أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


((الأردن ارض الميعاد))

بقلم : طايل البشابشة
12-04-2012 01:16 PM
طايل البشابشة


'دخول 17 لاجئاً فلسطينياً إلى الأراضي الأردنية ضمن اللاجئين السوريين , حيث تم ضبطهم بعد إخفاء وإتلاف وثائقهم الأصلية ومن ثم تم إيوائهم في مخيم للاجئين السورين , هذا وتحاول الحكومة الأردنية إقامة منطقة عازلة داخل الحدود السوريه بالإتفاق مع حكومة دمشق إسوة بالمنطقة التي إقيمت للاجئين الفلسطينين على الحدود السورية العراقية '
هذا الخبر بثته إحدى الفضائيات العربية بإقتضاب ضمن نشرتها الإخبارية .
رغم الألم الذي يعتصر الفؤاد لما ال إليه الوضع في سوريا الشقيقة وما أصاب الشعب السوري من تنكيل وقتل وتشريد الا أن القلب تفطر الماً وزاد الحزن والقهر من هذا الخبر .
فكيف بهؤلاء المنبوذين المقهورين (السبعة عشر )مشرداً والذي نجزم انهم ولدوا منكوبين بعد نكبة '48' فوجدوا انفسهم وكأنهم لقطاء, في أرض ليست أرضهم, وهوية اللاجئ التي إنتسبوا إليها رغماً عنهم .. نجدهم يخفون هذة الهوية وكأنها عار أو مرض كالإيدز أو الجرب ..وهذا يذكرنا بالحجاج والمعتمرين الأفارقة الفقراء عندما يصلون إلى الأراضي السعودية فيتخلصون من وثائقهم ,وها هم الان يشكلون حزام الصفيح والاحياء العشوائية في مدينتي جدة ومكة.
لماذا عمد هؤلاء الاشقاء لإخفاء هوياتهم الاصلية واتجهوا للاردن التي تشكل بالنسبة لهم ولكل فلسطيني في الشتات 'ارض الميعاد'ربما بسبب الجغرافيا والديمغرافيا وشعور الفلسطيني انه بين أهله وذويه وليس غريباً كما في باقي الأقطار العربية .
والسبب الأهم هو لأنهم سمعوا ورأو بأم اعينهم ماذا حصل للاجئين الفلسطينين الذين هجروا قسراً من العراق الشقيق على أيدي الميليشيات الشيعية , بعد أفول نجم النظام العربي القومي الوحيد الذي يفخر به كل عربي بعد الغزو الأمريكي الغربي للعراق. .
فكان أن ألقي بهم في العراء في الصحراء ' المنطقة الحرام ' بين حدودي سوريا والعراق ليذوقوا مر العذاب في حياة لا يحتملها البشر , نساءاً وأطفالاً و وكبار سن ..مكثوا سنوات عدة وسط صحراء متطرفة في قيظ صيفها وزمهرير شتاءها و عواصفها الرملية .. الى ان تدبرت لهم الأمم المتحدة, دول غير عربية كالبرازيل و ايطاليا و تشيلي و حتى الهند التي قبلت بجزء منهم في حين رفضت جميع الدول العربية ممثلة بأنظمتها وليس شعوبها باستضافة اشقائهم في الدين واللغة والمصير .
من العار علينا كعرب ان يحدث هذا لأبناء جلدتنا و أشقائنا .. ولكننا نلتمس العذر للأردن لأسباب عدة تهدد وجوده وكيانه كدولة .. ومواطنيه بأن يصبحوا أقلية في وطنهم وسط مؤامرات تحيكها اسرائيل ومن يشد على يدها من قوى عظمى للتخلص من القنبلة الديموغرافية الفلسطينية , الخطر الوحيد القادر على تدمير حلم اسرائيل في دولة عنصرية نقية للشعب اليهودي .
ونلتمس العذر أيضا للشعب الاردني الذي يحمل ثقافة القبيلة وعاداتها وتقاليدها بأن يكون المواطن رقم ' 2 ' على أرضه و في وطنه و خصوصا وهو يرى و يسمع عن مشروع الوطن البديل والمؤامرات التي تحاك ضد بلده بالتعاون مع ثلة من بائعي الأوطان الذين لا يمثلون الشعب الفلسطيني الشقيق وهم يطالبون بصفاقة , جهاراً نهاراً بحقوق منقوصة ومكاسب سياسية بلسانهم في سفارات الدول الداعمة لكيان بني صهيون , أو على شكل أحزاب تطالب بانتخابات مفصلة على مقاسها لتحقيق هذه الأهداف ..هذا عدا عن حملات التجنيس المنظمة في الخفاء على ايدي الفاسدين من مسؤوليه, وشعوره بمرارة نكران الجميل في تحمله وزر وفادة هجرات من الغرب والشرق ,حيث شارك الوافدين بلقمته ومائه وتعليمه وصحته , وكلفة عيشه التي وصلت لحد لا يطاق فقد ترائى له أنه بعد أن كان عزيزاً قد أضحى ذليلاً.. فقد ضاعت هويته وامتيازاته في وطنه ,وأضحى هنديا أحمر لذا فمن المستحيل أن لا يكون له رد فعل على تهميشه.
كنا نتمنى على اشقائنا الفلسطينيين ان لا يتخلوا عن جنسيتهم الأصلية, وتقوم حكومات الدول المضيفة بإعطائهم جوازات سفر لتسهيل تنقلهم وإعطائهم حقوقاً مدنية كأي مواطن تمكنهم من العيش بكرامة كالعمل والسكن والتعليم والصحة ,بعيداً عن تجنيسهم ومحو هويتهم الأصلية ,ليبقو شوكة في حلق اسرائيل ,ولتبقى قضيتهم حية ,حتى تحرير فلسطين بعيداً عن مناكفة ثلة ممن تكرست فيهم القطرية .. ولكن الأمل يبقى قائماً, في ان يمن الله على هذه الامة, بقادة وحكام تتحرك الغيرة والنخوة العربية في دمائهم , فيوحدوا الصفوف ويفتحوا الحدود, وينسوا مصالحهم الضيقة ,ويعلنوها أمة عربية واحدة ,وينصفوا شعب فلسطين , بل كل شعوب الاقطار العربية ,التي اضحت أشباه دول منكفئة على ذاتها , مطمعاً للدول الكبرى وحتى الإقليمية وسط عالم يسعى الى التكتلات الكبرى سياسيا واقتصاديا , لأنه لا مكان للدول القطرية والأقزام من اشباه الدول في عالم العمالقة , وعسى ان يكون ربيعنا العربي هو اول الغيث في تحقيق ذلك الحلم .

