أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


لا يجوز للنظام ردُّ الجميل بالوطن البديل
07-04-2012 07:34 AM
كل الاردن -

alt

 يونس نهار بني يونس


بسم الله الرحمّن الرحيم

 النظام الاردني لا يتعلم من التاريخ,أو قد يقرأ التاريخ من الجهه المعاكسه فالنصر للمنتصر هو نفسه هزيمة للمهزوم فالنكبة في 48 كما نسميها نحن العرب هي حرب التحرير والانتصار عند اليهود, في ما سُميً ميثاق دمشق وهو تأسيس دوله عربيه من جبال طوروس حتى البحر العربي ومن البحر الاحمر حتى الخليج العربي يكون الشريف الحسين بن علي رئيسها,وكنتيجة للمفاوضات بينه وبين الانجليز تم الاتفاق على تحقيق الحلم العربي مقابل القيام بثورة ضد الاتراك الذين كانوا قد مارسوا سياسة التتريك في الحقبه الاخيرة من حكمهم وأصبحت الدوله التركيه إحتلال للامه العربيه وتحت إسم الخلافه كمسمى لا أكثر,وقامت الثورة وبذل العرب فيها الغالي والرخيص مؤمنين بأنً أكبر دولة في ذلك العصر لن تخلف وعودها وستمكنهم من تحقيق الحلم العربي المنشود بإقامة الدوله العربيه المستقله ليعيدو بها أمجادأ قد إندثرت,
 وجاءت الصاعقه بمؤتمر سان ريمو الذي قسم البلاد العربيه الى كانتونات ووضعوا الضوابط والروابط والقوانين والخوازيق التي من شأنها ألا تجتمع هذه الكانتونات إلا لتفترق,وداسوا الحلم العربي بأقدامهم ولا بل أقروا قيام دوله لليهود في فلسطين وحققو حلمهم التاريخي بنقل سلة النفايات من أوروبا الى بلاد العرب وللابد,ولا داعي لذكر تاريخ كلنا نعلمه فقد قامت الدوله اليهوديه وأصبحت امرا واقعا,وهذا هو الدرس الذي يتحرى على النظام الاردني أن يقرأه بتمعن ليتعلم أن الدول العظمى تسعى لمصالحها فقط ولا يهمها ما يجري ومن يخسر فهم ينظرون الى أنظمتنا وشعوبنا مجرد أعداد لا يُشًكِلُ نقصانها أو زيادتها أهمية لهم وبلادنا بما فيها من خيرات هم فقط من لهم الحق في إستغلالها وإدارتها وحكامنا يصنفون الى دوائر الدكتاتوريه والتخلف إذا ما فكروا بأوطانهم,وعاد النظام ليرتكب ذات الاخطاء في مطلع الخمسينات حين تصور أن اليهود والانجليز لا يطمحوا لاكثر من الدوله اليهوديه التي قامت على أراضي 48 حيث كان من الاولى أن يقرر في مؤتمر أريحا الذي عُقد في 1949 قيام دوله فلسطينيه مستقله وأن تتولى القيادات الفلسطينيه الحرب ضد إسرائيل والعرب من ورائهم والسعي لتطبيق قرار الامم المتحده 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين وعدم اللجوء الى المهاترات التي كانت تعبر عنها أصوات النعيق العربي بالتحرير شبرا شبرا لانهم لم يكونوا ببعيدين عن أمسهم فيما تلى سان ريمو 1920 وتقسيم بلدانهم أمام أعينهم وخضوعهم وإذلالهم من القوى الاستعماريه التي كانت رابضه على بطونهم وهذا الخطأ كان من كل الانظمه العربيه بما فيهم وجهاء فلسطين ورجالاتها في ذلك الحين,ولكن وقع ما وقع وأصبحت الضفه الغربيه تابعه للمملكه الاردنيه الهاشميه,مما حصر الخطأ بعد هذا بالنظام الاردني والرجالات والوجهاء الفلسطينين الذين سعوا هم أيضا بدوررهم الى مصالحهم الشخصيه ورموا بفلسطين ومصالح الشعب الفلسطيني عرض الحائط وأصبح جُلُ إهتمامهم المناصب ورضا النظام الاردني الحاكم للاردن وفلسطين بآنٍ واحد,
