أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


حكومتـان

بقلم : يسار خصاونة
14-04-2012 12:38 PM





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيرُ فييّ ، وفي أمتي إلى يوم القيامة .انتهى قوله عليه السلام ، وأرى أن المخفي من المعنى في الحديث الشريف هو جملة مؤكّــدَةٌ بتمام تأكيد سابقتها ، وهو ، إن الشرّ في الإنسان باقٍ إلى يوم القيامة ، من هنا فإن المطالبة بالمدينة الفاضلة، والحكومة الفاضلة، ومجلس نواب فاضل ، ومجلس أعيان فاضل ، أمرٌ ساذج ، وضرب من الخيال ، ولكن البحث عن الأخيار الذين أشار إليهم رسول الله عليه السلام أمرٌ واجبُ ، وهؤلاء الأخيار موجودون حقاً بيننا ، وعلينا الوقوف معهم ، ومساندتهم من أجل ما نسعى إليه نحن المواطنين ، وهو الوصول إلى حقوقنا المشروعة المنهوبة .
في الوقت الذي يطالب به المواطنون بالإصلاح ، ما زلنا نقرأ في الصحف اليومية، والمواقع الإلكترونية عن تجاوزات حكومية ، وبرلمانية، وأعيانية ، وفي أجهزة هي مفتاح الأمان والسلامة العامة ، وتصب جميع هذه التجاوزات في صالح المتنفذين فقط ، وتجاوز القوانين ، والأنظمة ، من هنا فإنني أتمنى عند الأمر بتشكيل الحكومة بمجلس وزرائها أن تكون لدينا وباستثناء عن دول العالم حكومتان ، حكومة تخدم مصالح المتنفذين ، وحكومة تلتفت إلى مطالب المهمشين ، وأن يكون عندنا مجلسي نواب ، مجلس تنتخبه النخبة مسيّــرٌ بأمرها ، ومجلس ننتخبه نحن ، ونطالب بأحزاب سياسية للنخبة، وأحزاب للمواطنين ، فربما، وأقولها بحزن ، ربما نجد متسعاً كافياً للتنافس ، وبالتأكيد في نهاية الصراع والتنافس الشريف من جهة واحدة ، ستكون هناك جولات رابحة للأخيار ، فمهما امتلأت الدنيا بالأشرار ، فإن مساحة كافية موجودة على الأرض للأخيار .
وأخيراً أعجب من حكوماتنا أنها على تعاقبها المستمر منذ زمن بعيد ، لم تلتفت إلى مثل هذا الأمر حتى تُريح نفسها ، وتبقى تتحرك في دائرتها ، ويصبح عندها صراع فيما بينها ، ولماذا لم تستفد من تجربة التجار الذين فهموا هذه المعادلة البسيطة، فافتتحوا المولات للمتنفذين ، حتى يلبسوا بدلات بيار كاردان والتي هي أغلى من أجسادهم ،في الوقت الذي أعلنوا فيه عن افتتاح بسطاتهم الرصيفية للمهمشين ، ومع ذلك فإن بعضهم يحسدنا على هذه البسطات ، وبدأوا يزاحموننا عليها ، وعلى البالات ، وسوق الجمعة ، فهل أعينهم فارغة لا يملؤها إلا التراب ؟!!

yassar.khasawneh@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-04-2012 01:25 PM

الوطن لا يقبل القسمه على إثنين .. الشعب باقً وما عداه ظرف طارئ.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012