أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الملكة: كل عام وأغلى رجوة بخير التعليم العالي: سنقبل 800 طالب فقط في الطب البشري العام المقبل عباس: أخشى أن تتجه (إسرائيل) إلى الضفة لترحيل أهلها نحو الأردن مندوبا عن الملك الخصاونة يشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الحاج توفيق نقيبا لتجار المواد الغذائية لدورة جديدة موجودات صندوق استثمار أموال الضمان تتجاوز الـ 15 مليار دينار استقرار اسعار الذهب بالسوق المحلي ولي العهد يهنئ الاميرة رجوة: كل عام ورفيقة العمر بألف خير الصبيحي: وفاة كل 1.8 يوم وإصابة عمل كل 30 دقيقة في الأردن مدعوون لحضور الامتحان التنافسي بوزارة الصحة - أسماء بدء الامتحان العملي لطلبة الشامل الاثنين بالبلقاء أجواء غير مستقرة في اغلب المناطق اليوم وتوقعات بهطول امطار متفرقة في مختلف المناطق وفيات الأحد 28-4-2024 بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة) لازاريني: المساعي لحل "الأونروا" لها دوافع سياسية وهي تقوض قيام دولة فلسطين
بحث
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


الشعانين والقيامة....هوشعنا

15-04-2012 10:13 PM
كل الاردن -


د.م حكمت القطاونه
إلى مسيحيي الأردن، إلى مسيحي الوطن العربي، إلى مسيحيي العراق ومصر، إلى مسيحيي سوريا بمناسبة الأعياد، أنتم حجتنا على الرأسمالية الإمبريالية، أنتم الموقف، أنتم سيفنا على الصليبية الاستعمارية الانتهازية، فابقوا معنا في أوطانكم لا تهجروها....إلى مسيحيي الكرك، من الكرك ومن كل الوطن لكم تحية، إلى تريز هلسه، إلى المناضلة المعلمة أدما زريقات بنت الكرك، مني سلام وتحيه.
ما تعتمل به النفس ويضج به القلب والفكر، ما يختمر وينضج، وما يذبل ويُطرح كالزؤان، لا يمكن لمقالة قصيرة أن تفيه حقه، متكئي في ما هو آتٍ مسيح روسيا الكاتب العظيم دوستويفسكي، متكئي مجموعة من الفلاسفة والكتاب العظام، تكلموا عن دوستويفسكي وليس أعظمهم أندريه جيد والألماني هوفمان أو مؤسس علم النفس الفيلسوف نيتشه الذي قال: لقد فتح لي دوستويفسكي بوابة فلسفة النفس.
الغليان الثقافي الروسي والأرثوذكسية الشرقية، شكلت المرجعية الفكريه لدوستويفسكي ولموضوعه الثابت، النموذج القََلِقْ للوجود غير المفتدى، وتمجيد التجسُّد المُحزن لآلام البشرية، حيث تجد مكانا في حياة المُخلص المُصلِح المسيح عليه السلام، في تصوير مُبدع رائع لمأساة إنسانية إن لم تدفعك للإيمان والبكاء فإنها تدفعك لإعادة النظر بدرجة وعيك بالمأساة.
في ظروف شبيهة لما نعيشها اليوم، حينما أوغل بنو إسرائيل بالإفساد، وكما تنبأ أنبياؤهم أشعيا وآرميا وحزقيال عليهم السلام، فلقد تمادوا بالمعاصي، ولم يرتدوا عن الضلال ويتحرروا من الأساطير وعبادة المادة، إلى مستوى أنهم سَخَروا رسالات أنبيائهم لخدمة مصالحهم المادية ودفعت الأنانية المفرطة سادتهم أن يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.
حينما كانت حياة الناس في زمن عبادة المادة كما هي اليوم، كانت طبقات المجتمع العليا تَغصُ بالرذيلة، تمتهن إذلال طبقات المجتمع الأقل حظا والأوفر ضعفا وفقراً، ولد المسيح عليه السلام في هذه الظروف، مداويا، ينشر المحبة والسلام، من أول يوم في حياته بدأ الدعوة للإيمان، يُكلم الناس في المهد صبيا.
كان السيد المسيح عليه السلام حُباً في ثناياه إضافة إلى ألعطف ألطاغي، ألشفقه والحنان ألمقترن بحاجة إلى ألتفاني ونزوع طبيعي إلى تحمل الأعباء وعدم التراجع أمام أية مسئولية، كان عليه السلام يغيث القلوب ويُرَوّحُ عن النفوس ويطرد الآلام عن الناس بتحمله هو نفسه الألم، كان ملكة المعاناة الشاملة، يداوي كبرياء النفس بالتواضع المتضمن نوعا من الخضوع ألإرادي الذي تمليه الحرية، إنه تطبيق لتعاليمه 'من وضع نفسه ارتفع'، أما الإهانة فتحط من قيمة النفس الإنسانية، تمتص الحيوية التي فيها، تستفزها، وتجعلها عقيمة، إنها تحدث نوع من الجرح المعنوي الذي يتعذر شفاؤه، فإذا كان التواضع يعني التخلي عن الكبرياء فالإهانة تعزز الشعور به.
هل أتعظ عُصاة وطني من إسقاطات ما أوردته من تناصات؟... إن اعتقال صبية الحراك ومصادرة حرية الإنسان ومصادرة جلود البشر في المراكز الأمنية وكما حصل مع حاكم محمد الفايز وعبدالله محادين وسائد العوران وصحبهم من حراك الطفيلة وآخرون، ما هو إلا تكريس لعملية الذبح على الصليب أو على خوازيق عثمانيه.
الدعوة للإصلاح هي فكرة جهادية إستشهادية منذ الأزل ومن يضحون في سبيل الحق في جنات عليين، أحياء عند ربهم يرزقون، وفي تعاليم المسيح عليه السلام: ( من أراد أن يُخلص نفسه أهلكها، ومن أهلك نفسه من اجلي يجدها) .... إذن هذه دعوة الإصلاح دائماً.
ألفكرة المحورية لدستويفسكي أن الإهانة تدنس النفس بينما يطهرها التواضع، الجنة في رأيه هي عالم لا أثر فيه للذل ولا للمهانة، إن لدى ألإنسان قدرة هائلة على الاحتمال وعلى الحياة، إنها الخطيئة أن تهن عزيمة الإنسان،.... إنه دوستويفسكي إنه مسيح روسيا وضمير أوروبا.
في غيابة الجب حينما كان مريضا بالروماتزم والصرع في سجن سيبيري مُتجمد يبول ويقضي حاجته مع رفاقه في نفس المهجع وبسبب تهمة ظالمة - وكما إطالة اللسان عندنا- يكتب من سجنه ويقول: (كنت أتوقع الأسوأ، فبت أعلم أنني أملك في ذاتي من ألمؤونة للحياة ما يتعذر نفاذه وكلما ازداد شقاؤنا ازداد تعلق أحدنا بالآخر).
إذن، ثمة لحظات تتطلب من الإنسان أن يحياها كما ينبغي – كما يقول هوفمان على لسان فلاح روسي بسيط - دون تورية - فما في النفس مطروح على الطاولة، إنها شفافية ألنفس الأصولية أو الأرثوذكسية الروسية في بساطتها، كما المسيح عليه السلام : حينما تسيرون عراة من جديد، ولا تشعرون بالخجل من عريكم، عندها تعرفون ملكوت الله....إنها البراءة التي تحتاجها البشرية، أنها شفافية من نوع آخر.
لم يعش المسيح عليه السلام طويلا، فقط زيادة على الثلاثين قليلا، ولم يمر بمرحلة الكهولة وفي باحة العمر القصير، كما ألشابي لم يطعن الثلاثين وما كانت الثلاثون ضعناً له وهاهي السنون بعده تضج (إذا الشعب يوما أراد الحياة.....) .... ناضل المسيح وضحى وقدم، ومن محطات حياته حينما غدر ألأسخريوطي به وخانه وهو يَعلم، واجه الحقيقة وما ينتظره بكل شجاعة وبأس، وقال لأتباعه من العبيد والفقراء والمقهورين: آتوني بجحشٍ! ابن الأتان ليركبه متوجها بطريقه إلى القدس، ذلك الجحش الكُر الغر ورغم قلة خبرته يسير بالمسيح إلى زهرة المدائن، درسا بالتواضع بالتاريخ والجغرافيا للصهاينة والمؤتمرين بأوامرهم من أمة العرب: أن طريق القدس لمن أراد إليها سبيلا، سالكة ولا تحتاج إلا للإرادة والإخلاص والتضحية من أجل الخلاص... (هوشعنا)...إنه درس الشعانين.
أما درس القيامة، فلم يعش المسيح عليه السلام مرحلة الكهولة ولكن رب العرش يخاطبه بقوله تعالى: (إذ أيدتك بروح القدس تُكلم الناس في المهد وكهلا) ففي هذا عودة فانتظروه شابا عائدا وانتظروه حين يعبر للكهولة – هوشعنا - كلمة ذات أصول يونانية تعني أللهم خلصنا...اللهم خلصنا.
hekmatqat@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-04-2012 07:26 PM

