أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


صراع الرئاسة بين عمر سليمان وجماعة الإخوان
11-04-2012 07:30 AM
كل الاردن -


alt 

إياد حماد
 
 قُدر للصفقات التي وجدت بين المجلس العسكري المصري وجماعة الإخوان أن تصل إلى نهاية الطريق لا سيما بعد الفشل في طرح مرشح توافقي للرئاسة فعندها وجدت جماعة الإخوان أنه لا مناص من التراجع عن تعهداتها السابقة بعدم طرح مرشح من الإخوان للانتخابات الرئاسية
 
 والإخوان من خلال التجربة البرلمانية أدركوا بأن البرلمان يفقد الجماعة رصيدها الشعبي في ظل عجز البرلمان عن القيام بواجباته ومن هنا كان لا بد لها من التفكير في منصب الرئاسة وهذا ما حصل فتم طرح اسم المهندس خيرت الشاطر كمرشح للرئاسة مما شكل صدمة في الأوساط السياسية المصرية كون أن الجماعة نكثت بوعدها وكون أن هذا يعني إعادة هيمنة حزب واحد على جميع مؤسسات الدولة فهم أصحاب الأغلبية البرلمانية كما أن لهم نصيب الأسد في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور بواقع سبعة وثلاثون من أصل مئة عضو والتي أعلن اليوم بطلانها وهم الآن يسعون إلى منصب الرئاسة
 
 بالطبع يحق لكل حزب أو جماعة بما فيها جماعة الإخوان تقديم مرشحين للرئاسة كما أنه يحق لعمر سليمان تقديم أوراقه للترشح وأما قول خيرت الشاطر بأن ترشح سليمان إهانة للثورة فهذا يدل على أن الثورة المصرية لم تنجح في انتاج عقلية ديمقراطية سليمة تحتكم إلى صندوق الانتخاب كما أن قول المهندس خيرت الشاطر بأن عمر سليمان لن يفوز إلا إذا تم تزوير الانتخابات ينذر بأن شعار جماعة الإخوان لنزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية هو فوز مرشح الإخوان وأنه في حالة فوز أي مرشح أخر فإن هذا الفوز تم من خلال التزوير
 
 تشكل هذه العقلية التي تحكم نظرة الإخوان إلى نزاهة الانتخابات تهديداً لاستقرار مصر وهم إن أرادوا الدخول في لعبة الرئاسة فإن عليهم أن يعلنوا للشعب المصري وللعالم احترامهم نتائج الانتخابات الرئاسية حتى وإن جاءت بعمر سليمان رئيساً لمصر وبالنسبة لسبل إجراء انتخابات نزيهة وشفافة فهذا مما يمكن للجماعة مناقشته مع النخب والقيادات المصرية السياسية للوصول إلى ضمانات عملية وواقعية تضمن وتحقق نزاهة الانتخابات الرئاسية بعيداً عن حصر النزاهة بفوز مرشح الإخوان
 
 إن اللواء عمر سليمان يعد المنافس الأقوى لمواجهة صعود التيار السياسي لجماعة الإخوان والتيار السلفي الممثل بحزب النور ولشعور الجماعة بقوة هذا المنافس بادرت إلى الهجوم عليه مع العلم بوجود مرشحين أخرين خرجوا من عباءة النظام السابق كأحمد شفيق وعمرو موسى واللذين أعلنا ترشحهم منذ فترة ومع ذلك لم نشهد مثل هذا الهجوم عليهما فلماذا كل هذا الخوف من عمر سليمان ؟
 
 فهل حقاً يريد عمر سليمان إعادة انتاج نظام مبارك كما تقول جماعة الإخوان ؟ لا أعتقد بأن عمر سليمان بهذا الغباء السياسي حتى يعيد العجلة إلى الوراء وكونه من رجالات النظام السابق لا يعني إرجاعه البلاد إلى زمن مبارك نعم قد تكون عليه مأخذ كثيرة لكن لنترك الشعب المصري يحكم عليه إما بالرفض أو القبول أما محاولة شطبه تارة تحت مسمى أنه من رموز النظام السابق وتارة تحت مسمى أنه المرشح الذي تتمناه إسرائيل والغرب وتارة تحت مسمى أن عمر سليمان كان مساهماً في حصار غزة ومعادٍ لحركة حماس فكل هذه مبررات واهية لا تمنع سليمان من حق الترشح وكما ذكرت سابقاً لندع الشعب يحكم على سليمان والإخوان
 
