04-04-2012 07:30 AM
كل الاردن -
رعد المهيرات
استعد للجلوس على مكاني المعتاد .. افكر في نفسي قليلا : أين سأذهب باحلامي ؟؟ الي اين سأصل بها ؟؟ وهل سأنتهي من هذه الحالة ؟؟ من سألتقي اليوم ؟؟ وهل سيحمل لي هذا اليوم شيئا جديدا ام سيكون مثل البارحة ؟؟ لكنني أفكر بأشياء اخرى ، قد لا تفكر انتّ بها ، افكر بان اكون انسان اخر مختلف واخطط وارسم في مخيلتي احلامي ، هل سيحصل ؟؟ والى متى سأظل جالسا وأضع يدي على خدي وأنتظر ؟؟
اصبح مشهدا متكررا بالنسبة لي ، ففي كل يوم اجلس على مكاني المعتاد حيث شرفة مبنى الهندسة في الطابق العلوي ، اصوب وجهي نحو شروق الشمس .. اصارع افكاري واطلق العنان لاحلامي ، لا اكترث لما يقوله الناس عني، فأحدهم قال لزميله على مسمعي " الله يعين الناس على بلاويها " كما اخبرني صديقي بان تصرفاتي باتت ملفتة للنظر امام زملائي وان احداهن قالت لزميلتها بأن هذا المسكين يعاني من امور نفسية مستعصية .
كم انهم غريبون، كما انني لم اعد قادرا على استيعابهم ، يعتقدون بأنني مختلف عنهم وتناسوا بعضا من تصرفاتهم ، فبقاء احدهم لساعات طويلة
متحدثا ومستخدما هاتفه النقال يعتبر امرا طبيعيا كما يعد امرا لا بد منه ،
وحديث احداهن لزميلاتها طوال اليوم حول اسرار الازياء والموضة واخر صرعاتها يعتبر ضرورة حياتية ، والحل ان اكون شخصا اخر.
اليوم كان مختلف تماما ، خرجت مسرعا لم اعير الانتباه لمظهري وهندامي كما انني لم احاول تغيير تسريحة شعري الثابتة منذ عقد او يزيد ،
لعلي اتمكن من حضور محاضرتي الصباحية ، لكن هذه الطرق لم تجدي نفعا ، تأخرت قليلا بسبب الازمة المرورية الخانقة ولم تغفر لي اعذاري امام استاذي ، لارضخ امام قرار حرماني من حضور تلك المحاضرة كنوعا من العقاب ، فذهبت الى شرفتي اليوم باكرا اندب حظي بانني لست من الطبقة البرجوازية التي يمكن لها ان تملك سيارة شخصية ، نستقلها ونسلك طريقا مخترصا هاربين من الازمة المرورية التي الى الان لم نجد حلا لها ، كم انهم غريبون ، وصلنا الى القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعاني من الازدحام المروري ، والحل ان اكون شخصا اخر .
جلست على شرفتي اغمضت عينيي ودليت قدميي ، يجب ان اكون شخصا اخر وانسان مختلف .. لا اريد ان تصرف بتصرفاتهم الخاطئة واظنها
صوابا ، انا مختلف عنهم بفكري وتصوري وهم ما زالوا يتبخطون بافعالم
، انا لست مريضا نفسيا وهذا ما اثبتته اخر تحاليل طبية اجريتها .. لا لا انا لست مضطرا اصلا ان اثبت لهم انني سليم ، وهم بالطبع سيتراجعون عن انطباعاتهم الخاطئة بلا شك بعد ان يروا النور من افكاري فانا سأصبح شخصا اخر .
نعم،احسست ان اليوم مختلف .. وسيتم ولادة شخص اخر وانسان مختلف سيصلح العالم بأسره ، جسمي يرتعش ويداي ترتجف في الهواء ، احسست بخطوات حذرة خلفي ثم على عجل شيئا خطفني كلمح البرق ، تبعه تصفيق حار واصوات تصفير وتشجيع ، لارى نفسي في قبضة منقذ ظانيين انني اود الانتحار .. فعلا كم انهم غريبون
raed.alabadi@yahoo.com