهمجي لا يعرف إلا لغة القوة وليس لديه أي محرمات و لا يمكن مواجهته إلا بتلك القوة فهو يحاول جاهداً أن يخمد هذه الثورة ويكرر سيناروا أحداث حماة في العام 1982م فمعركتكم الخالدة بإذن الله هي معركة بين أهل الرحمن والشرك والبدع والضلال ولا تقل أهمية عن أي معركة أبان الفتح الإسلامي فقد تكون أهم من معركة فتح بيت المقدس وكسر شوكة الحملات الصليبية على يد القائد صلاح الدين الأيوبي فأرى أنها معركة فاصلة لوقف مد صفوي فارسي رافضي ومطامع دولية لم تتوقف عن حياك المؤامرات ضد هذه الأمة إلى أبد الدهر،وفي حال إنتصار ثورة الشعب السوري المباركة بإذن الله سوف يحدث تحول كبير في المنطقة يتطلع إليه ويتمناه كل الشعوب العربية و الإسلامية وكذلك سوف يعيد لها مكانتها التي كانت تتبوؤها على مدى أرثها وتاريخها الحضاري والعلمي،فعلى الشعوب العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته المجيدة للنهوض بهذه الأمة من حالة الإنكسار إلى النصر ورد الإعتبار لهذه الأمة التي فقدته منذُ أن ظهرت تلك القومية الكذابة التي لم تجلب للعرب إلا الهزائم وبث الفتن بين ابنائها بكامل أطيافها فعبد رسالتي إليكم أيها الشعب العربي الحر الأبي وقبل أن أتوجه إلى بعض المواقف الدولية حسب تصوري الشخصي وما يحاك لهذه الثورة بالخفاء،قد أراد الله وبمشيئته أن يكون نصر هذه الأمة على أياديكم فجاهدوا في سبيل من أجل دينكم وأمتكم والنصر بإذن لله لقريب.
 فتركيا أعلنت منذُ إنطلاق الثورة السورة وقوفها إلى جانب الشعب السورة وقد صرحت أمراراً عديدة بأنها لن تسمح للأسد وجيشه الوحشي بقتل الشعب السوري ولكنها في المقابل تريد من سوريا دولة ضعيفة بدون الأسد تابعة لها وليس متبوعة وغير قادرة على التلاعب بالورقة الكردية في المستقبل القريب أو البعيد وكذلك غير قارة للمطالبة بلواء أسكندرون أو بالمياه من الأنهر التي تنحدر من أراضيها وتمر عبر الأراضي السورية مثل نهر الفورات والخابور حتى تسيطر على مجريات الحياة فيها بالكامل بحكم الجوار والتقارب الديني بين حزب أردوقان والأخوان المسلمين بسوريا فهي لا زالت تطمع بدور إقليمي يظهرها أمام الرأي العام كقوة فاعلة بالمنطقة لأجل تضمن إنضمامها إلى دول الإتحاد الأوربي وفي حال تحقق الهدف التركي كذلك لن تكون دولة للأكراد في شمال العراق التي تشعر أنها سوف يعلن عن قيامها في أي وقت في ضل التجاذب السياسي الحاصل بالعراق،وأما أمريكا تريد سوريا دولة قوية بدون الأسد لأنها لا تثق بحليفتها إسرائيل بالرغم من دعمها الغير محدود لها ولديها تخوفات من تمرد هذه الحليفة المدللة في حال خروج القوة السورة من المعادلة وكذلك لأنها تعلم مكر اليهود وخيانتهم على أمد التاريخ ومن جهة أخرى حتى يبقى الصراع في الشرق الأوسط قائماً ولا ينتقل إلى أماكن أخرى من العالم وحتى تبقى بيدها وسيلة فعالة للإبتزاز السياسي وإقتصادي لدول الشرق الوسط كالمد والجز البحري ومن جهة أخرى تريد عزل إيران سياسياً والإمساك بورقة بقاء حزب الله للضغط بها على إيران و في حال تحققت لها هذه الخطوات سوف تضمن بقائها وتواجدها دائماً في المنطقة من خلاله تحافظ على مصالحها الحيوية وتؤجج الصراعات الإقليمية متى ما تشاء وفي أي وقت تشاء،أما فرنسا التي كانت الصوت الأقوى بتأييد الثورة والمعارضة السورية وهي أول المنادين بمؤتمر أصدقاء سوريا ولكن خففت من لهجتها المعهودة عندما عقد هذا المؤتمر أول جلساته في تونس لأن هناك من قال لها قف وأطلعها على الخطوط الحمراء التي لا يجب عليها الإقتراب منها لأنها تريد العودة لهذه البقعة من الأرض ولكن قوتها ومكانتها وحتى لو كانت دولة عظمى ولديها عضوية دائمة في مجلس الأمن غير كافية لتحقيق طموحها وتطلعاتها الإستعمارية السابقة،أما المملكة الأردنية الهاشمية أتبع ملكها عبدالله الثاني نفس الأسلوب السياسي أبان حرب عام 1973م وبرغم من أن الأردن أحتضن الكثير من النازحين السوريين وقدم لهم بعض المساعدات إلى أنه أصبح في المقابل حاجز أساسي وعائق فعال أمام دعم المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى من دول مجلس التعاون الخليجي التي تتعاطف بقوة وعلناً مع الثورة السورية وهذا الأسلوب أحد أسباب تأخر نصر هذه الثورة ،أما الحكومة الجزائرية والتي حاولت عرقلة العمل العربي في الجامعة العربية أمرراً عديدة وقد ظهر على أحد القنوات الفضائية ذات مرة أحد المسئولين في رئاسة الجمهورية و يقول أن الجامعة العربية لست بعربية بدون أي خجل أو