أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


هذه قصه استشهاد والدي اقدمها إليكم

بقلم :
26-04-2012 11:07 AM


في البدء أحب أن انوه أن هذا الموضوع شخصي , ولذا فمن لا يريد الاستمرار في القراءة فله الحق بذلك , واعرف أن القراء الكرام ومن باب الفضول يريدون أن يعرفوا عن الذين يقرؤون لهم , وقصه هذا المقال بدأت عندما اتصل بي الأخ العزيز المشرف على موقع (مدينه ماحص )في الفيس بوك ... و احترم رغبته في انه لا يريد أن يعرف احد عنه رغم معرفتي الشخصية به .... وكان يريد مني أن أرسل له صوره لوالدي الشهيد لينشرها في الموقع , على اعتبار انه احد شهداء البلدة , فقمت بإرسال الصورة له , وقمت بنشرها على صفحتي في الفيس بوك , وبعد النشر علق صديقي وزميلي العقيد المتقاعد والكاتب حاليا حسين المحارمه , وطلب مني أن أرسل له قصه استشهاد والدي مع الصورة , كي ينشرها في موقع ( كرامه نيوز ) الأردني , لأنه توجد في الموقع صفحه تختص بالشهداء الأردنيين , فقمت بكتابه القصة وأرسلتها له , ونشرتها على صفحتي بالفيس بوك , وها أنا أريد أن أطلعكم عليها أيها القراء الأعزاء أيضا .