esamjordan@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-04-2012 12:03 PM

حكومتنا الرشيدة (أسمع كلامها يعجبني أشوف أفعالها أتعجب )

افعال الحكومة وتعاملها مع 17 الفاريين عبر الشيك واقتراح عمل منطقعة عازلة لهم ينطبق عليها المثل القائل

......

2) تعليق بواسطة :
14-04-2012 03:16 PM

لقد ناديت من اسمعت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ياعزيزي لماذا تغرد خارج السرب وماذا انت مستفيد ؟؟
ارجوك ان تتطلِع على خارطة الطريق وترى مكانك وين وكيف تحافظ عليه للاجيال القادمه (والي يضيع الذهب بسوق الذهب يلقاه وإلي يضيع وطن وين وين الوطن يلقاه

3) تعليق بواسطة :
14-04-2012 03:30 PM

الاستاذ طايل كتاباتك دائما ممشوقه بالفطره الاردنيه العربيه زمن بلاد العرب اوطاني - - - تعيدنا من خلالها الى النفس الوحدوي النابع من الاصالة ونكران الذات وحب الوطن واللغه بالهجه المحليه والتي تصعب على جيل الحاضر فهمها احياننا وفقكك الله

4) تعليق بواسطة :
29-05-2012 01:38 PM

يا عم طايل جعلك الله زخرا للأمة العربية وبارك الله فيك وفي امثالك من الكتاب والمثقفين الواعدين و المحايدين للحق كما رأيت فيك الذوق الفني الرفيع والنظره المستقبلية الشامخة والنقد البناء لما يدويا عم طايل جعلك الله زخرا للأمة العربية وبارك الله فيك وفي امثالك من الكتاب والمثقفين الواعدين و المحايدين للحق كما رأيت فيكر حولنا من أحداث غيرت وجه الأمة المغلوبة على امرها (وتمنياتنا لك بالصحة والعافية)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012