حياء وعندما نلاحظ مواقف الحكومة الجزائرية منذُ تاريخ إستقلالها وتحررها من الإستعمار الفرنسي ومع إحترامي الشديد للشعب الجزائري الشقيق لم يكون لها أي دور بناء من قضايا العربية فكانت تدعم إيران ضد العراق والآن تساند نظام مستبد بقتل شعب عربي أعزل يواجه الرصاص بصدور عارية ولا أعلم أين عروبة الحكومة الجزائرية في هذه حالة وهناك الكثير من مواقف الخزى العار للحكومة الجزائرية لا يسعنى ذكرها الآن ولا أعلم كذلك أين شجاعة الشعب الجزائري من ربيع عربي تقام فعالياته في الجزائر وبحق أنه يتطلع أبناء أمة الإسلام لفعالية هذا الربيع لأجل التخلص من هذا النظام القائم في الجزائر الذي لا أرى هنالك فرقاُ بينه بين النظام القائم في سوريا الآن،وأما الحكومة العراقية والذي في الأمس صرح رئيسها العميل نوري المالكي على شاشات التلفزة أنه لن يسمح بتسليح المعارضة السورية وأما دعم النظام الإيراني والأحزاب الشيعية العراقية للنظام السوري عبر الأراضي الأجواء العراقية هذا لا يعتبر دعم لهذا النظام الفاشي بنظر العميل المالكي ومن المستغرب أن النظام السوري وحزب العميل المالكي تجاوزوا كل الخلافات السابقة والسبب أن المذهب الديني وما تريده إيران لعب الدور الأساسي بتقارب النظام السوري والعميل المالكي ونسيان تلك الخلافات السابقة على الأسس المذهبية والطائفية والاتفاق على قتل الشعب السوري لأن المصالح الدينية والمذهبية تلاقت مع بعضها البعض على هذه الأسس،أما والأهم وكما قالت العرب هنا بيت القصيد دولة إسرائيل الصهيونية لم تجد بديل لا من العارضة ولا أياً من الشعب السوري لتعويضها عن الخدمات الجليلة التي كان يقدمها لها الأسد الأب ومن ثم الابن منذُ عام 1963م إلى هذا اليوم بالحماية وتأمين الحدود بين إسرائيل وسوريا من جانب الجولان المحتل بنظر الشعوب العربية وبالحقيقة المباع من عائلة الأسد إلى إسرائيل فمن الملاحظ أن سوريا لم توقع إتفاقية سلام مع إسرائيل والسبب أن حكومة الأسد الأول والأسد الثاني ليس بإمكانها توقيع مثل هذه الإتفاقية لأنها سوف تتنازل عن الجولان وتنكشف عملية البيع للقاصي والداني وهي بحق أصبحت مكشوفة وليس خافية على أحد والسبب الأخر لأن النظام السوري ولد من رحم ذلك الأزمة وسوف ينتهي عندما تنتهي الأزمة مع إسرائيل ففضلت الحكومتان أن تبقى حالة لا سلم ولا حرب وترك الأوضاع قائمة كما هي عليه فإسرائيل هي اللاعب الرئيسي في الملف السوري في أروقة المنظمة الدولية والهيئات الأخرى فهي لن تضحي بالأسد بسهولة حتى لو صل بها الأمر إلى دعمه بشكل علني وأمام مرئ العالم أجمع وحتى لو خالفت أوامر عمتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية فهي مصلحتها ببقاء الأسد في الحكم بعكس مصلحة أمريكا ببقاء القوة السورية في معادلة التوازنات الإستراتيجية إلا عندما تجد من يخدمها بشكل أفضل من الأسد وهذا يتطلب بعض المواصفات الخاصة أولاً أن يكون شيعياً وعلى علاقة وثيقة بالحكومة الإيرانية حتى تطمئن وتجد به ما وجدته بالأسد الأب والابن وهذا غير موجوداً الآن في المعارضة السورية بكامل أطيافها وأفرادها لهذا السبب طال أمد الثورة السورية وقد تطول إلى سنوات وقد يتكرر المشهد الأفغاني في سوريا أبان الإحتلال السوفيتي.

 nsa1122@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2012 01:29 PM

ونظام ال سعود الي عندك شو دورهم بكل قضايا العربية
بتتهم النظام السوري بعلاقه مع اسرائيل شو بطلع قدام عملاء ال سعود وثاني ونهيان وخليفه

2) تعليق بواسطة :
04-04-2012 12:10 AM

My friend you are asking or expecting Jordan to be part of the blood shed in Syria . I am sorry this is not Jordan. This is internal matter which we condemn and we think it is not right . Syria has been ruled by Bath party for 50 years and syddenely because the muslim brotherhood thought it is the right moment to attack then they did. They should not have turned it into violence .Qatar and the gulf states they are fueling it with thier money . I am sorry JOrdan can not be a party to this conflict .Saudia or gulf states they can ship arms through air or via lebanon. But let us be serious do you really think muslim brother hood will be better dictators than Assad

3) تعليق بواسطة :
05-04-2012 07:50 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012