 إن جماعة الإخوان وبعد مرور أكثر من عام على الثورة تؤكد بأنها ملتزمة بالنظام السياسي الذي يحكم الدولة المصرية والذي هو من نتاج حكم مبارك ومن قبله وبالتالي فإن الجماعة تقر بالتزامها بالاتفاقيات الدولية والتي وقعتها الدولة المصرية وبالأمس عند سؤال خيرت الشاطر عن اعتراف الإخوان بإسرائيل تهرب من الإجابة وقال بأن النظام السياسي المصري معترف بإسرائيل ولنا أن نسأل المهندس خيرت في حال استئثار الإخوان بالحكم في مصر هل ستعمل جماعة الإخوان على تغيير النظام السياسي الذي يحكم الدولة المصرية أم سنجد أن الإخوان سيحافظون على نفس النظام تحت ذرائع شتى ؟
 
 كل المؤشرات تدل على أن الإخوان لا يملكون القدرة على تغيير النظام السياسي للدولة المصرية وبالتالي رأى الجميع كيف أن السياسة المصرية الخارجية لم تتغير حيال إسرائيل بعد الثورة فالإخوان كانوا من أوائل الجماعات المصرية التي طمأنت الغرب وإسرائيل ضمناً حول اتفاقية كامب ديفيد واللقاءات الأمريكية مع جماعة الإخوان في مصر وأمريكا لم تعد خافية وبالتالي لا يوجد فيتو أمريكي على وصول الإخوان إلى رئاسة مصر وإن كانوا يفضلون شخصية معروفة لهم كعمر سليمان
 
 وحصار غزة لا يزال إلى الآن على الرغم من سقوط حكم مبارك وعلى الرغم من سيطرة الإخوان على البرلمان وعلى المشهد السياسي المصري إلا أننا إلى الآن لم نلمس أي مشروع قانون قدمته كتلة الإخوان البرلمانية بخصوص رفع الحصار عن غزة ؟ كما أن الغاز المصري لا يزال يصدر إلى إسرائيل بعد أن تحول الخلاف الذي كان زمن مبارك حول شرعية تصدير الغاز إلى إسرائيل إلى خلاف حول السعر المناسب للتصدير وبالتالي نجد أن بعض ما كان يعاب عليه النظام السابق يمارس من قبل أرباب السلطة اليوم دون أن نجد من يعيب عليهم ذلك وبالطبع لا يجوز تبرير ذلك الآن كون أن من يقدم التبريرات اليوم هو نفسه من كان يرفضها سابقاً من النظام السابق
 
 مما لا شك فيه بأن فوز مرشح الإخوان سواء أكان خيرت الشاطر أو محمد مرسي سيشكل أعظم إنجاز سياسي للجماعة منذ تأسيسها لكن في نفس الوقت سيشكل أكبر تحد للجماعة إذ أنها ستوضع على المحك السياسي وهذا في الواقع ما أتمناه فأنا وأن كنت من المخالفين لنهج الإخوان لكن أرى بأن حصولهم على الحكم في مصر كاف في تجلية حقيقة هذه الجماعة وهي في حالة الوصول إلى الحكم إما أن تحافظ على النظام السياسي صنيعة مبارك وهذا سيؤدي بالضرورة إلى حرق أوراقهم شعبياً على المدى البعيد وإما أن تغامر الجماعة بالخروج عن النظام السياسي وهذا مستبعد في ظل الظروف الدولية والإقليمية الجارية وهذا إن حصل فإنه سيعود بالضرر على الجماعة ...
 
 iyad197700@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012