الاخ العزيز د.حكمت..تحية ملؤها الشوق والحب والاحترام.
(من زمان القمر ما بان)عبارة اطرحهاباسمي وباسم كل محبيك رغم اني لم اوكل عنهم لكني اثق بل اجزم ان الكثير من قراء هذا الموقع تواقين لقلمك والاستمتاع لما ياتي من ابداع من خلال سطورك وخصوصا ما يلوح من بين السطور وهو بيت القصيد.
عزيزنا د.حكمت رغم انك عودتنا علىالابداع المحلي واستدرجتنا برائحة الشيح والقيصوم والحدوثة الكركية التي كنت تبرع في اعادتنا الى الماضي الجميل من قيمنا وتراثنا لتريح اعصابنا ولو هنيهه من هذا الحاضر المادي المتميز بالوصولية والانتهازية وما نتج عنها للمتابع من امراض كانت نادرة كالسكر والضغط وو..الخ..الا انني اعترف بانني استمتعت بهذه القطعة الجميلة من الابداع التي اعادتني الى اسماء كنا نقرأ لها ايام الشباب في الزمن العربي الجميل ..ايام عبد الناصر والمد القومي..ايام التحدي.شكرا لك يابن العم فانت جميل دائما.

2) تعليق بواسطة :
16-04-2012 12:06 AM

شكرا لفكرك الراقي وتهانيك الرقيقه ايها الكركي الطيب

3) تعليق بواسطة :
17-04-2012 04:06 PM

شكرا جزيلا يا ابن العم فقلمك لسان حال كل الكركية انت مبدع في كتاباتك التي اتابعها بين الحين والاخر بدون معرفة سابقة ولكن قلمك يقرب بيننا

4) تعليق بواسطة :
17-04-2012 04:29 PM

مقال جمبل

5) تعليق بواسطة :
17-04-2012 06:36 PM

ابن العم د.حكمت.
عود احمد إن شاء الله.
للاردن ارضا وشعبا..(مسلمين ومسيحيين).
هوشعنا...هوشعنا...هوشعنا اللهم آمين.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012