أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مجلة أمريكية : واشنطن تدرك الهزيمة المحققة لكييف لكنها تصر على ضخ الأسلحة لها اليمنيون يواصلون هجماتهم على السفن التي تتجه الى الكيان الصهيوني دعما لغزة احتجاجات الجامعات الأميركية تتوسع دعما لغزة وانضمام جامعتين جديدتين مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون 10 إصابات بجروح وكسور بحادث تصادم مركبتين في جرش مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق الأمم المتحدة تصدر قرارًا حول ادعاءات مشاركة موظفي اونروا بطوفان الأقصى الأمم المتحدة: 37 مليون طن من الأنقاض في غزة تحتاج 14 عامًا لإزالتها الفايز يلقي كلمة في مؤتمر برلمانيون من أجل القدس بإسطنبول إصابة بن غفير جراء حادث انقلاب مركبته في مدينة الرملة 1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي الهيئة العامة للصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام مسيرات في عمان والمحافظات للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت منظمة كير تطلق نتائج دراسة تقييم الاحتياجات السنوي للاجئين
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


تونس إلى أين ؟

بقلم : د . بسام العموش
28-07-2021 04:56 AM

كانت قنبلة البوعزيزي مدوية تجاوزت آثارها حدود تونس لأنها عبرت عن الوجع الدفين في الجسم العربي، والدمامل التي تتوالد بمتواليات عجيبة . مع حرق البوعزيزي نفسه من القهر ، تحرك المقهورون الذين كانوا ينتظرون إشارة البدء بلهفة فوقعت الصدامات وسألت الدماء وهُجرت الملايين ودُمر الاقتصاد وانتهكت الحرمات حيث لم يقبل حراس عهود القهر التغيير الهادئ بل كان شعارهم ' نحن أو الدمار' يذكروننا بفرعنة الفراعنة القدماء ' أنا الدولة والدولة أنا ' بل ' أنا ربكم الأعلى' !! ولا يزال المشهد الدموي مستمرا' في عدة ساحات ، بينما خطت تونس خطواتها بتعقل من جميع الأطراف وصارت تونس للكثيرين مدرسة رائدة يمكن أن نتعلم كلنا منها . لكن بالأمس تفاجأ العالم ونحن منه بما قرره الرئيس المنتخب قيس سعيّد من حل الحكومة وتجميد البرلمان ووضع الجنازير على ابوابه !! أكد الرئيس أنه عمل عملا' دستوريا' وفق الفصل 80 من الدستور حيث جاء النص ليمنح الرئيس في حالة الضرورة القصوى والخطر الداهم على البلاد أن يأخذ إجراءات احترازية لمنع وقوع الخطر وذلك بالتشاور مع الحكومة والبرلمان ورئيس المحكمة الدستورية وموافقة الشعب وأن يكون ذلك لمدة شهر واذا تطلب الأمر مدة أطول فعليه أن يبرر ذلك .

وهنا أسأل : ما الخطر الداهم الذي كان محدقا' بتونس ؟ وهل تشاور مع الحكومة ومع البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية وهل استأذن الشعب ؟ في رأيي لم يكن هناك خطر داهم ، ولم بتشاور الرئيس مع الحكومة والبرلمان بل اعتقل مقر البرلمان وقيده بالسلاسل .

استبشر كثيرون بالرئيس المنتخب وذي اللسان الفصيح وصاحب التصريحات الجميلة في بداية عهده لكن بعد ذلك بدأت الأمور تسير باتجاه غريب فلم نسمع صوت الرئيس في قضية عنصرية فرنسا ماكرون وحمايته لمن يهاجم الاسلام . لم نسمع من الرئيس سعيّد ولو كلمة يوم كانت غزة تحت النار .

كل المؤشرات تؤكد أن البعض في تونس والإقليم والعالم خائفون من سيطرة حزب النهضة ومرونته ، وعليه فقلب الطاولة هو الحل الأنسب سيرا' على قاعدة ' أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون'
النهضة كانت ولا تزال في غاية المرونة حيث بقي خطابها اصلاحيا' حتى وهي في المنفى ولما صار رئيس الحكومة منهم مرتين ارتفعت أصوات ضدهم فما كان من النهضة إلا أن تنازلوا عن رئاسة الحكومة .

والان وبعد تجميد البرلمان ومنع رئيسه من الدخول لم يتغير الخطاب الإصلاحي مؤكدين أنهم لن يتم جرهم للمواجهة مهما كان الثمن . كنا ولا زلنا نراهن على تونس وان تكون نموذجا' ناجحا' في الربيع العربي ولا نريد لها الالتحاق بركب الدمويات . لا يجوز للديمقراطي أن يتحول إلى دكتاتور ، ولا يجوز للإسلامي أن يتحول إلى داعش ، ولا يجوز للاشتراكي أن يتحول إلى مصاص دم للفقراء ، ولا يجوز للمناضل أن يتحول إلى مطبل للظلم والتسلط . لا خيار إلا بقبول التعددية ورفض الإقصاء والحرص على المصلحة العامة وهذا ما نريده لتونس وغيرها من بلاد العُرب .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012