 حيث كان من المفروض أن أن تبقى فلسطين حتى بعد ضمها تحت مسمى الضفه الغربيه فلسطين وأن يحكمها رجالات فلسطين كإقليم مستقل وبدل قانون التجنيس الذي خوزقَ الاردنيين ووضع الفلسطينيين على مدرج المشجعين للمباريات التي تحدث ومشاركين في اللعب إذا ما رجحت كفة الفِرَق الفلسطينيه الثائرة التي إتخذت من الاردن ملعبا لمبارياتها ووضعت وجهتها الوصول الى القدس وشبرا شبرا حتى القدس عبر عمان,ووصلنا بهذه الاخطاء المتراكمه والتي سببها الاساسي سياسة النظام الاردني التي تتخذ من الدول العظمى مستشارا وحاميا ومرتكزا لادارة الدوله الاردنيه وتنفذ التعاليم وتهئ الاجواء اللازمه لتنفيذ ما تخطط له هذه الانظمه دون أن تراعي ولو لمرة مطالب الشعب الاردني مطالب الاردنيين أصحاب الارض الذين جاؤو الى الاردن قبل أن يبزغ للامبرطورية الانجليزية فجرا أو تاريخا في المنطقه,وبعد أن تنفسنا الصعداء كأُردنيين وكفلسطينيين وتبلورت الاوضاع والظروف الى أردنٍ جامع يتساوى به الاردني والفلسطيني بالحقوق والواجبات وتثبتت الهويه الاردنيه وثبت مفهوم المواطنه بأن الاردن دولة ذات سيادة تضم المواطينين من شتى الاصول والمنابت تحت مسمى واضح وقاطع لا يريد مواطنٌ أن يجري عليه تبديل أو تغيير وتصاهر الشعبان وإنصهروا وإندمجوا حتى أصبحوا كأفراد لعائلة واحدة قانعين بما آتاهم الله وراضين بكل ما إستجد على أحوالهم وملتفين حول قيادتهم الهاشمية,وإرتضى الجميع وبارك العالم القرار الصادر 1988 بفك الارتباط الاداري والقانوني وأصبح للشعب الفلسطيني دولة وإسم فلسطين عاد ليصحح مسارا كان من المفروض أن يتم سنة 1949 بمؤتمر اريحا ولكن كما يقال من غاب وحضر عِدُه ما غاب وإعترف العالم بمنظمة التحربر الفلسطينيه كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وأصبح المواطن الاردني ذات الاصول الاردنية والفلسطينية داعما ومؤيدا ومتحالفا لهذه الدولة التي تأخر ميلادها 39 عاما من 1949 الى 1988 حيث أنه بمجرد أن تم فك الارتباط وتولى حرث الارض عجولها أصبح للفلسطيني دولة وهويه وتحددت الاهداف وتوحدت وها هو العالم قد صوت لانظمام فلسطين الى اليونسكو بغالبية عظمى ولن تطول السنون كما مضت لتحقيق الدولة الفلسطينيه المستقله إذا ما حافظ الشعب الفلسطيني على هويته وإستقلاليته ولكن هل ما يحدث الان من إتفاقات وصفقات بين النظام الاردني والزعامات الفلسطينيه والذي أصبح أمرا ظاهرا هو نفس الديباجة التي حدثت في 1949 وهل إتفق الطرفان على تحقيق المطالب والمخططات التي تريدها الدول العظمى,هل يريد النظام الاردني أن يتجاهل الاردنيين كما يفعل دائما ويمضي في تنفيذ وتهيئ الاجواء بالاتفاق مع الزعامات الفلسطينيه التي لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها من العرب لاقامة دولة فلسطينيه تضم العدد المسموح به والمقرر من إسرائيل وكما هو المعتاد أن يكون الاردن بلد الشعب الفلسطيني والملايين الاخرى التي لن يسمح لها بالمسقبل بالخصول على تأشيرة لزيارة فلسطين,الجواب نعم,
 نعم هذا ما يحدث فعلا ولن تنطوي علينا التصريحات التي تصدر بالنفي لهذه المخططات,فهذه التصريحات ما هي إلا كسابقتها التي صرح بها الطرفان منذ إحتلال الارض والانسان,ولكن ما يثير الاشمئزاز والاستغراب السؤال عن الدوافع التي تدفع نظامنا الاردني أن يواصل سياسة مجارات الغرب والدول العظمى إلا إذا إعتبر النظام أن هذه الدول تسجي للاردن جميلا لاعتباره حليفا ومقربا وليس من الضالين أو المغضوب عليهم,ليكافؤوه بالجنة التي هي المحافظه على الامن والامان في الاردن وعدم إدراجه ضمن المخططات الجارفه للانظمه القديمه في الشرق الاوسط الجديد ويعود النظام للوقوع في الخطأ ذاته بتجاهل رغبة ورؤية ومطالب الشعب الاردني والاستمرار بالنظر والتعامل مع هذا الشعب بأنه قطيع لن يضل الطريق المرسوم له معتمدين على أن كل ما تم تنفيذه من المخططات القديمه إنطلى على هذا الشعب وسينطلي عليه ولا يُشًكِل المعارضين من أبناءه الا فئة لا تعدو أن تُسترضى برمي الفتات وسنسوقهم كما سقنا النواب الذين ثبت إنسياقهم لنا ولتنفيذ سياساتنا وكل من سيتولى عن إرادة هذا النظام