أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


قيادات، كنانير وحمام!
07-04-2012 07:21 AM
كل الاردن -

alt

 مجدي هبد الوهاب

 عوّدتنا القيادات الفلسطينية على التغريد والشقشقة والزقزقة ليلا نهارا، لاتكف، عصافير انصبت وظيفتها القيادية على التغريد والخروج الى وسائل الاعلام بالتصريحات البراقة التي لا تجد لها نظيرا في صياغتها وكلماتها الرنانة لتطربنا حتى نغيب عن الوعي تحت تأثير الواقع الذي نعيشه.
 كانت تلك القايدات تشجننا بكلمات ومصطلحات الكفاح المسلح والمقاومة، التي صدحت في السماء الرحب باعثة في نفوسنا بعضا من العزة والهمة والكرامة التي فقدناها في ظل تعاقب الهزائم، وكأنها كانت أقراصا منومة أو مخدرة، لنغيب عن الوعي، وما ان كدنا نعود ونستفيق، حتى وجدت تلك العصافير ترانيم جديدة ترددها، وكأن كنارا علمها، فأصبحت تغرد على أنغام المفاوضات.
 وأسفرت المفاوضات عن قيام كيان السلطة الفلسطينية الذي لا يشبهه كيان، كيان وطني ينعدم الى كل معايير الوطنية، كيان دجّن الفلسطيني على الاستكانة والتسول حتى يجد ما يقتات به ويعيل بيته، هذا هو كيان الحرية الذي أصبحنا نعلق عليه آمالنا، قلنا حسنا وأصبحنا نغرد كما يغرد القادة بل وعزفت موسيقى القرب وأخذوا في العالم يفرشون لقياداتنا السجاد الاحمر كلما هبطوا نافشين ريشهم ، واستمرت المفاوضات للتوصل الى حل يعيد الينا حريتنا ويعيدنا الى وطننا بعد ان اعتدنا الطيران والعيش في عشوش ليست بعشوشنا، يهشوننا منها كل مرة لنعود ونطير، الى ان جاءنا الكنار الاب بمعزوفة رفض المفاوضات، لانها لا تفضي الى شيء، وكأنه اكتشف جديدا، فقلنا انه أخيرا وجد المعزوفة التي ستقودنا الى استحقاقاتنا، ، ولكن كنارنا خرِف واختلطت الامورعليه، فتارة يغرد ويشقشق بانه لن يترك المفاوضات، وتارة يغرد بأن لاعودة الى المفاوضات، فأصبح تغريده شاذا غير مقبول بل وغير مستساغ على الاذان ، أو يقع على آذان صماء لا تسمع، فكيف حال الطرف الاخر؟!.
 واكتشف القائد وسيلة جديدة، وسيلة وسط بين التفاوض ورفض التفاوض، هذا بعد ان فاض بنا الكيل، وقرر ان يتحول من وظيفة الكنار الى وظيفة الحمام الزاجل حامل الرسائل، فقضيتنا محلولة، وما تبقى منها هو فقط ربط الرسالة برجل الحمامة لتطير لتعود لنا بالحل!، فيا ترى ما سيكون عليه هديل تلك الحمامه؟ أم عله سيتحول الى نواح؟! وهل يمكن ان يحقق الحمام الزاجل ما لم تحققه كل كنانير المفاوضات؟!
 هل قُدر لنا نحن الفلسطينيين ان نبقى طيورا مهاجرة قادتنا من الكنانير والعصافير؟ ألم يحن الوقت حتى ندرك ان الطيور المهاجرة وحتى تصل الى موطنها لا تحتاج الى عصافير وكنانير وحمام من النوع الزاجل ، بل تحتاج الى طيور من صنفها ونوعها وجنسها ؟ فلا حمل الرسائل سيعيدها الى موطنها ولاشقشقة العصافير والكنانير ستعيد الحرية لها، فكنانيرنا قد طابت لها الاقفاص التي فصلت لها، ولن تخرج ولن تخرجنا منها، فان خرجت ستموت فهي لم تعد قادرة على الطيران، ليتنا ندرك ذلك ونفهم لغة الطيور، فحتى نتحرر يجب اولا ان نتحرر من الذين استطابوا حياة الاقفاص الفارهة.
 
 majdyzahdeh@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012