ولد والدي الشهيد عام 1934 في قرية ماحص في البلقاء .....والتحق بالقوات المسلحة الأردنية الباسلة عام 1952 وكانت مهنته سائق اختصاص جراره جنزير لمدفع (عيار 155ملم هاوزر مجرور) في المدفعية السادسة الثقيلة واسمها الآن ( كتيبه الأمير حمزة بن الحسين )... وفي حرب 67 كانت الكتيبة ملحقه باللواء المدرع أربعين
وقصه استشهاده كما رواها زملاءه هي كما يلي...روى لي احد زملاءه من ماحص ومازال على قيد الحياة وهو السيد قطيش على القويدر العبادي....انه عندما كانوا في جنين ...كان أبي المرحوم يقوم بالرماية على الطائرات المغيرة عليهم من الرشاش المثبت فوق الناقلة...وقال السيد قطيش ...أن الضابط قال لي وأرسلني إليه بقوله قول لقرابتك المجنون أن يوقف الرماية كي لا يكشفنا....وقال لي أيضا أن يده أصيبت بحرق سطحي من مياه روديتر الناقلة الساخنة ...وكانت الناقلة خربانه وتحذف على جنب وغلبته كثير ....وقال أيضا انه خلال الانسحاب المنظم الذي قمنا به (ولم نخسر أي مدفع في تلك الحرب وتم الاستفادة من هذه المدافع في حرب الكرامة وحرب الاستنزاف ).... شعرت بأنه قد أحس بدنوا اجله...عندما حاول إعطائي راتبه لكي أوصله إلى أهله.... فرفضت ... وقلت له يا أبا طلب......وهل يدري أي منا انه سوف ينجو و يعيش بعد هذه الحرب .... وبعدها انقسمنا إلى قسمين قسم ذهب طريق ناعور عمان وكنت انأ به وقسم ذهب إلى طريق العارضة كان الشهيد به ....وتفرقنا كل باتجاهه ....وروى زملاءه الحاضرين معه تلك الموقعة...انه خلال الانسحاب وفي منطقه الوادي الأبيض بين مدينتي الشونة والكرامة ....أغارت علينا طائرات العدو ....فوثب الشهيد الى ظهر الناقلة ... وبدأ يعالج برشاشه طائرات العدو المغيرة ...وكان يحدو بحداءات وطنيه ....فقلنا له يا أبو طلب انزل....فقال لنا ما نصه .....( عيب علينا نرجع على نسوانا مهزومين ) ... اسقط طائره شاهدناها تهوي محترقة باتجاه الغرب.... وبعدها رمته طائره أخري بصلية من رشاشها .... فأصابته طلقه في صدره.....فنزل من فوق الناقلة ودخل في خندق بجانب الطريق كان قد حفره الجيش العراقي .... وما هي سوى لحظات حتى انتقلت روحه الى رحمه الله , فدفناه في ذلك الخندق .
....كان عمي المرحوم الحاج عيد ملازما في الحرس الملكي....وبعد انتهاء الحرب بدأ رحله بحث شاقه عن أخيه ( أبي الشهيد )... حتى توصل إلى مكان تجمع كتيبته الجديد....فدلوه على مكان الخندق المدفون به بالغور ... وأرسلت الكتيبة معه بعض زملاءه وأخرجوه من ذلك الخندق....واتوا به إلى قريتنا ماحص ودفنوه في مقبرتها ......حضر الجنازة خلق كثير من أهالي البلدة ومن النازحين الفلسطينيين الذين سكنوا في البلدة وعلى أطرافها وفي المغاور والكهوف وتحت الشجر في الأحراش ...والكثير من الحاضرين كان يبكي ...( يبكون طبعا مرارة الهزيمة وضياع القدس وفلسطين )....وعندما اندفعت وأنا ابكي نحو الجثمان الطاهر أريد رؤيته...أخذوني وأجلسوني في السيارة النص طون التي حملت جثمانه الطاهر ....وكان السائق ينظر إلي ويبكي بحرقه ودموعه تسيل على خديه ... أصابتني الغيرة فقلت في نفسي ...انأ ابكي لأنه والدي ولماذا هذا يبكي!!!!! ...ولم أكن اعرف حينها ولصغر سني ... انه احد رفاقه وزملاءه وربما يكون صديقه.. وإنه كان يبكي علي أنا أيضا.....وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يتقبله شهيدا في سبيله وفي سبيل إعلاء رايته ....وان يدخله الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين... وأن يشفعه فينا يوم الدين....آمين آمين يارب العالمين.
بقي علي أن اروي لكم بقيه القصة, فبعد استشهاد الوالد تولت الوالدة شافاها الله., ورغم صغر سنها حين ذاك حيث لم تبلغ الثلاثين عاما بعد , تولت رعايتنا وتربيتنا انأ وأخوتي الأربعة..وعملت على تدريسنا وتعليمنا فكلنا أصبحنا جامعيين بحمد الله ....فانا خدمت بالقوات المسلحة وأحلت على التقاعد برتبه مقدم وأخي موظف كبير في الجمارك برتبه عقيد ...واختى الكبرى متقاعدة من البنك المركزي وأما أختي الصغرى فهي معلمه متقاعدة ,تقاعدت لرعاية أمي بعد أن أقعدها المرض ....
أيها الأخوة المحترمين, المسلم المؤمن حين يخوض معركة فهو يريد أن يحصل على إحدى الحسنيين.... النصر أو الشهادة...فنال أبي الشهادة, وهو يقاتل مقبل غير مدبر.. يصارع طائرات العدو الصهيوني الغادر, ويتحداها وجها لوجه بكل شجاعة وعزم وإصرار, منقطعة النظير.. ونالها معه كل زملاءه الشهداء الأبرار رحمهم الله سبحانه وتعالى جميعا وأدخلهم فسيح جناته......فجيشنا العربي الأردني كان قد قاتل ببسالة في حرب حزيران , 67 وقدم التضحيات الجسام في معارك عده في القدس وجنين ونابلس , ولكن النصر لم يكن حليفه لضعف الإمكانيات المادية والعسكرية مقارنه مع العدو ,وبسبب الهزيمة التى لحقت بالجبهات العربية الأخرى ,فهؤلاء الرجال الأبطال الشجعان قد قاموا بواجبهم المقدس دفاعا عن ارض الوطن والمقدسات ....وهم غير مسئولين عن نتيجة المعركة , فالمجد والخلود لهم والخزي والعار لكل المتخاذلين والجبناء والفاسدين , عاش الوطن .