سوف نتهمه بمحاولة إثارة الفتنه والنعرات بين الشعب الواحد وبالنسبه للعشائر التي قد تُشًكِلُ سندا وحماية للناشطين والمعارضين قد تم بتقديرهم تهميشها والقضاء على وحدتها,وأما الاحزاب فما هي إلا دكانين بأغلبيتها ومنتميها لا يعدون بتطلعاتهم إلا للمصالح الشخصية وهؤلاء ثمنهم رخيص ولن يُكلف النظام العناء بهم وبأهميتهم, والشعب الفلسطيني برمته سوف يكون الحلم والامل عنده مع إستمرار السياسات الاسرائيليه بقمعه وإذلاله أن ينعم بجوٍ آمن في بلد مثل الاردن,وسوف يكافؤ النظام بزيادة رقعة الدوله بعد ما يروج بتقسيم السعوديه والنظام طبعا يؤمن كل الايمان بأُلوهية وقدرة هذه الدول ويعتقد أن أمنهم وأمانهم هو السير واللعب مع الرابح,والرابحون هم الاقوياء الذين يديرون بسفاراتهم حكومات الانظمه التابعه والمريده والمؤمنه بأولوهية الاقوياء,
 ولكن النظام لا يعرف الى أي طريق يقود بلده ومصيره فلو تأنى لحظه وفكر بالماضي وقرأ التاريخ من الجهه الصحيحه وقدّرً حجم التغيرات الديموغرافيه والايدولوجيه للشعب الاردني والفلسطيني لعرف أن الامان والامن الوحيد للنظام هو الشعب وليس غير الشعب ويجب على نظامنا أن يتعلم أن الدول العظمى تتعامل مع أي نظام موجود ومستجد بحسب الطريقة التي ينتهجها هذا النظام وإذا ما أدت النتيجه للوطن البديل بفوز فريق على الآخر فسوف يشجعون الغالب ولن يُنهكو أنفسهم بحكم التعاليم والقوانين الجديده التي تحكم سياسة بلدانهم في تكبد العناء لاعادة إستقرار النظام الذي يثور عليه شعبه وها أنا أقول لاصحاب الولاية والنظام في الاردن بأن يراهنوا على شعوبهم وإرادة شعوبهم ومصالح أوطانهم قبل أن يفوت الاوان,وأنصح الحكومه الاردنية والعشائر التي ينتمون اليها وزراء الحكومه أن لا يخطوا خطوة في هذا المسار وأن يؤكدوا على قوننة قرار فك الارتباط وأن ينتهجوا سياسة واضحه وبالتصريح المباشر والتأكيد المباشر على الهوية الاردنيه والسعي الحثيث لتنفيذ رؤى ومطالب الشعب الاردني,وأقول لكم يا صاحب الجلاله لقد تغيرت الظروف ولم تعد الحياة كسابق عهدها فمن الواجب عليكم أن تغيروا نهجكم الذي كان نتيجته تهميش القوى الوطنيه وإسترضاء الغرباء على حساب أبناء شعبكم ولتعلمو يا سيدي أن هذا العرش الهاشمي لم يصمد في العقود الماضيه رُغم كل المحاولات الداخليه والخارجيه التي تعلمونها علم اليقين إلا من خلال إلتفاف الاردنيين حول القيادة الهاشميه وإذا ما أردتم أن تقووا هذه اللحمة التي خدشها التجاهل المستمر والفساد المستشري في هذا البلد الطيب والذي تضاعف في عهدكم وتكاثر لاعتمادكم على أزلام لا رجالات دوله,فافتحوا يا سيدي صفحة جديده مع شعبكم الذي منتهى مراده صلاح البلاد وتوفير الكرامة التي إفتقدها الاردني تحت سطوة الجوع والعوز والقهر والفساد المتواصل في حكوماتكم المعينه وهذا يجب السير لتحقيقه فبل كل شئ فلا يحتاج العريان لخاتم يضعه في يده يا مولاي بل الى كساء يستره والاردني لن يستعيد كرامته إلا إذا تغيرت السياسة المتبعه والتي من أهدافها وضعه في دائرة واسعه ومغلقه ومحاطه بقوانين ودستور من شأنه أن يضمن لهذا المواطن حرية التعبير عن آوجاعه وآلامه من خلال ديموقراطية وحريه ليس له منها نصيب إلا التسميه ولكن يستعيد الاردني كرامته عندما يجد نفسه قريبا من قلب القائد ومن تفكيره وعندما يكون الاردني هو فعلا أغلى ما يكون على قلب القائد وعندما يستشار الاردني في كل الامور التي تقرر مصيره ومصير وطنه,فلا للوطن البديل ولا للتجنيس ولا للفساد ولا لانتهاك رأي الاردنيين ورؤاهم.
 ودمتم ودام الاردن بشعبه وأرضه وقيادته


yyounes68@yahoo.de

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012