أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


حضارة

بقلم : كامل الشريف
11-08-2021 05:29 AM

بعض دعاة الحداثة الزائفين يعيبون على القرآن الكريم أنه يخاطب الإنسان البدائي في البيئة البدائية.

يتحدث عن الإبل في زمن الطائرة، والصواريخ، ومركبات الفضاء.

ويتحدث عن العشيرة في زمن الدول والتكتلات والإمبراطوريات.

القرآن الكريم كتاب إيمان وأخلاق، والحديث عن الإيمان والأخلاق أعمق أثراً في بداية الطريق، وقبل أن تتشعب المسالك والدروب.

البيئات المبتدئة أكثر اصغاءً من المجتمعات التي يحكمها الصراخ والضجيج وتوتر الأعصاب.

البيئات البدائية فيها التبر وأصداف اللؤلؤ، وخامات المعادن، التي لا تتغير طبائعها حين تصبح حلياً وجواهر، أو تصبح قطارات، وسيارات، وطائرات.

وفي مسيرة الإنسان الطويلة، يبقى الطهر، والبر، والصدق، والرحمة هي الخصال السامية سواء غاص الإنسان في البحار، أو طار في أجواء الفضاء.

إن هدف الحضارة كما يقول «بويز» في كتابه «معنى الحضارة»: «هو أن تزيد رؤية الإنسان للحقيقة والجمال» وهو ما يعمل القرآن على تركيزه.

إنها جرعات من الخير يأخذها الإنسان ساعة مولده، كما يأخذ «التطعيم» للوقاية من الأمراض طيلة حياته.

أمام تحديات العصر، وضغوطه ومشكلاته، تصبح هذه الجرعة أكثر ضرورة، ويصبح الأسلوب القرآني هو الأسلوب.

روما، ابريل 1990

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012