Atalab42@yahoo.com




التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-04-2012 12:01 PM

اللهم ارحمه برحمتك واسكنه فردوسك الأعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء
مثل ابيك أخ طلب الكثير من شهدائنا,
المجد والخلود لشهدائنا الابرار , عاش الشعب الأردني الذي لم يقصر بحق امته عامه وفلسطين خاصة

2) تعليق بواسطة :
26-04-2012 12:17 PM

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )

هذه الآيات الكريمة فيها فضيلة الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه، وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة، فقال: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أي: في جهاد أعداء الدين، قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله أمواتا أي: لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا، وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، الذي يحذر من فواته، من جبن عن القتال، وزهد في الشهادة. بل قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون. فهم أحياء عند ربهم في دار كرامته.

ولفظ: عند ربهم يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، يرزقون من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم، ومع هذا فرحين بما آتاهم الله من فضله أي: مغتبطين بذلك، قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول إليه، وعدم المنغص، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله: فتم لهم النعيم والسرور، وجعلوا يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أي: يبشر بعضهم بعضا، بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم، وأنهم سينالون ما نالوا، ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون أي: يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور

يستبشرون بنعمة من الله وفضل أي: يهنىء بعضهم بعضا، بأعظم مهنأ به، وهو: نعمة ربهم، وفضله، وإحسانه، وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين بل ينميه ويشكره، ويزيده من فضله، ما لا يصل إليه سعيهم.

وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم، وفيه تلاقي أرواح أهل الخير، وزيارة بعضهم بعضا، وتبشير بعضهم بعضا.

3) تعليق بواسطة :
26-04-2012 01:02 PM

الله يرحمه - الله اكبر الله اكبر

4) تعليق بواسطة :
26-04-2012 01:23 PM

لو الكل حارب مثل الشهيد كان ما صار اللي صار. لو الكل كان خجلان يرجع لمرته مهزوم كان الوضع غير و الله اعلم.

5) تعليق بواسطة :
26-04-2012 05:51 PM

رحمه الله رحمه واسعه ورحم جميع شهداء الجيش العربي وادخلهم فسيح جناته ...لكم أن تفخروا بوالدكم وتبرو والدتكم لصبرها على تحمل مشاق الحياة وحدها .

6) تعليق بواسطة :
26-04-2012 08:09 PM

كاتب المقال ...هو المقدم المتقاعد طلب عبد الجليل محمد الجالودي

7) تعليق بواسطة :
27-04-2012 12:47 PM

رحم الله الشهيد رحمه واسعه وجعلكم من شفعائه , وتقديرنا الكبير لوالدتكم العظيمه .

8) تعليق بواسطة :
27-04-2012 01:05 PM

الله يرحمه يا طلب ويحسن اليه والعمر الك ولمحمد
الحال من بعضه

9) تعليق بواسطة :
27-04-2012 05:12 PM

الأخ الغالي المقدم المتقاعد طلب عبدالجليل محمد الجالودي المحترم

تحية التقدير بك وبعائلتك وأهلك الكرام ورحمة الله على والدك الشهيد الذي ضحى بروحه في سبيل ربه ووطنه ومن خلال أهازيج الكرامة ومن خلال طلقات الرصاص استشهد والدك في أشرف ملحمة وفي أشرف استشهاد فهو قد ضحى بروحه من أجل أن يبقى للأردن روح ووجود وكرامة. نسأل الله أن يجعل مأواه الجنة ولكم من بعده طول العمر

10) تعليق بواسطة :
28-04-2012 08:15 PM

الاخ المحامي محمد الروسان ,الاخ احمد ,الاخت رزان , الاخ عبد الله الحويطات .....شكرا لكم جميعا
الاخ رائد الناصر ....الله يرحم والدك الشهيد ايضا
الدكتور حسين عمر توقه ....شكرا جزيلا
لقد شرفتموني بتعليقاتكم ايها الاخوة المحترمون

11) تعليق بواسطة :
28-04-2012 08:19 PM

الاستاذ يونسبني يونس ,الاستاذ عبد السلام الغزنوي .....شكرا لكم ايها الاخوه المحترمين على هذا المرور الرائع ....دمتم بخير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012